التحالف العسكري "التركي – الأمريكي" يفتح باب "الرقة" لأنقرة ويغلقه أمام الأكراد
السبت 18/فبراير/2017 - 12:41 م
طباعة
يبدو أن التحالف العسكري "التركي – الأمريكي" سيفتح باب "الرقة" لأنقرة ويغلقه أمام الأكراد هذا ما أعلن عنه وزير الدفاع التركي "فكري إشيق" و رئيس هيئة الأركان، خلوصي أكار، وذلك بعد اجتماعهم وزير الدفاع الأمريكي جوزيف دانفورد، وبحثهما مسألة المشاركة في عملية السيطرة على محافظة الرقة، عاصمة تنظيم "داعش" في سوريا .
وفي مؤتمر صحفي، عقده يوم الخميس 16-2-2017م ، في العاصمة البلجيكية بروكسل، على هامش اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي، الـ"ناتو"، قال إن الاجتماع العسكري بين تركيا والويلات المتحدة "سيكون مهماً، لأنه سيتضمن مباحثات مهمة فيما إذا سيشاركان معا من الناحية العسكرية في عملية الرقة أم لا وان الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وقوات التحالف الدولي مهتمة بعملية الرقة و أن من أولويات تركيا عدم تنفيذ العملية مع "لاعبين خاطئين"، في إشارة إلى ميليشيا "الوحدات" الكردية، مشدداً بالقول " استخدام منظمة إرهابية ضد منظمة إرهابية أخرى عملية خطيرة تجلب الكارثة للمنطقة" وحول مدينة منبج، أكد الوزير التركي أن بلاده تنتظر انسحاب مسلحي ميليشيا "الوحدات" الكردية لحين انتهاء عملية تحرير الباب، مشدداً على أن "الأمر يشكل تهديدا كبيرا للأمن القومي التركي واستقرار المنطقة" وأضاف: "نعمل بهذا الخصوص مع أمريكا، ولم نتمكن من الحصول على النتائج المرجوة حتى الآن. لكن بعد الانتهاء من عمليات الباب، فإن تركيا ستكون لديها أولويتين إحداهما منبج، والثانية محافظة الرقة"
وعلى الرغم من هذا الاعلان التركى وما يحمله من دلالات بالدعم الامريكى لإنقرة فى الرقة الا انه سرعان ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاجون يوم الجمعة 17-2-2017م أن قادة تنظيم الدولة بدأوا يغادرون مدينة الرقة التي تعتبر عاصمتهم ومعقلهم الرئيسي في سوريا، على وقع تقدم "قوات سوريا الديمقراطية" الكردية وقال النقيب جيف ديفيس متحدثاً باسم وزارة الدفاع الأميركية "بدأنا نشهد أن عددا كبيرا من القادة الكبار في تنظيم الدولة الإسلامية، عددا كبيرا من كوادرهم، بدأوا يغادرون الرقة ولقد أخذوا في الاعتبار بالتأكيد أن نهايتهم وشيكة في الرقة وان اسحابهم منظم جدا ومنسق جدا وإن هذا الهدف بات شبه منجز، وأنه لم يعد أمام تنظيم الدولة سوى طريق واحدة في جنوب شرق المدينة وأن هذه الطريق تقع على طول الضفة الشمالية لنهر الفرات وتربط الرقة بدير الزور، مشيراً إلى أن الطرق المؤدية إلى الشمال والغرب قطعتها "قوات سوريا الديمقراطية" عبر تدمير جسور على الفرات وعمليات عزل المدينة قد أحرزت تقدما، فإن التحالف الدولي لم يكشف حتى الآن عن خطته لاستعادتها.
هذا فى الوقت الذى أكد فيه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على وعده بتحرير الرقة بالكامل، وذلك بالتزامن مع اللقاء الذى جمع وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في بروكسل منظيره التركي فكري ايشيك، فيما اجتمع رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال جو دانفورد مع نظيره التركي خلوصي أكار في تركيا وكانت "قوات سوريا الديمقراطية" فى الوقت نفسه قد أعلنت الجمعة عن إطلاق الخطوة الثانية من المرحلة الثالثة لعملية "غضب الفرات" بهدف عزل مدينة الرقة عن دير الزور" بعد أن أكد مسئول عسكري أمريكي هو جون دوريان، أن "الولايات المتحدة سلّمت بالفعل، للمرة الأولى، مدرعات من نوع (أس يو في) لـ "قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل ميليشيا "وحدات الحماية" الكردية عمودها الفقري، إضافة إلى قوات برية يبلغ عددها ٥٠٠ عنصر من الجيش الأمريكي.
مما سبق نستطيع التأكيد على أنه يبدو أن التحالف العسكري "التركي – الأمريكي" سيفتح باب "الرقة" لأنقرة ويغلقه أمام الأكراد وان عملية السيطرة على محافظة الرقة، عاصمة تنظيم "داعش" في سوريا ستكون هى الفاصلة فى هذا الامر .