بعد مقتل أبرز قيادات داعش في الموصل.. حسم المعركة بات "وشيكًا"
الأربعاء 15/مارس/2017 - 02:29 م
طباعة
لا زالت القوات العراقية تواصل مساعي القضاء علي التنظيم الإرهابي "داعش" من مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية التي سقطت تحت قبضة التنظيم في يونيو 2014، حيث نجحت الجيش العراقي في دحر ما يقرب من 90% من معاقل داعش منذ أن بدأ هجماته علي مدينة الموصل وقتل أمس الثلاثاء 14 مارس 2017، 3 من قيادات "تنظيم داعش" الإرهابي إثر قصف طائرات سلاح الجو العراقي، اليوم الأربعاء، منزلاً بمنطقة الموصل الجديدة شمالي البلاد.
وأفاد بيان صادر عن الاستخبارات العسكرية العراقية، بأنه وبناءً على معلومات تلقتها الاستخبارات العسكرية، "قامت طائرات القوة الجوية بتدمير وكر لقادة "داعش" الإرهابي في أحد المنازل بمنطقة الموصل الجديدة في الجانب الأيمن".
وأضافت أن القصف أسفر عن مقتل الإرهابي محمد فتحي حسن الجبوري، مسؤول ما يسمى بالتنظيم العسكري للجانب الأيمن، ومساعده الإرهابي أحمد عبد الله نواف الملقب "دشو الجبوري"، والإرهابي أبو أنس الجبوري مسؤول العمليات الانتحارية.
وذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن "نزيف" قادة داعش سوف يتواصل مع تواصل تحرير مناطق شرق الموصل من إحتلال التنظيم الدموى حيث اعتقل أمس ما يعرف بـ "وزير الصناعات" في داعش ومساعده، الذي يشغل مدير معمل إسمنت بادوش غرب الموصل وهو عراقى الجنسية كما سبق وأعلن يوم 13-3-2017م عن مقتل المسؤول الإداري الأعلى لداعش بغارة جوية بالموصل لطائرات التحالف الدولي على الجانب الغربي لمدينة الموصل.
وفى 5 مارس 2017 أفاد ضابط في قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية، بأن قوات جهاز مكافحة الإرهاب قتلت قياديا بارزا بتنظيم "داعش" مصري الجنسية في الساحل الأيمن لمدينة الموصل وقال الضابط، إن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب تمكنتمن قتل القيادي البارز بتنظيم داعش والذي يدعى أبو عمر المصري أثناء اقتحامها حي الصمود التابع للساحل الأيمن من مدينة الموصل وأن الداعشي المصري كان يرتدي حزاما ناسفا وحاول تفجير نفسه على القطعات العسكرية إلا أنها تمكنت من قتله" وفى 27 فبراير 2017م أفاد ضابط في الشرطة العراقية، بأن قيادياً في تنظيم داعش قُتل خلال اشتباكات مع قوات الشرطة في محافظة ديالى شرقي البلاد وقال المقدم أحمد العنبكي، الضابط في الشرطة العراقية إن مجموعة من عناصر داعش شنوا هجوماً منتصف ليل الأحد- الاثنين على حاجز للشرطة في منطقة الحاوي قرب الحدود الإدارية الفاصلة بين محافظتي ديالى وصلاح الدين وأن اشتباكات مسلحة اندلعت على إثر ذلك بين عناصر داعش وقوات الشرطة، ما أسفر عن مقتل أبو محمد العبيدي، أمير داعش في حوض العظيم"، وهي منطقة تقع على بعد 70 كلم من شمال مدينة بعقوبة عاصمة محافظة ديالى وأن بقية عناصر التنظيم لاذوا بالفرار دون وقوع إصابات في صفوف الشرطة".
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات، أن القوات العراقية أعلنت أول أمس الأثنين استعادة منطقة "الموصل الجديدة" ورفع العلم العراقي فوق مبانيها التي تقع في الساحل الأيمن من المدينة إلى ذلك، أفادت خلية الإعلام الحربي في وقت متأخر الاثنين أن طائرات القوة الجوية العراقية ألقت مئات الآلاف من المنشورات على مناطق الجانب الأيمن تتضمن توصيات مهمة للمواطنين.
وأعلنت أن القوات الأمنية باتت قريبة منهم لتحريرهم من يد تنظيم داعش الإرهابي فيما أعلن قائد العمليات الخاصة الثانية في قوات جهاز مكافحة الإرهاب اللواء الركن معن السعدي، أعلن عن اقتحام قطعات العمليات الخاصة الثانية لحي الموظفين.
وقال السعدي، "تمكنا من السيطرة على حي النفط، وحي الموصل الجديدة بالكامل، ونتقدم باتجاه المنطقة الصناعية ومجمع الشركات الموجود شرق المدينة، وقواتنا قد اقتحمت حي الموظفين وبذلك سنكمل السيطرة على 10 أحياء بالنسبة لقطعاتنا في قيادة العمليات الخاصة الثانية "وأفاد بمقتل أكثر من 700 عنصر منذ بداية العمليات في الجانب الأيمن، إضافة إلى تدمير عدد كبير من السيارات المفخخة والمقرات وإسقاط عدد من الطائرات المسيرة التابعة لـ داعش كما أشار إلى أن "داعش قد فقد القيادة والسيطرة وبدأ بالانهيار أمام قطعاتنا، وأكثر من 80% من مقاتلي التنظيم هم من الأجانب وعرب الجنسية ونسبة قليلة هم من العراقيين والسكان المحليين".
وحول موعد انتهاء عمليات استعادة الجانب الغربي قال السعدي، "نتوقع استعادة الجانب الغربي بوقت أقل مما استغرقه الجانب الشرقي، لأن أكثر من ثلث الجانب الغربي تقريباً أصبح تحت سيطرة قطاعتنا" هذا وتواصل قوات مُكافحة الإرهاب التي أوكلت إليها معارك "الأزقة" في الموصل، تقدمها نحو بلوغ الأهداف، إذ تمكنت من تحرير أحياء وقرى عديدة ضمن المحور الغربي للمدينة.
ويقول الكاتب البريطاني، جهاد الخازن، في إحدي مقالاته في الحياة اللندنية، أكاد أسمع مَنْ يقول لي: على مهلك داعش لم تنته بعد، هذا صحيح إلا أن نهاية الإرهاب الداعشي اقتربت، فهو يلفظ أنفاسه الأخيرة في العراق، وسيلقى المصير نفسه في سورية.
ويري أن القوات العراقية والمليشيات المحلية حررت شرق الموصل، وهي الآن تكمل المهمة في غربها، أترك الحرب للجنرالات وأتحدث عمّا أعرف فآخر ما تابعت من أخبار الموصل اكتشاف حفرة طبيعية ألقى فيها الإرهابيون جثث ضحاياهم، والتقديرات تتحدث عن ألوف من هؤلاء.
ووفق المقال بقول الخازن إن السلطات العراقية لا تعطي أرقاماً، ولكن الثابت أن عشرات المقابر الجماعية كشفت وجود أكثر من 10 ألف جثة فيها لرجال ونساء وأطفال. وكان هناك قبر جماعي ضم جثث 1700 جندي من معسكر في المنطقة قبل ثلاث سنوات.
ويواصل في مقاله أن جماعة مراقبة حقوق الإنسان تقول إن هناك عشرات المقابر الجماعية في شمال العراق وحده، وإن مقبرة منها تُعرَف باسم خفصة ربما تضم ألوف الجثث.
ويتابع: لا أنسى القتلى في الحرب لتحرير الموصل، فالمعركة بدأت قبل خمسة أشهر وحُرِّر شرق المدينة ومطارها، والقتال يوشك أن ينتهي في غرب المدينة، أو الجزء قرب نهر دجلة، حيث يقيم 750 ألفاً قرأت أن حوالى 50 ألفاً منهم فرّوا من منطقة القتال. أقرأ الآن أن الهاربين بدأوا يعودون الى بيوتهم وأحيائهم المدمًّرَة.
وختم مقاله قائلا: هناك وضعان سياسيان لا بد أن يؤثرا في الوضع العراقي. الأول، إصرار الرئيس دونالد ترامب على أنه سيأمر بغارات تدمر الدولة الإسلامية المزعومة في العراق وسورية، ربما كان هذا هدفاً يريده ترامب فعلاً، إلا أنني أرجح أنه يريد الحلول محل ايران في العراق لسرقة بتروله. الثاني هو زيارة وفد من وزارة الخارجية العراقية الرياض وعقد مفاوضات قد تؤدي الى تشكيل مجلس تنسيق بين البلدين، وفتح معابر الحدود واستئناف رحلات الطيران. هذا العمل يفيد العراق والمملكة العربية السعودية ودول الخليج كلها، وأرجو أن يركز الجانبان عليه ليقوم ويعمل ويستمر، فالسعودية ليس لها أطماع في العراق مثل إدارة ترامب، إلا أنها تخشى أطماع الآخرين فيه.
وفيما يبدو أن القوات العراقية باتت علي مفترق طريق حسم المعركة واستعادة الموصل بالكامل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، حيث يتساقط قيادي في التنظيم يلو الأخر وهذا يعني أن اقتراب نهاية التنظيم باتت وشيكة.