ميليشيات مصراتة.. "عاصفة" تحطم مساعي الحل السياسي في ليبيا
الثلاثاء 21/مارس/2017 - 07:15 م
طباعة
في ظل المأساة التي تشهدها ليبيا الأن، دخلت مدينة مصراته التي تأوي الكثير من الإسلاميين مجددًا حالة من الاحتقان، حيث قام مسلحون بإغلاق المدخل الغربي للمدينة، والاعتداء على ديوان البلدية واقتحام مقر الإذاعة المحلية.
وأعلن المحتجون عبر الإذاعة إسقاط المجلس البلدي وتشكيل لجنة تسييرية لإدارة المدينة احتجاجا على ما اعتبروه خيانة المجلس البلدي للمدينة.
يأتي ذلك في أعقاب توقيع المجلس البلدي لمصراتة، بحضور قوات البنيان المرصوص (جماعات مسلحة تابعة للمدينة موالية لحكومة الوفاق)، على اتفاق الأسبوع الماضي مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، يقضي بإخراج التشكيلات المسلحة التابعة للمدينة من العاصمة طرابلس على خلفية الاشتباكات التي شهدتها مؤخرا.
وشهدت العاصمة طرابلس الأيام الماضية اشتباكات بين ميليشيات موالية لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج وأخرى موالية لحكومة الإنقاذ الموالية لجماعة الإخوان.
وجاء الاتفاق ليضمن بأن البقاء لأكبر جماعتين من المدينة تواليان حكومة الوفاق وهما لواء الحلبوص لتأمين مقر وزارة الداخلية في العاصمة و"لواء المحجوب" لتأمين مقر الحكومة في منطقة طريق السكة، في حين يصعب تحديد ما إذا كان الفصيلان المسلحان يتبنيان أفكارا متطرفة على غرار الجماعات الموالية لحكومة الإنقاذ، إلا أن مشاركتهما في تحالف فجر ليبيا سابقا تشير إلى تقاربهما مع التيارات الإسلامية.
واستنكر المجلس البلدي مصراتة في بيان أصدره مساء الأحد قيام مجموعة داخل المدينة بالتخطيط وتنفيذ اقتحامات واعتداءات على مؤسسات الدولة لتحاول من خلالها فرض رأيها بالقوة.
وأعرب البيان عن تفاجئه عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في طرابلس، بالدعوة إلى التحشيد لإرسال قوات للعاصمة، الأمر الذي يرفضه المجلس لما قد يدخل ذلك المدينة في صراعات دموية لأجل مكاسب سياسية وتشتيت قواتها وجرها إلى حروب عبثية، ويبدو أن المحتجين من الموالين لحكومة الإنقاذ والمفتي المعزول الصادق الغرياني.
وتنافس حكومة الإنقاذ التي يترأسها خليفة الغويل حكومة الوفاق وترفض تسليم السلطة لحكومة الوفاق.
ويتهم الليبيون مصراتة بالسعي للهيمنة على البلاد مستفيدة من كونها قادت حرب الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وتعتبر المدينة من أبرز المدن المناوئة للقائد العام للجيش خليفة حفتر، وطالما اتهم قادة من الجيش المدينة بإرسال جرافات محملة بالسلاح والمقاتلين لدعم الجماعات الإرهابية التي يحاربها الجيش في بنغازي.
من جانبه، نفى التجمع السياسي لنواب مدينة مصراتة أي علاقة له بالبيان المنسوب له والذي تناقلته وسائل الإعلام بشأن التظاهر ضد المجلس البلدي مصراتة واصفاً إياه بالمكذوب والمزور.
كما أدان التجمع في البيان التصرفات التي صدرت عن بعض الاشخاص متحدثة باسم المدينة زوراً ، واصفاً إياه بالإنقلاب على شرعية المجلس البلدي المنتخب وانتهاكاً للمسار الديمقراطي.
وأوضح البيان أن هذه التصرفات تصب في مصلحة الطرف المعادي للدولة ، وانتهاجا لاسلوبه المناوئ للتداول السلمي للسلطة ، وتجر البلاد الى حرب أهلية، كما أن من شأن هذه التصرفات أن تخلق فتنة في المدينة وشرخا في صفها الموحد الداعم لثورة السابع عشر من فبراير.
ويرى مراقبون أن الأوضاع التي تحدث في طرابلس سببها وقوع السراج تحت ضغط المليشيات ورهينة لديها مما يجعل ما يصدر عنه من بيانات ومواقف غير موضوعية.
ويضيف المراقبون أن السراج يعاني من الإحباط بسبب حجم الضغوطات التي يتعرض لها من الجماعات المسلحة و اكتفاء المجتمع الدولي باصدار بيانات الدعم المعنوي دون مساعدات مادية فحتى قرار انشاء جهاز الحرس الرئاسي الذي حظي بترحيب دولي واسع لم يتحقق و لا ينتظر منه تغيير المعادلة على الارض لسبب بسيط وهو مبادرة حوالي 20 الف مقاتل من مصراته لوحدها بالإنخراط به .
وأكدت تقارير محلية من العاصمة الليبية فيما يتعلق بالمستجدات الأمنية في طرابلس، بأن المجموعات المسلحة فيها قوة الردع بقيادة عبد الرؤوف كارة – كتيبة ثوار طرابلس بقيادة هيثم التاجوري – كتيبة غنيوة الككلي – كتيبة الحلبوص – كتيبة قنيدي من جنزور، بدأت جميعها في حشد قواتها والتجمع في طرابلس للتصدي لمليشيات مصراته الموالية لحكومة الإنقاذ وطردها من طرابلس.
التقارير أفادت أن الكتائب المحسوبة على طرابلس والموالية للرئاسي تضم في صفوفها ضباطا وضباط صف وجنودا من الجيش الليبي السابق وضباطا من البحث الجنائي وجهاز الامن الخارجي .
وتضم ميليشيات مصراته الجماعة الليبية المقاتلة وما يناهز الـ95 % من مليشيات مصراته، وأيضا المليشيات الموالية للمفتي المعزول الصادق الغرياني الذي أمر أمس كتائب مصراته بالسيطرة على طرابلس.