مع انطلاق معركة الجانب الغربي.. هل تنجح العراق في استعادة الموصل بشكل كامل؟

الأحد 19/فبراير/2017 - 01:18 م
طباعة مع انطلاق معركة الجانب
 
لا زالت القوات العراقية تبذل مساعيها لتحرير مدينة الموصل بالكامل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش" والذي نجح في السيطرة علي ثاني أكبر المدن العراقية في يونيو 2014، وبعد مرور نحو 3 أشهر علي انطلاق المعركة، لا تزال القوات العراقية غير قادرة علي حسم نهائي للمعركة وتحرير كامل الموصل، وبالأخص الجانب الغربي من المدينة.
مع انطلاق معركة الجانب
 ورغم العُقدة التي تواجهها القوات العراقية في تحرير غرب الموصل، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم الأحد 19 فبراير 2017، انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة غرب الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، وفق بيان المكتب الإعلامي.
وقال البيان: نعلن انطلاق صفحة جديدة من عمليات قادمون يا نينوى لتحرير الجانب الأيمن من الموصل، مضيفًا: تنطلق قواتنا لتحرير المواطنين من إرهاب داعش لأن مهمتنا تحرير الإنسان قبل الأرض.
وفي 24 يناير الماضي أعلن العبادي أن قواته استعادت شرق الموصل من تنظيم داعش، وأن المعركة تنتقل إلى الجانب الغربي من المدينة.
وفي 17  أكتوبر الماضي، انطلقت معركة تحرير مدينة الموصل من أربعة محاور بمشاركة أكثر من 100 ألف عنصر أمن من الجيش وقوات مكافحة الإرهاب وقوات البيشمركة جيش الإقليم الكردي وقوات الحشد الشعبي فصائل شيعية مسلحة وبإسناد من التحالف الدولي، وبعد معارك شرسة تمكنت القوات من استعادة الجانب الأيسر شرق المدينة.
ويعدالجانب الغربي من الموصل الذي يطلق عليه سكان المدينة بالساحل الأيمن أصغر من حيث المساحة لكن كثافتها السكانية مقارنة بالجانب الشرقي أكثر، ويعد معقلا تقليديا قديما للجهاديين.
وخاضت القوات العراقية معارك صعبة على مدى الأشهر الثلاثة الماضية وتكبدت خسائر في المعدات والأرواح، لكنها تمكنت من قتل المئات من عناصر تنظيم داعش وتدمير أكثر من ألف سيارة مفخخة خلال معارك تحرير الضفة الشرقية لنهر دجلة بالموصل.
وتنتشر قوات تابعة لوزارة الداخلية ومن الشرطة الاتحادية منذ نوفمبر في مواقع على الأطراف الجنوبية من مطار الموصل، التي تربط أحياء جنوبية للمدينة بالضفة الغربية من نهر دجلة.
وقالت وزارة الدفاع العراقية أمس السبت إن سلاح الجو أسقط ملايين المنشورات على غرب الموصل لتحذير السكان من أن معركة طرد مقاتلي تنظيم داعش على وشك البدء، وذلك في الوقت الذي بدأت فيه القوات في التحرك في اتجاه المنطقة.
وتخضع عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي لحصار في غرب الموصل ومعهم ما يقدر بنحو 750 ألفا من المدنيين منذ طردهم من شرقها على يد قوات مدعومة من الولايات المتحدة في المرحلة الأولى من الهجوم التي انتهت الشهر الماضي.
وقالت المنشورات التي نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لوزارة الدفاع إن القوات بدأت في التقدم صوب غرب الموصل.
البيان الذي أصدرته الوزارة أكد علي أن طائرات القوة الجوية العراقية تلقي ملايين المنشورات على الجانب الأيمن من مدينة الموصل التي تتضمن توجيهات وتوصيات إلى المواطنين للاستعداد لاستقبال القوات العراقية لتحرير مناطقهم وتحذير الدواعش لإلقاء السلاح والاستسلام قبل أن يواجهوا مصيرهم المحتوم على يد قواتنا، مشيريًا إلي أن منشورات أخرى نبهت مقاتلي تنظيم الدولة إلى ضرورة إلقاء أسلحتهم والاستسلام .
مع انطلاق معركة الجانب
ويتوقع مراقبون أن يكون استعادة الشطر الغربي من المدينة أصعب من شطرها الشرقي رغم أن مساحته أصغر، وذلك لأن الكثاقة السكانية أعلي ولوجود طرق ضيقة في بعض احيائه.
ووفق احصائيات  للأمم المتحدة فإن حوالى 750 الف شخص يعيشون في الجانب الغربي من الموصل حيث تقع البلدة القديمة المؤلفة من مجموعة من الشوارع الضيقة المليئة بالمتاجر والمساجد والكنائس ما يصعب دخول العربات العسكرية الكبيرة فيها.
وتضم المنطقة أيضا مسجد النوري الذي أعلن فيه أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش"، قيام "الخلافة" في يونيو 2014 بعد سيطرة قواته على المدينة.
ويحذر محللون من أن معركة استعادة غرب الموصل "قد تكون أصعب، وتشهد معارك من منزل إلى منزل، تكون أكثر دموية وعلى نطاق أوسع".
كما يرى المحللون أن الجهاديين قد يحظون في هذه المنطقة بدعم أكبر من السكان، وغالبيتهم من السنة، موضحين أن التنظيم الإرهابي قد يبدي مقاومة أكبر في هذه المنطقة وسيكون من الأصعب ولو أنه في غاية الأهمية تنظيف الموصل تماما من الشبكات "الجهادية" بعد استعادتها".
ولا يزال الجهاديون ينفذون هجمات في المناطق التي استعادتها القوات العراقية، ما يعكس الصعوبة التي تواجهها القوات في رصد أي جهاديين قد يكونوا اختلطوا بالسكان المدنيين.
وفي وقت سابق قال العميد الركن، أيهم البهادلي، مسؤول وحدة التخطيط العسكري في قوات جهاز مكافحة الإرهاب التابعة للجيش والمشاركة في عملية تحرير الموصل، إن "الخطط الخاصة بمعركة تحرير الجانب الغربي لمدينة الموصل قد أُنجزت، وجرى توزيع المهام على جميع القطعات العسكرية المشتركة بتنفيذ هذه المهمة، وبإشراف مباشر من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة".
وأضاف في تصريحات صحافية، أن "القطعات باشرت بتنفيذ ضربات تعبوية دقيقة على مواقع تنظيم داعش، الهدف منها تدمير قدراته والحد من خطورته لتسهيل مهمة القضاء عليه عند تقدم القوات البرية، موضحًا أن التنظيم يتخذ من النساء والأطفال وكبار السن والرجال دروعا بشرية له لتصعيب مهمة استهدافه وتأجيلها أكثر وقت ممكن.
وتمكن سكان الموصل والمقاتلون الجهاديون من عبور نهر دجلة في الاتجاهين خلال القسم الأكبر من معارك استعادة شرق المدينة، غير أن ذلك لم يعد ممكنا بعدما قطعت جميع الجسور التي تربط بين الضفتين بواسطة ضربات جوية، ما أدى إلى محاصرة عناصر التنظيم.
ويري محللون أن معركة الجانب الغربي للموصل ستكون من أصعب المعارك التي خاضتها القوات العراقية منذ انطلاق المعركة في أكتوبر الماضي، حيث أن الكثافة السكانية أكبر بكثير من الجانب الشرقي، وهذا سيكلف القوات العراقية مجهود أكبر للحفاظ علي سلامة أهالي المدينة.

شارك