زيارة "السراج" لموسكو.. ورقة أخيرة لاقناع "روسيا" بدعم حكومة الوفاق
الثلاثاء 28/فبراير/2017 - 02:06 م
طباعة
في مساعي منه لاستعادة ثقة الشعب الليبي، يواصل رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج مساعيها للتقارب من المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي المدعوم من روسيا، حيث أن الأخير يرفض لقاء السراج علي طاولة واحدة، مما دفع الأخير للجوء إلي موسكو لحل الأزمة بين الطرفين، بعدما فشلت القاهرة في تقربهما منتصف الشهر الجاري، ورفض حفتر لقاء السراج، واكتفوا المجتمعون أنذاك بالتوافق علي بعض البنود منها اجراء انتخابات في فبراير 2018.
وتؤكد مصادر مقربة من رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، أن الأخير سيقوم بزيارة إلى روسيا خلال الأيام القليلة القادمة لبحث الأزمة السياسية العاصفة ببلاده.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الاثنين 27 فبراير 2017، عن زيارة وشيكة للسراج إلى موسكو، في الأيام المقبلة، وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن السراج قادم إلى بلاده خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك في إطار المشاورات التي تجريها موسكو مع كافة أطراف النزاع الليبي.
وأضاف: تعتبر هذه الزيارة خطوة هامة باتجاه كسر حالة الجمود بين حكومة الوفاق والقائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر.
واستضافت مصر منتصف الشهر الجاري كلا من السراج وحفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ووفد من المجلس الأعلى للدولة برئاسة النائب الثاني لرئيس المجلس محمد إمعزب، غير أن لقاء كان مرتقبا بين حفتر والسراج لم يتم.
وقال السراج إنه يعول على موسكو في تقريب الخلافات بينه وبين حفتر، مضيفًا أنه يود من روسيا أن تقدم المساعدة للتغلب على الأزمة في ليبيا، مشيرا إلى أن موسكو يمكن أن تصبح وسيطا مفيدا لنقل الرسائل السياسية أو الضغط على حفتر.
وسبق طلب السراج تصريحات للمتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية مارايا زاخاروفا حيث أكدت موقف بلادها الداعم للتسوية السياسية في ليبيا.
وفي 3 فبراير الجاري، أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج، سيقوم خلال شهر فبراير الحالي بزيارة إلى موسكو.
وقالت زاخاروفا في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي، الجمعة، نحن لا نرى بديلا للتسوية السياسية في ليبيا، وانطلاقا من هذا النهج نحن نجري عملا منتظما مع كلا المركزين في ليبيا، مع طرابلس ومع خصومهم في طبرق. نحن نحاول تشجيعهم على التغلب على الخلافات الداخلية والبحث عن حلول توافقية لجميع المسائل الخلافية، مضيفة: إننا أكدنا على أهمية إقامة الحوار في المحادثات مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر أثناء زيارتهما إلى موسكو في نوفمبر وديسمبر 2016.
وترى زاخاروفا أن قائد الجيش خليفة حفتر شخصية محورية تتمتع بتأثير حقيقي على التوازن السياسي في ليبيا، معتبرة أن الضجة التي تصاحب في الآونة الأخيرة الاتصالات بين موسكو والمشير حفتر، تشوه الصورة الحقيقية للخطوات التي تتخذها موسكو من أجل المساهمة في تسوية الوضع بليبيا.
وجاء في كلمة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، أن وجهة نظر بلادها حول التسوية في ليبيا والتي تنطلق من أن حفتر يعد من الشخصيات ذات الوزن الثقيل التي تتمتع بتأثير فعلي على ميزان القوى السياسية في ليبيا المعاصرة.
ويري مراقبون أنه من المحتمل أن تعرض روسيا على السراج فك ارتباط القوات الموالية للمجلس الرئاسي بمجالس شورى الثوار والمجاهدين الموجودة في عدة مناطق في ليبيا ويتهمها الجيش بتبني أفكار القاعدة وأنصار الشريعة.
ويروا أن زيارة السراج لموسكو ستكون بمثابة الورقة الأخيرة للأطراف الرافضة لفكرة الحسم العسكري الذي يلوح حفتر بها، فنجاح السراج في إقناع روسيا بخطورة الحل العسكري سيدفع حفتر مما لا شك فيه إلى التراجع عن التلويح بالحرب والجلوس إلى طاولة الحوار.
ويرى مسؤولون غربيون في الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة سبيلًا لإرساء الاستقرار في ليبيا التي سقطت في هوة القتال والتناحر بين فصائل مسلّحة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي العام 2011.
وسبق للجيش الليبي أن حرر مدينة بنغازي من قبضة التنظيم الإرهابي، الأمر الذي أدي إلي لفت أنظار العالم إلي المشير حفتر مجددًا وبدأ يلتفت نحو دعمه لكسب إقامة قاعدة عسكرية داخل ليبيا، كانت روسيا أول الداعمين لحفتر.
وتطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية في وقت سابق إلى الأوضاع الليبية؛ مشيرة إلى عثور روسيا في شخص حفتر على حليف لها.
وقال مقال نشر في الصحيفة إن الزيارة التي قام بها مؤخرا حفتر إلى حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف"، أوضحت اهتمامات روسيا في ليبيا. ذلك على الرغم من أن الدبلوماسيين الروس سبق أن صرحوا بأن موسكو تنأى بنفسها كما عن طرابلس، كذلك عن طبرق.
وتعتبر زيارة السراج هي ورقة أخيرة لكسب الدعم الروسي واستعادة الثقة الدولية مجددًا، بعدما بدأت شعبيته تقل في الوسط الليبي مع فشله في الالمام بزمام الأمور في البلاد.