144 اسرة تركت العريش ....وتقارير تحذر من استمرار تهجير المسيحيين
الثلاثاء 28/فبراير/2017 - 02:42 م
طباعة
قالت وزارة شئون النواب فى بيان رسمى لها، عن أحداث العريش الأخيرة، إن عدد الأسر المغادرة من المدينة بلغ 144 أسرة، تم تسكينها جميعًا بـ 7 محافظات.
وذكر التقرير، أن محافظة الإسماعيلية استقبلت عدد 108 أسرة، وأسيوط 11 أسرة، والقليبوبية 7 أسر، والقليوبية 4 أسر، بينما استقبلت القاهرة 17 أسرة، وانتقلت 6 أسر لمحافظة بورسعيد، وأسرة واحدة انتقلت لمحافظة المنيا.
وفي اطار المتابعات ورد الفعل كتبت جريدة الشرق الاوسط تقرير يحذر من مخطط تهجير المسيحيين جاء فيه مشهد الاعتداءات الممنهجة من الجماعات الإرهابية التكفيرية، الممثلة في تنظيم داعش، على الأقباط في مدينة العريش، هو إضافة جديدة لمسلسل الاعتداءات على المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط بأشكالها المختلفة، وكأنه تنفيذ عملي لمشروع تفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين.
, لقد مر مسلسل «إخراج وتهجير» المسيحيين بمحطات كثيرة. بعد انتهاء الخلافة العثمانية وتشكيل المنطقة بوضعية جديدة، حصلت هجرة مسيحية مكثفة إلى العالم الجديد، تحديداً إلى أميركا وكندا والبرازيل، ثم كانت الهجرة المسيحية من فلسطين بعد نكبة 1948، وبمعونات يهودية ومسيحية من الدول الغربية وتسهيلات غير مسبوقة. ثم جاءت حرب نكسة 1967 التي شهدت خروج كم كبير من المسيحيين إلى أصقاع العالم، بما في ذلك أوروبا وأستراليا وأفريقيا، وشهدت بعد ذلك الحرب الأهلية اللبنانية خروجاً عظيماً للمسيحيين كان وراءه الغزو السوري في لبنان وتنكيله بالمسيحيين هناك بشكل ممنهج، ثم توالت بعد ذلك محطات مختلفة للاعتداءات على المسيحيين من قبل المتطرفين (الذين كانوا يغتالون المسلمين أيضاً) في العراق ومصر، مع عدم إغفال اعتداءات المتطرفين من المستوطنين اليهود في فلسطين على دور عبادة وممتلكات تابعة للمسيحيين، ساهمت في زيادة عدد الراحلين منهم بشكل مريب.
الانتقاص من الحقوق الكاملة للمواطنين مهما كانت الأسباب، سواء كانت دينية أو طائفية أو مذهبية أو مناطقية، يفتح أبواب النار ويطلق الفتن ويقدم الحجج والذرائع لأهل الشر، لاتباع النهج الإقصائي الذي عادة يبدأ بالخطاب المليء بالكراهية، ثم يتحول إلى العنف الدموي الخطير... وهكذا تبدأ دائرة الموت في المجتمعات.
إخراج المسيحيين (كما تم إخراج اليهود من قبلهم) سيكرس فشل المجتمعات العربية في التعايش فيما بينها، وأن كلمة التفرقة هي الأعلى والنصر بات قريباً من حليف أنصار التعصب والتشدد، فهذه هي الخلاصة الوحيدة التي يمكن الوصول إليها بلا شك. وفي حالة إتمام ذلك ستتحول المجتمعات إلى داخلها الذي يجمعها وتبدأ في تفتيت نفسها مجدداً على أسس «عقائدية»، فيتم الهجوم من أصحاب العقائد «الأنقى» على أصحاب العقائد «البدعية» و«المشركة» و«الضالة» و«الكفرية» وغير ذلك من المسميات والتعريفات المغلفة مسبقاً والمعدة سلفاً للإطلاق نحو الفئات المستهدفة بشكل مباشر وهستيري.
إفراغ الشرق الأوسط من المسيحيين، لو نجح وتم، سيكون مسؤولية أهل المنطقة في المقام الأول، وهم الذين فشلوا في حماية أهل وجيران لهم، وبنوا أوطاناً واحدة، قبل أن يرمى بالمسؤولية واللوم على الغير؛ لأن ذلك لم يعد مقنعاً وسط استمرار وجود عظيم لخطاب الكراهية والغضب والدم.
المشروع مستمر والتخاذل في مواجهته مستمر..