تقسيم مناطق النفوذ فى مرحلة مابعد داعش تشعل الشمال السوري

السبت 11/مارس/2017 - 11:39 ص
طباعة تقسيم مناطق النفوذ
 
يبدو ان تقسيم مناطق النفوذ فى مرحلة مابعد داعش فى  الشمال السوري  بدأت فى الاشتعال مابين  أنقرة وقوات الحماية الكردية وواشنطن وموسكو  حيث طالبت أنقرة الولايات المتحدة وروسيا،  الاختيار بين تركيا وميليشيا "الوحدات" الكردية، وذلك مع اقتراب موعد إطلاق معركة السيطرة على مدينة الرقة عاصمة تنظيم "داعش" في سوريا، حيث تصر تركيا على المشاركة في هذه المعركة واستبعاد ميليشيا "قوات سورية الديمقراطية" منها، التي تقودها وحدات الحماية " الكردية، في حين رفضت الأخيرة مشاركة أنقرة العملية.
تقسيم مناطق النفوذ
ودعا نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، يوم  الجمعة 10-3-2017م ، الولايات المتحدة وروسيا، للاختيار بين تركيا وميليشيا "الوحدات" الكردية، منتقداً في الوقت نفسه وضع جنود روس شارات الميليشيا على ذراعهم، على غرار ما فعله جنود أمريكيون سابقاً، جدد قورتولموش تأكيده أن بلاده لا تفرق بين "المنظمات الإرهابية " وقال "قورتولموش" على الولايات المتحدة وروسيا أن تقرر، هل ستفضل 3-5 آلاف مسلح من ميليشيا "الوحدات" الكردية، على الدولة التركية ذات 80 مليون نسمة، وتتمتع بالاستقرار وتمتلك أكبر جيش في المنطقة.
وأضاف المسؤول التركي "لا فرق بين تنظيم الدولة وتنظيم والوحدات الكردية بالنسبة لنا، ونوصي بقية الدول بعدم التمييز بين المنظمات الإرهابية"، معتبراً أن جميع تلك المنظمات عدوة الإنسانية بأسرها وعدوة جميع الدول، لذا يجب على الروس والأمريكيين أن يكونوا حذرين أكثر " وحذر  قورتولموش التحالف الدولي من تغيير التركيبة الديموغرافية للمدن، خلال العمليات العسكرية التي ستنفذها في سوريا بشكل خاص، مطالباً بالتحرك المشترك مع قوات المعارضة المحلية المعتدلة خلال تطهير المدن من تنظيم الدولة، مشدداً على أن الرقة مدينة عربية 100% تقريباً، مضيفاً "إذا نفذتم عملية ضد داعش في الرقة من خلال ميليشيا "الوحدات" الكردية، فهذا يعني تطهير العرب عرقياً، ورميهم خارج المدينة، وتوطين عناصر مكانهم من غير أهالي المدينة" وكانت تركيا أعلنت في عدة مناسبات مؤخراً أن واشنطن لم تحسم قرارها بشأن عملية استعادة الرقة، مبدية رغبتها في المشاركة بالعملية، لكنها لوحت بعدم المشاركة بالعملية في حال اشراك واشنطن ميليشيا "وحدات الحماية" الكردية فيها.
تقسيم مناطق النفوذ
يأتي ذلك  بعد أن   نشرت قوات من مشاة البحرية الأميركية، بطارية مدفعية في سوريا، دعماً للهجوم المرتقب على مدينة الرقة، حيث مسؤول أميركي قوله، إن جنوداً من "الوحدة 11" لمشاة البحرية نشروا بطارية "هاوتزر" من عيار 155 ملم في "أحد المراكز الأمامية" في سوريا وياتى ذلك  بعد أن أعلن  "البنتاغون" ، نشر عسكريين أميركيين قرب مدينة منبج رافعين العلم الأميركي على آلياتهم، لردع معارك بين القوات الكردية وقوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا، إلى جانب نشر حوالى 400 جندي أميركي إضافي في سوريا  وذلك بعد أن  تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهاية شهر فبراير 2017م  توصيات وضعها البنتاغون ليختار منها المناسب لتسريع القضاء على تنظيم الدولة الذي يحتل مساحات واسعة في سوريا.
 هذا فى الوقت الذى اعلن  طلال سلو، المتحدث الرسمي باسم ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" رفضه القاطع مشاركة تركيا في عملية تحرير الرقة "   للتوغل بعدها قواته  في الريف الغربي لمدينة دير الزور، بدعم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وأفاد ناشطون أن ميليشيا "قسد" مدعومة بميليشيا "قوات النخبة" التي يتزعمها "أحمد الجربا" سيطرت الجمعة على قريتي "المشهوري والحجاج" ومزرعة الوديان وجزرتي ميلاج والبوحميد بريف دير الزور الشمالي الغربي، وذلك بعد انسحاب تنظيم "داعش"، ولتصبح تلك الميليشيات على بعد نحو 35 كيلومتراً من مدينة دير الزور  وياتى ذلك ضمن الخطوة الجديدة من المرحلة الثالثة لـ"حملة غضب الفرات" التي تهدف للسيطرة على مدينة الرقة وعزلها، بدعم من التحالف الدولي ومشاركة قوات برية وجوية أمريكية.
وكانت ميليشيا "قسد" قد أعلنت قبل أيام قطعها لطريق الرقة-دير الزور الاستراتيجي معتبرة إياه طريق إمداد التنظيم الوحيد، فيما أكدت مصادر حينها وجود طريقين رئيسين جنوبي ضفة نهر الفرات وعبر البادية الشرقية، علاوة على وجود طرق فرعية عدة "يصعب قطعها"،  وذلك بعد ان  أعلنت فى وقت سابق ، أن مدينة الرقة، أصبحت "معزولة"، بينما تشير المعطيات الميدانية إلى أن المدينة باتت معزولة من ثلاث جهات فقط، إذ أن الطريق من مدينة الرقة إلى ريفها الغربي عبر سد الرشيد والجسور المتحركة التي يستخدمها التنظيم ما تزال مفتوحةً، في حين تبعد ميليشيا "قسد" نحو 13 كم عن السد، حيث تتمركز في قرية السويدية الكبيرة التي تشهد معارك كر وفر مع تنظيم داعش .
تقسيم مناطق النفوذ
مما سبق نستطيع التأكيد على انه  يبدو ان تقسيم مناطق النفوذ فى مرحلة مابعد داعش فى  الشمال السوري  بدأت فى الاشتعال مابين  أنقرة وقوات الحماية الكردية وواشنطن وموسكو  وان هذا الامر سوف يأجج الصراع بينهم خلال الشهور القادمة بعد التخلص من داعش .

شارك