أصابع تركية وراء اشتباكات "البيشمركة" و"العمل الكردستاني"
السبت 04/مارس/2017 - 09:27 م
طباعة
فيما يبدو مؤشراً على مدى صراع النفوذ بين القوى الكردية التي تُقاتل على الأرض سواء الموجودة في سورية أو العراق، اندلعت اشتباكات، أمس الجمعة 3 مارس بين قوات البشمركة السورية المدعومة من الحزب الديموقراطي الكردستاني بقيادة مسعود بارزاني، و"قوات حماية سنجار" المدعومة من حزب العمال الكردستاني التركي المعارض، قرب مناطق عراقية متاخمة للحدود مع سوريا، وفقا لمصادر كردية عراقية.
وبحسب التقارير الميدانية، فقد بدأت قوات حزب العمال الكردستاني التركي انتشارها قرب بلدة سنجار، في شمال غرب العراق، بعد هجوم تنظيم الدولة الاسلامية على تلك البلدة ذات الغالبية الأيزيدية، واستعادت قوات البشمركة الكردية العراقية ومقاتلو حزب العمال الكردستاني السيطرة على بلدة سنجار من العناصر الإرهابية، في عملية مشتركة، وقال مصدر في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، تحدث لوكالات انباء دولية إن "التوتر بين الجانبين بدأ منذ عصر أمس الاول (الخميس)، عندما زج بقوة كبيرة من البشمركة غرب كردستان باتجاه قضاء سنوني على الحدود السورية العراقية"، وتسببت الاشتباكات في مقتل خمسة مقاتلين من الجانبين، خلال الاشتباكات المتواصلة بشكل متقطع.
وأضاف المصدر أن "القتال اندلع إثر محاولة قوة البشمركة قطع الطريق على مقاتلي حزب العمال الكردستاني المتواجدين في المنطقة"، وأكدت مصادر أمنية كردية اندلاع الاشتباكات اثر تحرك قوة من البشمركة السورية يطلق عليها اسم "روجافا"، نحو مناطق حدودية مع سوريا، تخضع لسيطرة قوات حماية سنجار المدعومة من حزب العمال الكردستاني.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة البشمركة العميد هلكورد حكمت في بيان إنه "خلال عمليات طبيعية في تبديل مواقع قواتنا في حدود ناحية سنوني في إقليم كردستان، قام عدد من مقاتلي حزب العمال الكردستاني بقطع الطريق، وإطلاق النار باتجاههم"، وتابع "قوات البشمركة لديها كامل الحرية في تحركاتها وتنقلاتها داخل حدود إقليم كردستان".
وتقع الأراضي ضمن حدود إدارة الحكومة المركزية في بغداد، لكن سلطات إقليم كردستان العراق تعتبرها جزءا من الإقليم بعد فرض سيطرتها عليها عقب استعادتها من قبضة العناصر الإرهابية، غير أن حزب العمال الكردستاني التركي يتهم قوات البشمركة الكردية السورية، بقطع الطريق أمام قواته للتنقل بين سنجار ومنطقة سنوسي التي يتخذها مقرا له.
المتحدث باسم حزب العمال الكردستاني، سرحد وارتو، قال لوكالة فرانس برس إن "المعارك التي اندلعت بين وحدات حماية الأيزيديين وقوات البشمركة التابعة للحزب الديموقراطي، تأتي بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها بارزاني إلى تركيا"، وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قام قبل أيام قليلة بزيارة إلى أنقرة التقى خلالها الرئيس التركي رجب طيب أرودغان، وأن "الحكومة التركية، تخطط منذ مدة لإثارة نزاع كردي كردي، في جنوب كردستان (شمال العراق) وفشلت، لذلك زجت بقوة كردية لإشعال حرب مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني" التركي المعارض.
وتابع "باعتقادنا، هناك تفاهم بين تركيا والحزب الديموقراطي الكردستاني، لمهاجمة وحدات حماية الأيزيديين، في منطقة سنجار، ويحظى الحزب الديموقراطي الكردستاني بعلاقات جيدة مع أنقرة التي ترفض وجود حزب العمال الكردستاني التركي داخل الأراضي العراقية.
وفي خطوة قد تسرع عملية استعادة السيطرة على غرب مدينة الموصل العراقية من تنظيم "داعش"، أعلنت القوات العراقية تحرير حي "وادي حجر"، الذي يوصف بأنه أقوى خط دفاعي للتنظيم المتشدد بآخر معاقله في البلاد، وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الأمير يارالله في بيان إن "قوات مكافحة الإرهاب تمكنت من السيطرة على وادي حجر غربي الموصل عاصمة محافظة نينوى كاملاً ورفع العلم العراقي فوق المباني، بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات".
ووادي حجر الاستراتيجي، الذي جعل منه "داعش" أقوى خطوط الصد على الإطلاق في كل معاركه، جرت حتى بين غرف المنزل الواحد، وقد كشف وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف عن نزوح 14 ألف شخص من مناطق وادي حجر والعبور والمأمون والجوسق والدندان وتل الرمان والعمل في الموصل، التي تشهد معارك في تطور وصف بأنه أكبر موجة نزوح خلال معركة نينوى التي بدأت في أكتوبر الماضي.