بعد استعادة أماكن حيوية بالموصل.. متي تنتهي معركة الجانب الغربي؟

الثلاثاء 07/مارس/2017 - 12:54 م
طباعة بعد استعادة أماكن
 
لا زالت معركة تحرير مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، لم تحسم حتي الأن حيث أن القوات العراقية تبذل قصاري مساعيها لاستعادة المدينة بالكامل شرقا وغربًا، وأعلنت السلطات العراقية اليوم الثلاثاء 7 مارس 2017 استعادة السيطرة على المجمع الحكومي في وسط الجانب الغربي لمدينة الموصل.
بعد استعادة أماكن
وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله في بيان "تمكن أبطال الشرطة الاتحادية والرد السريع من تحرير المبنى الحكومي لمحافظة نينوى والسيطرة على الجسر الثاني (جسر الحرية) ورفع العلم العراقي فوق مبانيه.
سبق وأن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن تحرير غرب الموصل "حجر عثرة" أمام القوات العراقية، بالأخص مع مع تعثر القتال بين داعش والقوات العراقية.
من جانبه، قال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت "استخدمنا تكتيك المباغتة خلال عملية اقتحام منطقة باب الطوب وتحرير المجمع الحكومي الذي يضم مبنى المحافظة ومجلس المحافظة وقيادة الشرطة".
وقال النقيب جبار حسن، الضابط في الجيش إن "قوات مشتركة من الشرطة الاتحادية والرد السريع شرعت فجر الثلاثاء بعملية عسكرية خاطفة تمكنت خلالها من التقدم على عدة محاور ووصلت إلى المجمع الحكومي وتمكنت من اقتحامه وسط انسحاب لعناصر داعش من المكان، موضحًا أن "القوات تمكنت من التقدم بمحاذاة نهر دجلة من محور آخر والسيطرة على جسر الحرية، الذي يعد الجسر الثاني الذي يربط الجانب الغربي للموصل بالجانبها الشرقي".
وذكرت بوابة الحركات في نفس التقرير أن الجانب الغربي من الموصل يعتبر أصغر من جانبها الشرقي (40% من إجمالي مساحة الموصل، لكن كثافته السكانية أكبر؛ حيث تقدر الأمم المتحدة عدد قاطنيه بنحو 800 ألف نسمة.
من ناحية أخري، حررت القوات العراقية، مقر القنصلية التركية في مدينة الموصل، حيث أفادت مصادر عراقية لموقع "هبر 7" التركي بأن الجيش طهر العديد من المقرات الحكومية في المنطقة القريبة، ومن ثم تمكن من السيطرة على مقر القنصلية التركية.
جدير بالذكر أن القنصلية التركية تقع تحت سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي منذ سيطرته على الموصل في يونيو2014، واحتجز مسلحو "داعش" حينذاك 49 من العاملين بالقنصلية وأفراد أسرهم وبينهم القنصل العام، وبقوا محتجزين 3 أشهر، إلى أن تمكنت تركيا من تحريرهم.
وبدأت القوات العراقية، في 19 فبراير الماضي، معركة جديدة لتحرير الساحل الأيمن لمدينة الموصل العراقية من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، بعد نجاحها في تحرير الساحل الأيسر.
من جانبه وصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى مدينة الموصل لتفقد القطعات المقاتلة هناك، وقال مكتب العبادي في بيان له، اليوم الثلاثاء، إن "رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وصل مدينة الموصل، موضحًا أن العبادي وصل إلى ناحية "الشورة"، وعقد فور وصوله اجتماعات مع القادة الميدانيين.
يذكر أن المتحدث باسم قوات الرد السريع العراقية عبد الأمير المحمداوي كان قد أعلن، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، تحرير مقر البنك المركزي في الموصل، كما أعلن قائد عمليات "قادمون يا نينوى" عبد الأمير يار الله، تحرير المبنى الحكومي للمحافظة والسيطرة على الجسر الثاني في المحافظة.  
بعد استعادة أماكن
كما انطلقت القوات الحكومية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن في 17 أكتوبر الماضي، بعملية واسعة لاستعادة السيطرة على الموصل، ثاني مدن العراق وآخر أكبر معاقل الجهاديين في البلاد، بعد استعادتها الكاملة للقسم الشرقي من المدينة، باشرت في 19 فبراير هجوما لاستعادة الجانب الغربي، لكن العمليات تباطأت لعدة ايام بسبب سوء الاحوال الجوية الذي يحد من الدعم الجوي، قبل أن تستأنف الأحد.
ونزح أكثر من خمسين ألف شخص منذ اندلاع المعارك في هذا الجانب من المدينة، بحسب منظمة الهجرة العالمية.
واستولى تنظيم داعش على مساحات شاسعة في شمال العراق وغربه، في هجوم واسع النطاق شنه في منتصف 2014 ، لكن القوات العراقية تمكنت بدعم التحالف الدولي من استعادة معظم الأراضي.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات فإن عملية تحرير الجانب الغربي في الموصل، تعتبر هي القضاء التام علي التنظيم الإرهابي داعش من العراق، والذي تعتبر جناح الخلافة التي أعلنها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في 2014 من على منبر جامع النوري الكبير بالمدينة، ويقع الجامع الكبير في نفس منطقة جامع عمر الأسود.
ورأى محللون في وقت سابق أن معركة الجانب الغربي للموصل ستكون من أصعب المعارك التي خاضتها القوات العراقية منذ انطلاق المعركة في أكتوبر الماضي، حيث أن الكثافة السكانية أكبر بكثير من الجانب الشرقي، وهذا سيكلف القوات العراقية مجهود أكبر للحفاظ علي سلامة أهالي المدينة.
ويقاوم مسلحو تنظيم داعش بشراسة للدفاع عن آخر معاقلهم في شمال العراق، وتمكن التنظيم عبر هجوم شرس في يونيو 2014، من السيطرة على الموصل ومناطق واسعة في شمال وغرب العراق.
وتشكل استعادة مدينة الموصل ضربة قاسية لتنظيم داعش الإرهابي التي أعلن منها أبو بكر البغدادي إقامة دولة الخلافة في يونيو 2014 وباتت مساحاتها تتقلص منذ عامين مع تقدم القوات العراقية.

شارك