تجدد الاشتباكات الدموية بين هيئة "تحرير الشام" القاعدية و"لواء جند الأقصى" الداعشي

الأربعاء 15/فبراير/2017 - 12:38 م
طباعة تجدد الاشتباكات الدموية
 
 يبدو أن الصراع بين إصدقاء الامس وأعداء اليوم سيستمر فى سوريا بعد تجدد الإشتباكات الدموية بين "هيئة "تحرير الشام"  القاعدية   و" لواء جند الأقصى" الداعشي والتى  تواصلت لليوم الثالث على التوالي بريفي إدلب وحماة، وسط توارد أنباء عن تنفيذ "اللواء" مذبحة طالت عشرات المعتقلين.
تجدد الاشتباكات الدموية
وأفاد ناشطون أن "هيئة تحرير الشام" سيطرت يوم  الثلاثاء  14-2-2017م على بلدات التمانعة وسجنة وركايا وكفروما جنوب إدلب، وذلك بعد انسحاب عناصر "لواء الأقصى" منها، في حين اندلعت اشتباكات بين الطرفين في بلدة حيش ومحيط مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، ومدينة مورك بريف حماة الشمالي وكان عنصران من لواء الأقصى قد قاما فى وقت سابق  بتفجير نفسيهما في جموع الهيئة بمدينة كفرزيتا وسط نداءات من المراصد للمدنيين بالتزام منازلهم خوفاً من الإصابة نتيجة الاشتباكات  كم  دارت اشتباكات بين الطرفين في تل عاس وركايا وخان شيخون والتمانعة في ريف إدلب الجنوبي، وبحسب إعلامي الهيئة أنّ مفخخة انفجرت في التمانعة فيما قام عناصر من لواء الأقصى في قرية معرزيتا بتسليم سلاحهم إلى مقرات الهيئة بحسب وكالة خطوة.
يشار أن "هيئة تحرير الشام" قتلت المسؤول الأمني في "لواء الأقصى"، المكنى بـ"أبي ريحانة"، والقيادي العسكري "أبي حسين هرموش" وآخرين، إضافة إلى أسر العشرات، بينما تمكن "لواء الأقصى" من قتل القائد العسكري البارز في "تحرير الشام"، أبي بكر تمانعة، وهو القائد الذي تولى إدارة وقيادة مجموعات الانغماسيين في معركة فك الحصار عن حلب خلال شهر  أكتوبر 2017م  في هذه الأثناء تواردت معلومات متطابقة بحسب ناشطين عن تنفيذ "لواء الأقصى" مذبحة طالت نحو 100 معتقلاً معظمهم من مقاتلين الجيش السوري الحر وعناصر من هيئة تحرير الشام، وذلك بعد احتجازهم في أحد مقرات "اللواء" في معسكر الخزانات بمحيط مدينة خان شيخون  وجاء ذلك بعد سيطرة  "لواء الأقصى"،  على مقرات لفصائل الجيش الحر في مدينة كفرزيتا بريف حماة، قد نفذ حملة اعتقالات طالت العشرات أغلبهم من "جيش النصر" و"الفرقة الوسطى" التابعين للجيش السوري الحر كذلك تعرضت محكمة "موقة"، شمالي مدينة خان شيخون، التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، لهجوم نفذه عناصر "لواء الأقصى"، وكشفت الأرقام والأسماء الواردة عن قيام اللواء بتصفية أكثر من 40 عنصر لـ"هيئة تحرير الشام" رمياً بالرصاص وذبحاً بالسكاكين وهم مكبلي الأيدي، غالبيتهم من ريف إدلب الجنوبي.
تجدد الاشتباكات الدموية
وجاءت الاشتباكات بعد فشل "هيئة تحرير الشام" و"لواء الأقصى" في التوصل إلى اتفاق خلال اجتماع جمع ممثلي الطرفين قبل يومين لأكثر من ستة ساعات، إلى جانب مبادرة "لواء الأقصى" بالهجوم على مقرات وحواجز للهيئة بريف إدلب الجنوبي مستخدماً سيارة مفخخة وأحزمة ناسفة، ما دفع الهيئة للمواجهة المسلحة وكانت "هيئة تحرير الشام" قد اعتبرت أن "لواء الأقصى"، المنشق عن "جند الأقصى"؛ "طائفة خوارج تابعة لجماعة البغدادي (تنظيم الدولة) واتهم "عبد الرحيم عطون" (أبو عبد الله الشامي)، وهو عضو اللجنة الشرعية "للهيئة"، في كلمة صوتية له  "لواء الأقصى" بالسعي لتمهيد مناطق في ريف حماة الشمالي، لإدخال تنظيم الدولة إليها، وربطها بمناطق سيطرته  إن بعض شرعيي وعناصر "لواء الأقصى"، يكفّرون زملاءهم السابقين في "جند الأقصى"، لعدم تكفير الأخيرين لبقية الفصائل السورية.
يذكر أن جماعة "جند الأقصى" انقسمت مؤخراً إلى 3 أقسام أبرزها "لواء الأقصى" التي رفضت بيعة "جبهة فتح الشام" وتنشط في حماة، ومجموعة تنتشر في إدلب تحت اسم "أنصار التركستان"، بينما تعتزم إحداها الإنضمام إلى "هيئة تحرير الشام  كما أعلن فصيل سرايا الشام العامل شمال حماة انشقاقه عن لواء الأقصى والتزامه جبهات القتال ضد النظام السورى .
تجدد الاشتباكات الدموية
وتأتي هذه التطورات بعد مناظرة مطوّلة انتهت في وقت متأخر من مساء الأحد، بين قيادات وشرعيين من "تحرير الشام" و"جند الأقصى" وأكد أحد شرعيي تحرير الشام أن أمير لواء الأقصى "أبي عبد الله الغزاوي" كفّر قائد تحرير الشام هاشم الشيخ، وفصائل منضوية تحته مثل نور الدين زنكي وغيرها و أن أمير لواء الأقصى صارحهم بتواصله مع تنظيم الدولة، وسعيه لعمل مشترك ضد النظام معهم، واعتقاده بأن الفصائل أشد خطرا من التنظيم كون "الفصائل مرتدة والدولة مسلمين" وكان القيادي في "حركة أحرار الشام الإسلامية"، الفاروق أبو بكر، قال في وقت سابق، إن تحقيقات أجروها مع خلايا نائمة اغتالت عناصراً من الحركة، أثبتت مبايعة "جند الأقصى" للتنظيم،  مع وجود أدلة واعترافات من عناصرها الموقوفين بذلك و أن  الكثير من خلايا وقيادات الجند مبايعة للتنظيم، فهم يحملون الفكر التكفيري ذاته".
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو أن الصراع بين إصدقاء الامس وأعداء اليوم سيستمر فى سوريا  وان  تجدد الإشتباكات الدموية بين "هيئة "تحرير الشام"  القاعدية   و" لواء جند الأقصى" الداعشي  دليل على ذلك وهو الامر الذى سينتج عنه بلاشك مزيد من الانقسامات والدماء التى سيستفيد منها النظام السوري خلال الفترة القادمة  . 

شارك