مؤتمرات الأزهر الدولية.. بين الواقع والأحلام
الأحد 26/فبراير/2017 - 11:42 ص
طباعة
تستضيف القاهرة، الثلاثاء المقبل، المؤتمر الدولي بعنوان: «الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل»، والذي يعقده الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، وتشارك فيه وفود من أكثر من 50 دولة، وسط حضور واهتمام عربي ودولي كبير. ويشارك في المؤتمر الذي يرأسه الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، والبابا تواضروس الثاني، ورؤساء الكنائس الشرقية وعلماء ورجال دِين ومفكرون ومُثقَّفون وأهلُ رأي ومعرفةٍ وخِبرةٍ من المسلمين والمسيحيِّين، ووُجَهاؤُهم وشَخصياتُهم المدَنيَّةُ، وذلك للتداوُل في قضايا المواطنةِ والحريَّاتِ والتنوُّعِ الاجتماعيِّ والثقافيِّ.
كما يناقش المؤتمر الأبعاد المشرقيَّة والعالميَّة للتجربة العربيَّة الإسلاميَّةِ والمسيحيَّةِ في العَيْشِ المشترَكِ والمُتنوِّعِ، وقضايا هذا العَيْشِ ومُشكِلاته وتحدياته، وذلك للنظرِ في الإمكانيَّاتِ المتجدِّدةِ للحاضِرِ والمستقبَلِ، والعملِ مَعاً على التفكيرِ بعقدٍ توافقيٍّ جامعٍ ومُتَكافِئٍ يَتَمتَّعُ بمُقتَضاه الجميعُ بالحريَّةِ والمسؤوليَّةِ والانتماءِ الحُرِّ، والحقوقِ الأساسيَّة، والرُّؤيةِ الواعدةِ للمُستقبلِ.
ومن المقرر أن يصدر عن المؤتمر الذي ينعقد في الفترة من 28 فبراير إلى 1 مارس 2017، «إعلانِ الأزهرِ للعَيْشِ الإسلاميِّ المسيحيِّ المشترَكِ»، الذي يَقتَضِي العيشَ سويّاً في ظلِّ المواطَنة والحريَّة والمشارَكة والتنوع، وهي الرسالةُ التي يُوجِّهُها الأزهرُ ومجلس حكماءُ المسلمين، ورؤساء الكنائس الشرقية وكذلك عُلَماءُ الدِّين ورجالُه، وأهلُ الرأيِ والخِبرةِ والمسؤوليَّةِ إلى الشُّعوبِ كافة، وصُنَّاع القَرار فيها.
ويعد هذا أول المؤتمرات الدولية التي يعقدها الأزهر الشريف في 2017، حيث عقدت المؤسسات الدينية في مصر وعلى رأسهم الأزهر الشريف جامع وجامعة في عام 2016، ما يزيد على 35 مؤتمر لتدارس ومناقشة تجديد الخطاب الديني ومكافحة الإرهاب بتقديم خطاب ديني جديد، وما زلنا حتى الأن لا نرى تجديدا ولا خطابا، وكأن كل هذه الأموال التي تصرف على مؤتمرات وسفريات رجال الدين في مصر ومؤسساتها الدينية والتي تدفع من ضرائب الفقراء ذهبت أدراج الرياح، وقد أشرنا مرارا وتكرارا في هذه النافذة من بوابة الحركات الاسلامية الى ان تجديد الخطاب الديني والمواطنة لن يكونوا بكثرة المؤتمرات في القاعات المكيفة والاستقبالات الرسمية فتجديد الخطاب الديني وقيم المواطنة يحتاجان الى اعادة النظر في العملية التعليمية وتربية النشأ بداية من توحيد التعليم في مصر، بدلا من انقسامه شيعا متفرقة ما بين تعليم ديني وتعليم حكومي وتعليم خاص وتعليم أجنبي، هذا بجانب اعادة هيكلة المناهج التعليمية ووضع مناهج تدعو الى الفكر والابداع والديمقراطية بدلا من تلك المناهج التي تعتمد على النقل والتلقين، فتنتج لنا عقول خانعة مستكينة مهيئة فقط للتلقى وليس لديها ما يؤهلاها للتفكير النقدي، وقد طرحنا العديد من الاليات التي يجب تفعيلها لتجديد الخطاب الديني تماشيا مع تلك المؤتمرات التي عقدت وتوصياتها لكن للأسف الشديد فالمؤتمر يتم على أرض الواقع بينما توصياته تذهب مع الأحلام. فلماذا اذا نعقد مثل تلك المؤتمرات؟ وماذا بعد ان نخرج بتوصيات؟ وغيرها من الأسئلة التي لم نجد لها اجابة عند المؤسسة الأزهرية.
واخيرا عن أي مواطنة تلك التي يعقد من أجلها مؤتمر في القاهرة ومناهج المؤسسة الأزهرية القائمة على المؤتمر مازال بها تضييق الطريق على الذميين وأخذ الجذية منهم عن يد وهم صاغرين؟!