مجددا .. تحذيرات حقوقية من استمرار "انتهاك" حياة المدنيين فى معركة الموصل
الخميس 23/مارس/2017 - 03:54 م
طباعة
لازالت التحذيرات الحقوقية تتوالى من إستمرار "إنتهاك" حياة المدنيين فى معركة الموصل حيث كشف تقرير لمنظمة "أطباء بلا حدود" عن صورة قاتمة لأوضاع المدنيين بالموصل.
وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن عشرات الآلاف من الأشخاص المحاصرين في الجانب الغربي من مدينة الموصل يعرضون حياتهم للخطر أثناء محاولتهم الفرار من المدينة، مع استمرار العمليات العسكرية والقصف و أن هناك نقصاً في الموارد الطبية، وأنها استقبلت خلال الشهرين الماضيين 1800حالة ونقلت شهادات لأطباء أجانب قالوا فيها إن ما يشاهدونه في الموصل هو الأصعبُ طوال سيرتهم المهنية، وإنهم يتعاملون مع أنواع مختلفة من الإصابات بما فيها الناتجة عن القنص وقذائف الهاون والغارات الجوية والألغام الأرضية، وغيرها.
وقالت مدير العمليات في منظمة "أطباء بلا حدود" د. إيزابيل دوفورني إن الحاجة إلى الرعاية الطبية الطارئة ارتفعت بشكل هائل، فلدينا طواقم تعمل على مدار الساعة وتعالج الرجال والنساء والأطفال الذين أصيبوا بالرصاصات والانفجارات والقصف المدفعي، وثمة حالات طوارئ أخرى مهددة حياتها تحتاج إلى استجابة طبية جراحية كالنساء الحوامل اللواتي يحتجن إلى عمليات ولادة قيصرية ولذلك يجب توفير العلاج لسوء التغذية بشكل طارئ من أجل تلبية الاحتياجات، وأن يحصل النازحون من غرب الموصل على المساعدة الغذائية الملائمة لدى وصولهم.
وتعمل طواقم منظمة أطباء بلا حدود في شرق الموصل في مراكز لعلاج الإصابات البالغة ومراكز طبية متطورة حول المدينة وتوفر خدمات الرعاية الصحية في المخيمات المنشأة حديثاً للنازحين الفارين من الموصل .. وتعتمد المنظمة على أكثر من 1600 موظف دولي وعراقي لعملها الطبي والإنساني في 10 محافظات وكانت الأمم المتحدة قد أكدت في وقت سابق ان عدد النازحين قد يرتفع خلال تقدم القوات العراقية في الجانب الغربي الذي استعادت نحو نصف أحيائه، وتحاول كسر دفاعات مقاتلي التنظيم في المدينة القديمة وهو ما يعد هدفا إستراتيجيا في المعركة.
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ليز غراندي في بيان سابق إن "منظمات الإغاثة تتحضر لاستقبال ما بين 300 إلى 320 ألف مدني إضافي يحتمل أن يفروا من الموصل خلال الأسابيع القادمة و أن العمليات الإنسانية في الجانب الغربي من الموصل أكثر تعقيدا وصعوبة منها في الجانب الشرقي وأن الفارق الأساسي هو أن آلاف العائلات قررت البقاء في منازلها في الجانب الشرقي في حين أن عشرات الآلاف في الجانب الغربي يفرون"، مشيرة إلى حجم الأزمة يتجاوز حدود طاقتهم للمساعدة.
يأتي ذلك في الوقت الذي عبرت فيه الأمم المتحدة عن خشيتها من نزوح نحو مليون عراقي من الموصل، بينما قدرت منظمة الهجرة الدولية عدد النازحين هربا من المعارك بحوالي 238 ألفا، غير أن عشرات آلاف النازحين عادوا إلى منازلهم في شرق المدينة بعد السيطرة عليها وذلك بعد أن تمكنت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من استعادة غالبية المناطق التي سيطر عليها مقاتلو التنظيم في العراق بعد هجومهم الواسع النطاق عام 2014، في حين أطلقتها في 19 شباط عملية كبيرة لاستعادة الجانب الغربي من الموصل الذي يعد أكثر اكتظاظا من القسم الآخر من المدينة، وما زال تحت قبضة مقاتلي تنظيم الدولة.
ياتى ذلك بعد أن استأنفت قوات حكومة بغداد مدعومة من التحالف الدولي، تقدّمها نحو المدينة القديمة في الساحل الأيمن لمدينة الموصل، بعد توقف دام عدة ساعات بسبب سوء الأحوال الجوية، في الوقت الذي ارتفعت فيه حصيلة الضحايا المدنيين، إلى أكثر من 80 مدنياً، جراء القصف الجوي والصاروخي وأفادت وسائل إعلام عراقية، أن قوات حكومة بغداد تقدمت في مناطق حيي الحدباء وباب البيض" بالموصل، مبيّنة أنّ تنظيم "الدولة"، كان قد استغلّ توقّف المعارك وعزّز دفاعاته في الحيين، ما زاد من صعوبة المعارك فيهما.
في الأثناء، أكد الناطق العسكري باسم وزارة دفاع بغداد، يحيى الزبيدي، أنّ تنظيم "الدولة" "بات محاصراً تماماً، ومن جميع الجهات في القسم الغربي من مدينة الموصل وإنّ رسالة الجيش لمسلحي داعش هي إما تسليم أنفسهم وتلقي محاكمة عادلة، أو الموت"، مضيفاً أنّ "التنظيم يتشتت أمام تقدّمنا، لكن لا تزال لديه قدرة على المناورة، من خلال بعض العجلات المفخخة، والنيران غير المباشرة وأنّ السيطرة على الموصل بالكامل "مسألة وقت"، موضحاً أنّ "أكثر من 90 في المئة ممن يقاتلون في صفوف داعش في الموصل؛ هم من جنسيات أجنبية وعربية".
من جهة أخرى كشفت مصادر أن مساعد قائد العمليات الخاصة الأولى في جهاز مكافحة الإرهاب المقدم مهند التميمي أصيب إثر انفجار في حي نابلس في الجانب الغربي من مدينة الموصل وأن قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع تعرضت لهجومين بعربتين ملغمتين، مما أسفر عن خسائر في صفوفها فيما قالت مصادر محلية في الموصل، إنّ "القصف الجوي للتحالف، والصاروخي لقوات حكومة بغداد أدى إلى مقتل 80 مدنياً خلال ا24 ساعة فقط حيث طاول القصف أحياء الموصل الجديدة وباب الطوب وحي الحدباء و أنّ أغلبية الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض، بينما نقل عشرات الجرحى إلى خارج مناطق الاشتباكات.
مما سبق نستطيع التأكيد على انه لازالت التحذيرات الحقوقية تتوالى من إستمرار "إنتهاك" حياة المدنيين فى معركة الموصل وان ذلك الامر يرسم صورة قاتمة لأوضاع المدنيين بالموصل.