في تحدٍ للرئيس الصومالي الجديد.. حركة "الشباب" تتوعد وتواصل هجماتها في "مقديشيو"

الأحد 19/فبراير/2017 - 06:13 م
طباعة في تحدٍ للرئيس الصومالي
 
لا زال الإرهاب يضرب العاصمة الصومالية "مقديشيو"، حيث قتل نحو 14 شخصا على الأقل، اليوم الأحد 19 فبراير 2017، بسبب انفجار سيارة مفخخة قرب تقاطع مزدحم قريب من البرلمان في العاصمة الصومالية، مقديشيو.

في تحدٍ للرئيس الصومالي
وفيما يبدو أن الصومال أمامها تحديًا كبيرًا في ظل وجود جماعة متطرفة كحركة الشباب و"داعش" اللتين تهددان مستقبل البلاد، مما يحتم إعادة النظر في المواجهة الأمنية مع الجماعات المتطرفة.
ووفق وكالة "فرانس برس" عن مسؤول أمني محلي يدعى، محمد جبيلي، قوله: "أحصينا مقتل 14 شخصا وجرح أكثر من 30 آخرين، حيث كانت منطقة الانفجار مزدحمة، لوجودها على تقاطع بجانب أحد الطرقات، موضحًا أن التفجير تسبب في وقوع عدد كبير من المدنيين.
وكانت شهدت العاصمة مقديشيو علي مدار المرحلة السابقة عمليات إرهابية لا حصر لها في ظل شن الهجمات الدامية من قبل حركة الشباب الصومالية.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عن العقيد، محمد حسين، قوله إن الانفجار وقع في وسط محلات تجارية وغذائية في حي المدينة بالعاصمة، مشيرا إلى أن أرقام الضحايا قد تزداد بصورة كبيرة خلال الساعات القادمة، لأن هناك إصابات خطرة عديدة.
وحتي الآن لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الحادث، إلا أن أصابع الاتهام تشير إلي أن جماعة الشباب الإرهابية وراء التفجير، بالأخص بعد أن توعدت الحركة اليوم الأحد الرئيس الصومالي الجديد محمد عبد الله فرماجو بحرب طاحنة ، مؤكدة عزمها زيادة الهجمات ضد الرئيس الجديد والعاملين معه في السلك السياسي.
وقال شيخ حسن يعقوب أحد المسؤولين البارزين بالحركة في بيان نشر على موقع مقرب من الحركة، إنها عازمة على شن حرب في السنوات الأربع المقبلة ضد الرئيس الجديد  واصفًا إياه بـ"المرتد"، والعاملين معه.
واعتبر يعقوب الرئيس فرماجو أكثر خطورة من الرؤساء السابقين، نظرا لأفكاره الغربية التي يحملها ومعتقداته ضد الإسلام.
وحذرت الحركة قبيلة الدارود التي ينحدر منها الرئيس من الوقوف إلى جانبه على غرار القبائل التي حاولت الدفاع عن الرئيسين السابقين حسن شيخ محمود، وشيخ شريف شيخ أحمد حيث خسرتا الآلاف من أبنائها في مواجهات أمام المجاهدين، حسب البيان.
وتسلم فرماجو الخميس الماضي السلطة رسميا من سلفه حسن شيخ محمود، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 8 فبراير الجاري.
يذكر أن فرماجو يحمل الجنسية الأمريكية، حيث تلقى تعليمه الجامعي في الولايات المتحدة، قبل أن يتم تعيينه في 1985 السكرتير الأول بالسفارة الصومالية لدى واشنطن.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، في تقرير سابق لها، تتوالي التفجيرات الإرهابية من قبل الحركة، حيث يري محللون أن القرن الإفريقي والصومال يمثل تحديداً منطقة ذات أهمية حيوية للأمن القومي العربي عموماً، وزادت هذه الأهمية مع انطلاق عاصفة الحزم وبدء المواجهة المباشرة بين الأذرع الإيرانية في المنطقة والمملكة العربية السعودية التي أفزعها استيلاء الحوثيين الموالين لإيران على خاصرتها الجنوبية اليمن. 
وذكرت أيضا، أن الساحل الصومالي يمثل ضفة خليج عدن الإفريقية، والذي يمثل مع باب المندب المدخل الحنوبي لقناة السويس، ويعد أحد أهم محاور الملاحة البحرية في العالم إذ يشكل طريقاً رئيسياً للتجارة بين أوروبا وآسيا، ويكاد يكون الطريق الوحيد بين روسيا والدول المطلة على البحر الأسود إلى دول شرق أفريقيا وشرق وجنوب شرق آسيا، كما أنه يكاد يكون الطريق الوحيد لتجارة الدول التي تطل على البحر الأحمر وحده.

في تحدٍ للرئيس الصومالي
ويعتبر هذا التفجير هو أكبر تفجير في العاصمة الصومالية منذ انتخاب الرئيس محمد عبد الله محمد الملقب بفارماجو، على رغم انفجارات نجمت عن قذائف هاون تخللت عملية انتقال السلطة الأسبوع الماضي، وتبنتها حركة الشباب المتطرفة.
وقال مسؤولون إن حصيلة القتلى مرتفعة جداً، تم تأكيد مقتل أكثر من عشرة أشخاص وإصابة آخرين.
 ولفت شهود إلى أن الانفجار استهدف تقاطعاً في مقاطعة مادينا جنوب مقديشو، حيث جنود ومدنيون وتجار، موضحًا أنه كان هناك العديد من صغار التجار على جانب الطريق ومقاهي الشاي والمطاعم. 
وتمكنت قوات تابعة للاتحاد الأفريقي من إبعاد مقاتلي التنظيم عن عدة مدن رئيسية كانوا يسيطرون عليها في جنوب البلاد على رأسها كيسمايو.
سبق وأن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية أن الصومال يتمركز فيها  نحو 22 ألف جندي من قوة "أميصوم"، التي تشكلت في عام 2007، بدعم من الأمم المتحدة، وبمشاركة عدة بلدان إفريقية، أبرزها أوغندا، وإثيوبيا، وكينيا.
وتتمثل مهمة أميصوم، بحفظ السلام، والتعاون مع القوات الحكومية الصومالية، لإعادة بسط سيطرتها على البلاد، والتصدي للجماعات المسلحة، وعلى رأسها حركة "الشباب".
وكانت سيطرت القوات الصومالية على عدة مدن جنوب البلاد والتي تعد من أهم معاقل حركة شباب الصومال الاسلامية، والتي تمثل فرع تنظيم القاعدة في الصومال، في ضربة جديدة للمتشددين بعد استعادة قوات الاتحاد الإفريقي لبلدة بارديري.
وتسعى الحركة، التي سيطرت في السابق على غالبية أنحاء الصومال، إلى الإطاحة بالنظام المدعوم من الغرب، والدفع بقوات حفظ السلام الإفريقية خارج البلد.
ووفق مراقبون فإن الهجوم يؤكد التحدي الذي يواجه الرئيس الجديد، الذي ورث إدارة تسيطر في شكل محدود على الأراضي الصومالية بسبب وجود حركة الشباب، إلا أنها مدعومة بشكل كبير من المجتمع الدولي.


شارك