هل بالمؤتمرات المكيفة نقضي على الارهاب؟
الثلاثاء 07/مارس/2017 - 05:46 م
طباعة
ترتفع كل يوم الاصوات المطالبة بمواجهة حقيقية للإرهاب وايجاد اليات جديدة بجانب الخيار الامني تكون قادرة حقيقة على مواجهة هذه الظاهرة، الا ان المؤسسات الدينية في مصر لم تجد طريقا لمواجهة الارهاب سوى عقد مؤتمرات في قاعات مكيفة والخروج بتوصيات تظل حبيسة الادراج في تلك المؤسسات، واستمرارا لهذه الألية أعلن وزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الدكتور محمد مختار جمعة، عن مشاركة نحو 30 وزيراً ومفتياً، ونحو 400 من أئمة وعلماء الأوقاف، والأزهر وممثلين للجاليات الإسلامية، و دول عدة عربية وأجنبية، في فعاليات المؤتمر الدولي للمجلس، المقرر انعقاده يوم السبت المقبل.
وأشار جمعة، في تصريحات أمس، إلى أن المؤتمر سيعقد تحت عنوان: «دور القادة الدينيين والسياسيين والإعلاميين وصانعي القرار في نشر ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب والتحديات». ويناقش المؤتمر التحديات المعاصرة وسبل مواجهتها، ويتضمن موضوعات الإرهاب، والتطرف الفكري، والإلحاد، وهدم الثوابت، والصراع السياسي والحضاري.
كما سيناقش دور القادة السياسيين في نشر السلام بين الشعوب، وفي مواجهة الإرهاب والتحديات، ودور المنظمات الدولية في نشر ثقافة السلام، ودور الأحزاب السياسية في تثقيف الشباب وتوعيتهم لمواجهة التحديات، وسبل صناعة القرار الاقتصادي، وأثره في نشر السلام، إضافة إلى دور البرلمانيين، والإعلاميين، والمثقفين، في دحر الإرهاب. ولفت إلى أن المؤتمر سينعقد على مدار يومين، وسيتم تنظيم مؤتمر صحفي عالمي لبعض الوفود الأجنبية المشاركة فيه، لإطلاق رسالة من قلعة محمد علي إلى العالم، مقتضاها أن مصر بلد الأمن، ومهبط الحضارة والأديان السماوية.
لا شك ان الموضوعات التي يقدمها المؤتمر الخاص بالمجلس الأعلى للشئون الاسلامية موضوعات جديرة بالمناقشة والبحث للخروج باليات حقيقية لمواجهة تلك الظواهر الاجتماعية التي تؤثر ليس فقط على تنمية البلدان التي تتواجد فيها بينما ايضا يمتد تأثيرها على كافة البنى الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وبالتالي السياسية مما يؤدي في النهاية الى تخلف هذه الدول، ورغم كل هذا فلم تستطيع تلك المؤسسات الدينية حتى الان الوصول الى تلك الاليات التي تستطيع بها مواجهة هذه الظواهر، لان تلك المؤسسات حبيسة التفكير الضيق اما بالحل الامني واما بتكفير المخالف لها، مما ينتج طريقة احادية لإنتاج الحلول والتي غالبا ما تعجز هذه الحلول المنتجة عن المواجهة. ولا شك ان عقد المؤتمرات وكثرتها لدراسة ظاهرة ما لهو شيء جدير بالاحترام والتقدير شريطة ان تخرج هذه المؤتمرات بتوصيات قابلة للتنفيذ وان تتبنى الدولة تنفيذ هذه التوصيات وتفعيلها لمواجهة ظاهرة الارهاب والتطرف بدلا من ان تضيع تلك المجهودات البحثية بجانب التكاليف المادية التي تتكبدها الدولة لعقد هذه المؤتمرات سدى، دون فائدة ولا طائل، حتى اصبحت هذه المؤتمرات ما يشبه "السبوبة" التى يتكسب البعض من وراءها.
ومن هنا نرجو ان يحيب المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية والمؤسسة الدينية على سؤال العنوان: هل بالمؤتمرات المكيفة نقضي على الارهاب؟