لماذا لم يستطع ترامب إدراج الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية؟
الأحد 26/فبراير/2017 - 06:16 م
طباعة
كشفت التطورات الأخيرة التي تشهدها العديد من الملفات الإقليمية مدى عدم قدرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنفيذ وعيده، إذ لم يستطع ترامب تنفيذ وعيده بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، كما قال مسؤولون مطلعون، إن الاقتراح الذي كانت تدرسه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية بات في طي النسيان بفعل تحذيرات مسؤولين في الجيش والمخابرات من أن الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية.
وقال أحد المسؤولين، الذي طلب عدم نشر اسمه ونشرت تصريحاته وكالات انباء دولية، "إذا فعلت ذلك فلا سبيل آخر للتصعيد، وستضيع أي إمكانية للتحدث مع الإيرانيين عن أي شيء"، وإن قوة الدفع وراء أمر رئاسي محتمل تباطأت وسط جدل داخلي اشتمل على مخاوف من أن ذلك قد يقوض الحرب على تنظيم "داعش" ويثير معارضة حلفاء رئيسيين، وينسف أي آفاق دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران، ويعقد تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني.
إلى ذلك وفي خطوة تعكس تمسك إدارة ترامب بالاتفاق النووي، بدأت إيران المتاجرة بالمواد النووية ببيعها المواد المخصبة والماء الثقيل لأميركا وروسيا، وشرائها الكعكة الصفراء، ونواة إنتاج السلاح المحظور دولياً، وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني صنع أجهزة «IR8» للطرد المركزي بطاقة إنتاجية تساوي 20 ضعفا من انتاج أجهزة الطرد المركزي الحالية، مشيرا إلى دخول إيران في تجارة المواد النووية على المستوى العالمي.
وفي كلمة ألقاها خلال مؤتمر للمسؤولين عن الانتخابات الرئاسية، أمس الست، أشار روحاني إلى أن إيران بلغت المستوى التجاري فيما يخص التقنيات النووية على المستوى العالمي، وأنها تبيع وتشتري المواد النووية، وهو الأمر الذي كانت الأمم المتحدة تعتبره من الكبائر وتقول إنها مخالفة، ولا يحق لإيران تخصيب اليورانيوم، واليوم يشترون منا اليورانيوم المخصب ويبيعوننا الكعكة الصفراء (وقود المفاعلات)، أما الماء الثقيل الذي كان ممنوعا علينا، فقد بعنا شحنة منه لأميركا، وأخرى لروسيا.
ولفت روحاني إلى أن أهم ما تحقق عبر الاتفاق النووي هو أننا ولأول مرة في التاريخ السياسي العالمي، ألغينا القرارات الملزمة الصادرة من الأمم المتحدة تحت الفصل السابع من دون أن تنفذها إيران، ولو يوما واحدا أو ساعة واحدة او لحظة واحدة، بينما أعلن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة النووية علي أكبر صالحي، أن بلاده طلبت شراء 950 طنا من اليورانيوم المركز من كازاخستان خلال الأعوام الثلاثة المقبلة لتطوير برنامج مفاعلها النووي.
في السياق، قال المتحدث باسم اللجنة النيابية للامن القومي والسياسة الخارجية حسين نقوي إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي صدر خلال العام الثاني من تنفيذ خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي) كان ايجابيا؛ موضحا ان الوكالة اكدت التزام ايران بتنفيذ تعهداتها في اطار الاتفاق النووي، واضاف نقوي حسيني في معرض تعليقه على التقرير الموسمي الذي يصدر عن الوكالة الدولية للطاقة النووية، ان هذه التقارير تعتبر وثائق رسمية للتحقق من البرنامج النووي الايراني؛ مطالبا الدول جميعا بان تبدي مواقفها على اساس ذلك.
وفي اشارته الى المطالبة بزيادة عمليات التفتيش للمنشات النووية الايرانية والتي جاءت ضمن تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانوا، قال حسيني، ان الموافقة علي تفتيش المنشات النووية تتم في اطار البروتوكول الاضافي؛ ذلك ان ايران وافقت بصورة عملية علي تنفيذ هذا البروتوكول.
وصرح نقوي حسيني انه بحسب هذه الوثائق وتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية فقد رفضت الاخيرة من جديد المزاعم الواهية لبعض الدول الغربية بما فيها اميركا بشأن نشاطات ايران النووية؛ مضيفا ان تصريحات المسؤولين الجدد في البيت الابيض تتعارض والقوانين الدولية.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعلنت في تقريرها الاخير التزام ايران بخطة العمل المشترك الشاملة، وانها تملك فقط ثلث الكمية المحددة في اطار 'الخطة' من اليورانيوم المخصب والمسموح لها ان تمتلكها.