تعرف على خطة "داعش" و"القاعدة" للعودة إلى المشهد الليبي

الأحد 05/مارس/2017 - 06:19 م
طباعة تعرف على خطة داعش
 
يبدو أن الضربات العسكرية التي تلقاها تنظيم الدولة في ليبيا مؤخراً، سيدفعه إلى التصالح البرجماتي مع تنظيم القاعدة الذي لاقى نفس الهزائم على الأرض من قوات الجيش الليبي، حيث قال وزير الدفاع المفوض بحكومة الوفاق الوطني، مهدي البرغثي، إن تنظيم "داعش" يعمل على إعادة تجميع صفوفه وتمركزاته في جنوب ليبيا، بدعم من تنظيم "القاعدة" وقيادة مختار بلمختار، وأن تلك الكيانات تستعد لشن مزيد من الهجمات الإرهابية.
البرغثي، الذي تحدث لجريدة "ديلي تلغراف" البريطانية إلى تعاون نشط بين عناصر التنظيمين داعش والقاعدة، موضحًا أنه لم يسبق لـ(داعش) و(القاعدة) أن هاجما بعضهما في ليبيا، ولدينا الآن أدلة على تعاون وثيق بينهما. (القاعدة) يوفر مساعدات لوجيسية لـ(داعش) ويساعده في إعادة تنظيم صفوفه وشن هجمات.
تعرف على خطة داعش
وتمكنت القوات التابعة لحكومة الوفاق التي تتمركز في طرابلس من تحرير مدينة سرت الليبية من قبضة التنظيم الإرهابي، كما تمكنت قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفت من توجيه ضربت لتظيم القاعدة الذي يتمركز في مدينة بنغازي ويمثله قوات "أنصار الشريعة".
ويبدو أن سياسة التعاون بين "داعش" و"القاعدة"، تعتمد على التحرك وفق مجموعات صغيرة على طول النهر الصناعي ويتعاملون مع مهربي البشر للحصول على التمويل، ويُعتقد أن مختار بلمختار ما زال حيًا، ويقود بقايا (داعش) الفارين من المعارك العسكرية في مدينة سرت، وأنهم يستخدمون شبكة الطرق الوعرة جنوب بني وليد، ويتعاملون مع مهربي البشر للحصول على التمويل.
تعرف على خطة داعش
وذكر البرغثي أنه أمر بإنشاء قاعدة خاصة للعمليات قرب مدينة بني وليد، للتعامل مع تهديد التنظيم، لافتًا إلى أن حكومات غربية تساعده في تتبع عناصر التنظيم الفارة، كما قال الناطق باسم عمليات "البنيان المرصوص"، العقيد محمد الغصري، إنهم على علم بتنسيق بين عناصر "داعش" و"القاعدة" لاغتيال قادة عسكريين، وأنهم يتمركزون في الجنوب.
ويُعد مختار بلمختار واحدًا من أكثر قيادات القاعدة المطلوبين على مستوى العالم، قيل إنه قُتل العام 2016 في غارة فرنسية شرق ليبيا، وهو ما نفاه التنظيم، ولم يتم العثور على جثته حتى الآن، فيما قالت مصادر داخل مدينة بني وليد تحدثت مع وكالات انباء دولية، إنهم شاهدوا خمسة من قيادات داعش يتجولون داخل المدينة، كما نقل تقرير عسكرية أن نحو 700 من عناصر داعش يتمركزون في أودية ومناطق صحراوية جنوب مدينة بني وليد، ويحصلون على تمويل عبر عمليات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وتهريب الذهب.
ويُعتقد أن عناصر التنظيم تتحرك في مجموعات صغيرة على طول النهر الصناعي ويستخدمون أيضًا أنابيب الري التي تتسع بعضها إلى أربعة أمتار، وقال مسؤول مكتب الإعلام في كتيبة "شهداء الزاوية" الشهيرة بكتيبة "بوحليقة" وحيد الزوي: "تتحرك عناصر (داعش) في مجموعات صغيرة، ويستخدمون طرقًا فرعية مثل الطرق حول النهر الصناعي، لغياب التواجد الأمني بها".
تعرف على خطة داعش
ونقلت تقارير عن مصدر بحكومة الوفاق الوطني، أن عناصر (داعش) قطعوا المياه في بعض الأنابيب، لاستخدامها في التنقل، وقالت الجريدة البريطانية إن تعاون التنظيمين في ليبيا يخالف العداء الواضح بينهما في العراق وسورية، إذ شن زعيم تنظيم (القاعدة) أيمن الظواهري هجومًا لاذعًا ضد (داعش)، منتقدًا أساليبه الوحشية واصفًا عناصره بالكذابين.
إلى ذلك، أنهى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج زيارته الرسمية إلى روسيا، أمس السبت، وذلك بالاجتماع مع نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي دفوركوفيتش، وذكرت صفحة حكومة الوفاق على "فيسبوك"، أمس السبت، أن الجانبين الليبي والروسي أكدا خلال الاجتماع على ضرورة العمل على تعزيز التعاون الثنائي وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، كما تناولت المحادثات استئناف العمل بمشروع السكك الحديدية.
وأشارت إلى أن الاجتماع تناول الإجراءات العملية للبدء في تجديد العلاقات التجارية والاقتصادية، وفقًا للاتفاق الموقع في 2008، وتفعيل اللجنة المشتركة لمتابعة الاتفاق على أن تكون البداية تقييم المشاريع المتوقفة التي تم إنجاز مراحل منها قبل مغادرة الشركات الروسية لليبيا.
وأبدى الجانب الروسي موافقته على عودة الشركات الروسية للعمل في ليبيا، على أن يترك لمسؤولي هذه الشركات تقييم الوضع واتخاذ الترتيبات اللأزمة لاستئناف عملها بالتنسيق مع الجهات الليبية المعنية، بحسب حكومة الوفاق.
تعرف على خطة داعش
كما تناولت المحادثات سبل التعاون في المجال العسكري والأمني، وكذلك مشروع السكك الحديدية وإمكانية استئناف تنفيذ المشروع. واتفق الجانبان كذلك على البدء في الإعداد لاجتماعات مجلس الأعمال الليبي الروسي، من خلال عقد الاجتماعات الفنية في أقرب وقت ممكن للتقييم ومعالجة الصعوبات والتحديات الفنية وسواها التي قد تعترض التنفيذ.

شارك