تحرير غرب الموصل.. "عُقدة" القوات العراقية في مواجهة "داعش"
الخميس 16/فبراير/2017 - 05:43 م
طباعة
لا زالت القوات العراقية تبذل مساعيها لتحرير مدينة الموصل بالكامل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش" والذي نجح في السيطرة علي ثاني أكبر المدن العراقية في يونيو 2014، وبعد مرور نحو 3 أشهر علي انطلاق المعركة، لا تزال القوات العراقية غير قادرة علي حسم نهائي للمعركة وتحرير كامل الموصل.
وفي 17 أكتوبر الماضي، انطلقت معركة تحرير مدينة الموصل من أربعة محاور بمشاركة أكثر من 100 ألف عنصر أمن من الجيش وقوات مكافحة الإرهاب وقوات البيشمركة جيش الإقليم الكردي وقوات الحشد الشعبي فصائل شيعية مسلحة وبإسناد من التحالف الدولي، وبعد معارك شرسة تمكنت القوات من استعادة الجانب الأيسر شرق المدينة.
وخاضت القوات العراقية معارك صعبة على مدى الأشهر الثلاثة الماضية وتكبدت خسائر في المعدات والأرواح، لكنها تمكنت من قتل المئات من عناصر تنظيم داعش وتدمير أكثر من ألف سيارة مفخخة خلال معارك تحرير الضفة الشرقية لنهر دجلة بالموصل.
وسيطرت قوات الحكومة العراقية بشكل كامل على الجانب الشرقي من مدينة الموصل بعد مئة يوم من انطلاق الحملة العسكرية للقوات العراقية المدعومة جوا وبرا من الولايات المتحدة الامريكية لطرد تنظيم داعش من مدينة الموصل أكبر المدن الخاضعة للتنظيم الارهابي في العراق وسوريا من حيث عدد السكان الذي بلغ قبل الحرب مليوني نسمة.
ويري محللون للوضع العراقي، بأن المعركة لا زالت معقدة، وبالأخص مع محاولات داعش ترتيب صفوفه وتجنيد مقاتلين جدد من بين السكان، بعد خسارته التي مني بها في الشرق، والتي لم يعد أمامه سوى "القتال أو الموت" للحفاظ على تواجده، علاوة على اتخاذه المدنيين "دروعا بشرية".
وأعلنت الحكومة العراقية في 23 يناير الماضي تحرير الجانب الشرقي من الموصل بشكل كامل، بعد أن خاضت القوات معارك صعبة على مدار ثلاثة أشهر، تكبدت فيها خسائر في المعدات والأرواح، لكنها تمكنت من قتل عدد كبير من داعش وتدمير أكثر من ألف عربة مفخخة خلال المعارك.
من جانبه قال العميد الركن، أيهم البهادلي، مسؤول وحدة التخطيط العسكري في قوات جهاز مكافحة الإرهاب التابعة للجيش والمشاركة في عملية تحرير الموصل، إن "الخطط الخاصة بمعركة تحرير الجانب الغربي لمدينة الموصل قد أُنجزت، وجرى توزيع المهام على جميع القطعات العسكرية المشتركة بتنفيذ هذه المهمة، وبإشراف مباشر من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة".
وأضاف في تصريحات صحافية، أن "القطعات باشرت بتنفيذ ضربات تعبوية دقيقة على مواقع تنظيم داعش، الهدف منها تدمير قدراته والحد من خطورته لتسهيل مهمة القضاء عليه عند تقدم القوات البرية، موضحًا أن التنظيم يتخذ من النساء والأطفال وكبار السن والرجال دروعا بشرية له لتصعيب مهمة استهدافه وتأجيلها أكثر وقت ممكن.
الخبير في شؤون الجماعات المسلحة وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الموصل، مقداد علوان الهيتي، أكد أن مهمة القضاء على داعش في الجانب الغربي ستكون بغاية التعقيد والخطورة لسببين، الأول أن التنظيم لم يعد يملك خيار سوى القتال أو الموت، والثاني أن خسارة المدينة بالكامل يعني تبخر حلم دولته الإسلامية.
وأكد الهيتي أن داعش سيستخدم في معركته القادمة كل الوسائل للحيلولة دون تقدم القوات"، معربا عن خشيته من "إلحاق أضرار بالغة بالمدنيين الذين أصبحوا ضحية لصراع مسلح لا يقدّر الحياة ويسعى إلى إلحاق الدمار بالحرث والنسل.
وبشأن إمكانية التغلب على تلك المعوقات، قال الخبير العراقي إن تحرير الجانب الغربي للموصل يتطلب تكتيكا استراتيجيا عالي المستوى، وعمليات نوعية في عقر داره، والإفادة من الخلايا النائمة المؤيدة للقوات العسكرية، وذلك قبل الشروع بعملية عسكرية واضحة المعالم ومكشوفة الأغراض.
وقد ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، أن القوات العراقية استعادت نحو 80% من مدينة الموصل، لتكبد تنظيم داعش خسائر فادحة، وتجعله يسارع كـ"الثور الهائج" لتعويض ما فقده في مناطق أخري، ما قد يؤدي إلي اتخاذه لمحافظة ديالي موطأ جديدًا له.
كانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن التنظيم الإرهابي يسعي إلي تعويض خسائرة بشتي الطرق، وتخفيف الضغط على عناصره هناك، ساعيا لاتخاذ محافظة ديالي موطئًا له.
وكان داعش قد سيطر في 2014 على مناطق واسعة في محافظة ديالى شرقي البلاد، ونفذت قوات من الجيش العراقي مدعومة بالتحالف الدولي عمليات عسكرية واسعة تمكنت من خلالها من تحرير جميع المناطق.
وقامت القوات العراقية في بداية فبراير الجاري نصب جسور عائمة، بعد تدمير الجسور الخمسة التي تربط الجانب الشرقي بنظيره الغربي لمدينة الموصل، شمالي العراق، من قبل مسلحي تنظيم داعش، وذلك لعبور القطعات العسكرية إلى الضفة الثانية من نهر دجلة لاقتحام آخر معاقل التنظيم.
ويضم الجانب الغربي من مدينة الموصل المؤسسات الحكومية الرسمية بينها مبنى المحافظة ومجلسها ومقر قيادة عمليات نينوى، ومطار الموصل، وهو المعقل الرئيس لمسلحي تنظيم داعش وأولى المناطق التي اقتحمها التنظيم عام 2014، حيث تحاصر القوات العراقية الجانب الغربي من مدينة الموصل من أربع جهات بعد إحكامها السيطرة على جميع أحياء الجانب الشرقي للمدينة.