مقارنة بمكاسبه في 2014.. دراسة تكشف تراجع إيرادات "داعش" هذا العام
السبت 18/فبراير/2017 - 05:23 م
طباعة
الحرب التي يشنها العالم علي التنظيم الإرهابي "داعش"، كبدته خسائر فادحة في الأورواح والإيرادات علي مدار المرحلة الماضية، ومقارنة بعام 2014 والذي ظهر فيه تنظيم داعش بكامل قوته وعناصره وأسلحته، ترجع هذا التقدم بصورة لافتة في الوقت الحالي وبالأخص مع مواصلة القوات العراقية في دحر معاقل التنظيم في كافة أنحتء البلاد وأخرها مدينة الموصل معقل التنظيم الرئيسي.
وفقد التنظيم جزءا كبيرا من الأراضي التي سيطر عليها منذ اجتياحه للعراق في يونيو عام 2014 بنسبة تصل إلى أكثر من 60% في العراق ونحو 30% في سوريا، بحسب الدراسة.
وكانت كشفت تقارير سابقة بأن التنظيم الإرهابي تكبد خسائر كبيرة ليس فقد في الأرواح ولكن في الإيرادات أيضا، ورصدت دراسة بريطانية لمؤسسة "أي أتش أس ماركيت" للأبحاث والمعنية بمتابعة الصراعات حول العالم، حديثة تراجعا كبيرا في إيرادات تنظيم "داعش" بنسبة تزيد على 50% مقارنة بعام 2014.
الدراسة المشتركة بين كلية كينجز لندن وشركة "إرنست أند يونغ" المتخصصة في التدقيق المالي والاستشارات الاقتصادية، عزت هذا التراجع على وجه الخصوص إلى فقدان التنظيم الارهابي السيطرة على مناطق كبيرة في العراق وسوريا.
وأوضح القائمون على الدراسة أنه إذا استمر الاتجاه على هذا النحو فإنه من المحتمل أن ينهار "نموذج أعمال" التنظيم قريبا، ومن المقرر طرح الدراسة اليوم السبت خلال مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن.
وبحسب الدراسة، تراجعت إيرادات داعش من نحو 1.9 مليار دولار عام 2014 إلى 870 مليون دولار على أقصى حد عام 2016.
وأوضحت الدراسة أن هذا أدى أيضا إلى تراجع عدد الأشخاص الذين يحصّل منهم داعش الضرائب، كما يسيطر داعش حاليا على منابع نفط وغاز أقل، وقال شريك "إرنست أند يونج" شتيفان هايسنر: "كلما تقلصت المناطق تقلص الرصيد المالي للإرهابيين.
ووفق الدراسة، تأتي معظم إيرادات داعش من الضرائب ما يصل إلى 400 مليون دولار وبيع النفط ما يصل إلى 250 مليون دولار، وتراجعت بشدة الإيرادات المستمدة من عمليات النهب والمصادرات، والتي كانت في البداية من أهم المصادر المالية للتنظيم.
وكانت احصائيات كشفت أن إيرادات "داعش" تصل من عمليات النهب والمصادرات نحو مليار دولار قبل أن تنضب هذه المنابع بوضوح في ظل عدم استيلاء "داعش" على مناطق جديدة، وبحسب الدراسة، تلعب أموال الفدية دورا محدودا في حجم إيرادات "داعش".
ووفق الدراسة فإن القائمون علي الدراسة يتوقعون استمرار تراجع إيرادات "داعش" في ظل الهجمات المتعددة التي يتعرض لها التنظيم حاليا في العراق وسوريا، مشيرين إلى أن التراجع سيكون قويا حال فقد التنظيم السيطرة على مدينة الموصل العراقية على وجه الخصوص.
وأوضح القائمون على الدراسة أن "داعش" يمكنه في المستقبل الاعتماد مجددا على عمليات الابتزاز والتجارة غير المشروعة مثلما كان يفعل في الماضي.
وتعتمد الدراسة في بياناتها على تقديرات للحد الأقصى من الإيرادات الذي من الممكن أن يتحصّل عليه التنظيم.
كانت نفس المؤسسة البحثية أشارت ذكرت في وقت سابق خلال العام 2016 عن تراجع مساحة الأراضي التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي "داعش" في العراق وسوريا من 78 ألف كلم مربع إلى 60 ألف و400 كلم مربع، أي ما يعادل تقريباً مساحة كوريا الشمالية.
وكانت مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم تراجعت في 2015 بنسبة 14% من 90 ألف و800 كلم مربع ألى 78 ألف كلم مربع.
ويري محللون أن التنظيم الإرهابي "عانى في 2016 من خسائر لا سابق لها في الأراضي ولا سيما في مناطق جوهرية لمشروعه للحكم، ومني التنظيم بهذا التراجع "على الرغم من سيطرته في ديسمبر مجدداً على تدمر" المدينة الأثرية السورية المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي إثر هجوم مضاد خاطف.
ومن أبرز المدن التي خسرها التنظيم في 2016 دابق ومنبج في سوريا والرمادي والفلوجة في سوريا.
ورأت الدراسة أن خسارة هذه الأراضي أدت إلى انشقاقات في صفوف الإرهابيين بشأن كيفية الرد على هذه الهزائم الأمر الذي يهدد ترابط التنظيم.
ويشير محللون إلي أن هذه الهزائم تعرض تنظيم داعش لخطر حصول انشقاقات إلى جماعات إرهابية منافسة في سوريا أو حتى إمكانية حصول انفجار داخلي.
واعتبرت الدراسة في وقت سابق أن مدينة الموصل، آخر معقل رئيسي للتنظيم في العراق، من الممكن للقوات العراقية أن تستعيد المدينة بالكامل "قبل النصف الثاني من هذا العام.
أما بالنسبة إلى دحر التنظيم من الرقة، معقله الأساسي في سوريا، فمهمة تبدو أصعب بكثير من مهمة دحره من الموصل، لأن هذه المدينة تمثل "قلب تنظيم داعش".
وتعتبر الخسائر التي لحقت بالتنظيم الإرهابي هي بداية لنهاية "داعش" في كل من العراق وسوريا، حيث يعتمد التنظيم في حربه داخل البلدين علي ايراداته وعناصره التي خسر أكثر من نصفها في الأوانه الأخيرة خلال قتاله مع القوات العراقية والتحالف الدولي.