تحذيرات بشأن تنامى نفوذ الجماعات الارهابية ودعوة قادة الدول الاسلامية باتخاذ خطوات جادة لمكافحة الارهاب
السبت 18/فبراير/2017 - 10:38 م
طباعة
تنوعت اهتمامات الصحف الأجنبية اليوم على قمة ميونيخ للأمن العالمى اليوم، وما شهدته من تحذيرات بشأن تنامى نفوذ الجماعات الارهابية، وخاصة الارهابي البيولوجي، ودعوة قادة الدول الاسلامية باتخاذ خطوات جادة لمكافحة الارهاب، إلى جانب التحذير من أى دور روسي فى ليبيا، خشية بسط نفوذ موسكو على غرار الأزمة الروسية، مع الأزمة التى خلفها وزير فرنسي بشأن انتقاده للبربرية الفرنسية فى الجزائر ابان الاستعمار ووصف ذلك بأنها جرائم غير انسانية.
الارهاب البيولوجي
من جانبها كشفت أجرتها صحيفة ديلي تلغراف، تحذير بيل جيتس، صاحب شركة مايكروسوفت وأغنى رجل في العالم، قادة العالم من أن "إرهابيين بيولوجيين" قد يتمكون يوما ما في قتل مئات الآلاف من البشر في هجوم يودي بضحايا أكثر من الحرب النووية.
قال جيتس إن التقدم المطرد في الهندسة الوراثية قد فتح الأبواب أمام امكانية قيام مجموعات إرهابية صغيرة باستخدام فيروسات بيولوجية كأسلحة، وسينجم عن ذلك انتشار وبائي يعد من أكبر الاخطار القاتلة التي تواجه البشرية، موضحا أن الحكومات المنشغلة بالحد من انتشار الأسلحة النووية والكيماوية، تتغاضى عن خطر الحرب البيولوجية.
أكدت الصحيفة أن جيتس، الذي تمول مؤسسته الخيرية بحثا في كيفية تطويق التفشيات الوبائية وتسريع وتيرة انتاج اللقاحات، أكد إن مؤسسات الدفاع والأمن "لم تتابع البيولوجيا وأنا هنا لألفت انتباههم إلى اخبار سيئة قليلا".
شدد على أن التكنولوجيات التي سهلت كثيرا قراءة شفرة الحمض النووي منقوص الاوكسجين (DNA)، والجينات الوراثية، جعلت من "طموحات امتلاك أسلحة بيولوجية التي كانت مقتصرة على حفنة من الدول، مفتوحة الان أمام جماعات صغيرة ذات موارد وخبرات محدودة".، موضحا أن خطر الإرهاب البيولوجي سيكون هائلا لأن استخدام الأسلحة النووية يمكن ايقافه حتى لو قتل 100 مليون من البشر، إلا أن انتشار فيروس مثل فيروس الجدري سيكون من الصعب ايقافه وسيقتل عددا أكبر.
لا لدور روسي فى ليبيا
وفي تقرير أخر على هامش المؤتمر الأمني في ميونيخ، ركزت على تحذير وزير الدفاع البريطاني لروسيا من التدخل في الشأن الليبي، وفي تقرير لها بعنوان "فالون يحذر روسيا: ارفعي يدك عن ليبيا".
قالت الصحيفة إنه في وقت تنظر فيه بريطانيا وحلفاؤها في حلف شمال الاطلسي (ناتو) في إرسال المزيد من المساعدات لهذا البلد الممزق، وفي المساعدة في بناء قواته المسلحة، قال السير مايكل فالون إن روسيا "تختبر" حلف الناتو بمفاتحتها رجلا قويا في ليبيا منافسا للحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، في اشارة الى اللواء خليفة حفتر، الذي يشرف على تحالف من الجماعات المسلحة حول ميناء بنغازي شرقي البلاد رافضا الاعتراف بالحكومة.
أكدت الصحيفة أن حكومة طرابلس برئاسة فائز السراج طلبت الأسبوع الماضي من الحلف مساعدتها في إعادة بناء القوات الليبية المسلحة التي دمرت اثناء الحملة الغربية لاسقاط نظام العقيد معمر القذافي وما تلاها من سنوات ست من عدم الاستقرار.
أشارت إلى أن حفتر زار الشهر الماضي حاملة الطائرات الروسية الأميرال كوزينيتسوف، التي كانت في ختام جولتها في البحر الابيض المتوسط، وأجرى من على متنها اجتماعا عبر دائرة فيديو مع وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، حيث ناقشا القتال ضد "الجماعات الإرهابية".، مع الاشارة إلى أن السير فالون يرى أن الاجتماع كان رمزيا إلى حد كبير موضحا أن بوتين يحاول اختبار الغرب، واختبار الحلف وسيستغل أي نقطة يجد فيها ضعفا.
مكافحة الإرهاب
بينما اهتمت صحيفة التايمز بتصريحات السير برنارد هوجان هوي، أحد المسؤولين السابقين في جهاز الشرطة البريطانية للتحذير من الارهاب، وفى تقرير بعنوان "إفعلوا شيئا من أجل مكافحة الإرهاب" دعا برنارد هوجان علماء المسلمين إلى المساهمة في مكافحة الفكر المتطرف، الذي يستند إليه مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في تنفيذ هجماتهم.
حذر برنارد من أن هناك الكثير مما يجب فعله، لمكافحة الإرهاب، خاصة وأن 850 جهاديا بريطانيا سافروا إلى العراق وسوريا للقتال في صفوف تنظيم الدولة، وعاد نصفهم تقريبا إلى بريطانيا، مؤكدا على أنه يجب على العلماء المسلمين أن يتحدوا الفكر المتطرف، ويثبتوا أنه لا علاقة للإسلام بالعنف الممارس حاليا من طرف تلك الجماعات المتشددة.
نوه إنه إذا كانت مهمة الغرب أن يمنع هذا التطرف من الانتشار، فإن من واجب علماء المسلمين أن يتكلموا بصوت مرتفع ليقولوا أن هذا غير مقبول، وأنه لا يوجد أي تبرير يسمح بوقوع أعمال العنف تلك، مضيفا أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بدء يخسر نفوذه وأنه بات شبه مؤكد أنه سينهزم هناك، وبالتالي بعض من هؤلاء المسلحين الجهاديين سيعودون إلى بلدانهم في الغرب، وهذا هو أكبر تهديد نواجه.
'البربرية' الفرنسية
أما صحيفة الفايننشال تايمز تحدثت عن مخاطر تصريحات ماكرون بشأن الممارسات الفرنسية فى الجزائر إبان الاستعمار، وفى تقرير لها بعنوان "ماكرون يدين 'البربرية' الفرنسية في الجزائر" أشارت إلى تصريحات أدلى بها وزير الاقتصاد الفرنسي السابق والمرشح الصاعد في سباق الرئاسة الفرنسية، ايمانويل ماكرون، وأثارت غضب اليمين الفرنسي المحافظ، وتقول الصحيفة إن ماكرون مس أكثر المراحل حساسية في التاريخ الفرنسي في حواره مع صحيفة لو فيجارو، التي تصنف ضمن يمين الوسط، وقوله إن 132 عاما من الاستعمار الفرنسي للجزائر شهدت "جرائم وأفعالا بربرية" التي ستصنف اليوم بوصفها "جرائم ضد الإنسانية".
نوهت إن ماركون سبق أن دعا، في زيارته للجزائر في وقت سابق هذا الأسبوع، فرنسا للاعتذار عن جرائم الماضي، لا سيما تلك التي ارتكبت إبان حرب استقلال الجزائر التي انتهت في عام 1962، موضحة أن المجازر وعمليات التعذيب التي تُتهم السلطات الفرنسية بارتكابها خلال ثمان سنوات من الحرب الأهلية في الجزائر، ما زالت تمثل نقطة خلاف حادة بين البلدين على جانبي المتوسط، لا سيما مع رفض الحكومة الفرنسية المزمن لفكرة الاعتذار.
أكدت أن طرح موضوع الجزائر بدا الأكثر إثارة من المصرفي السابق البالغ من العمر 39 عاما والذي يتقدم بوصفه مرشحا له حظ جيد في الوصول إلى سدة الرئاسة الفرنسية، معتبرة أن ماركون، المرشح المستقل، استفاد كثيرا من خسارة مرشح يمين الوسط، فرانسوا فيون، الكثير من التأييد، إثر قضية التحقيق معه في مزاعم استخدامه تمويلا حكوميا دفع لزوجته وأعضاء في عائلته مقابل وظائف وهمية.
أثارت تعليقات ماكرون ردود فعل غاضبة من منافسيه كزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، وفيون الذي شجب هذه التصريحات ووصفها بأنها تنم عن "كراهية لتاريخنا".، مشيرا إلى أن تصريحات ماركون جاءت في وقت كشف في آخر استطلاع للرأي أجري لحساب معهد الدراسات السياسية في باريس المعروف اختصارا (Sciences Po) عن أنه سيحصل على نسبة 23 في المئة من الأصوات في جولة الانتخابات الرئاسية الأولى في أبريل مقابل 18.5 لفيون.