مع مساعي استعادة نفوذها في البلاد.. قلق أمريكي من الدور الروسي في ليبيا
السبت 25/مارس/2017 - 11:12 ص
طباعة
مواصلة لما يتردد عن السعي الروسي لاستعادة نفوذه في ليبيا، يبدو أن الأمر يتضح يوما بعد الأخر، في ظل العلاقة القوية التي تجمع المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي بروسيا، وقال قائد القوات الأمريكية في أفريقيا للصحافيين أمس الجمعة 24 مارس 2017، إن ثمة صلة "لا يمكن إنكارها" بين روسيا والقائد العسكري القوي في ليبيا خليفة حفتر مما يسلط الضوء على القلق الأميركي بشأن دور موسكو المتزايد في ليبيا.
ووفق ما ذكرت رويترز في بداية الشهر الجاري، أن روسيا نشرت فيما يبدو قوات خاصة في قاعدة جوية بغرب مصر قرب الحدود مع ليبيا، فيما نفت روسيا ما ورد في التقرير.
وحول وجود قوات روسية في ليبيا قال الجنرال توماس وولدهاوزر "يوجد روس على الأرض في المنطقة"، مضيفا أن المحاولات الروسية للتأثير في ليبيا مثيرة للقلق.
وقال وولدهاوزر "إنهم على الأرض ويحاولون التأثير على العمل ونحن نراقب ما يفعلونه بقلق بالغ وتعرفون أنه فضلا عن الجانب العسكري في هذا شاهدنا بعض الأنشطة في الآونة الأخيرة في مشاريع تجارية."
وذكرت تقارير من قبل أن الولايات المتحدة لاحظت وجود قوات خاصة روسية فيما يبدو وطائرات بدون طيار في سيدي براني بمصر على بعد حوالي 100 كيلومتر من الحدود مع ليبيا.
ويعتقد مسؤولون أمريكيون ودبلوماسيون أن أي نشر لقوات روسية من هذا القبيل قد يكون في إطار محاولة دعم حفتر.
وقال وولدهاوزر للصحافين: "حسنا أعتقد أنه أمر معروف للجميع... الروس ورغبتهم في التأثير على الأنشطة داخل ليبيا... أعتقد أن الصلة بين الروس وحفتر لا يمكن إنكارها في هذه المرحلة".
وتتزامن التساؤلات بشأن دور روسيا في ليبيا مع مخاوف في واشنطن من نوايا موسكو في الدولة الغنية بالنفط والتي تحولت إلى مناطق متناحرة في أعقاب انتفاضة 2011 المدعومة من حلف شمال الأطلسي على معمر القذافي الذي كانت تربطه علاقات بالاتحاد السوفييتي السابق.
وخلال العامين الماضيين أرسلت بعض الدول الغربية ومن بينها الولايات المتحدة قوات خاصة ومستشارين عسكريين إلى ليبيا.
ونفذ أيضا الجيش الأميركي ضربات جوية دعما لحملة ليبية ناجحة العام الماضي لطرد تنظيم داعش من معقله في مدينة سرت.
وقال وولدهاوزر إن الولايات المتحدة "ستبقي على قوة" في ليبيا من أجل جمع المعلومات والعمل مع الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس إذا اقتضت الحاجة مزيدا من التحرك لاستهداف داعش.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، في تقرير سابق لها، أن دعم دعم الرئيس الروسي بوتين يزداد شيئاً فشيئاً للجنرال الليبي خليفة حفتر الذي يتحكم بشرق البلاد الغني بالنفط ولكن يسعى للمزيد.
وينتهج حفتر أجندة معاديةً للإسلاميين بينما يتطلع لبوتين التماساً للمساعدة لضمان زعامته في ليبيا على حساب الحكومة المدنية التي تدعمها الأمم المتحدة.
لقد قام بوتين لبعض الوقت، بتوسيع نفوذ روسيا في ليبيا، حليفة الكرملين خلال الحرب الباردة، وحاول بوتين إحياء الروابط منذ أن أصبح رئيساً للمرة الأولى في عام 2000، إلا أن العلاقات تحسنت بشكل ملحوظ في أبريل 2008 عندما زار بوتين طرابلس.
ووفقاً للتقارير الصحفية الروسية في ذلك الوقت، كان معمر القذافي، الذي كان في حينه رئيساً لليبيا، قد أعرب عن إعجابه الخاص بجهود بوتين لاستعادة مكانة روسيا كقوة عظمى.
وبعد ذلك بوقت قصير، شطبت موسكو غالبية ديون ليبيا البالغة 4.6 مليار دولار مقابل ما يقرب من 5 مليارات إلى 10 مليارات دولار من العقود لمشاريع السكك الحديدية والنفط والغاز، وغيرها.
كما منح القذافي الأسطول الروسي إمكانية الوصول إلى ميناء بنغازي، ووفق التقرير في بوابة الحركات الإسلامية، تزوّد موسكو حكومة طبرق بالمشورة العسكرية والدعم الدبلوماسي في الأمم المتحدة.
ففي مايو 2016، طبعت موسكو ما يقرب من 4 مليارات دينار ليبي (حوالي 2.8 مليار دولار أمريكي) لصالح "البنك المركزي الليبي" وحوّلت هذا المبلغ إلى فرع موالي لحفتر. كما يعتقد البعض أنّ موسكو ما زالت تزود طبرق بالأسلحة عبر الجزائر،على الرغم من حظر الأسلحة المفروض من قبل الأمم المتحدة.
وفي سياق التوترات المتزايدة مع طرابلس، قام حفتر برحلتين إلى موسكو في النصف الثاني من عام 2016، وفي ينايرمن هذا العام، قام بجولة على حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنتسوف" اثناء عودتها الى روسيا من المياه السورية. وبينما كان على متن "كوزنيتسوف"، أجرى حفتر مكالمة فيديو مع وزير الدفاع الروسي سيرجى شويجو، وأفادت بعض التقارير أنه تحدّث عن مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط.
ووفق ما ذكرنا في تقارير من قبل، فإن دعم فلاديمير بوتين لحفتر لا يؤدي سوى إلى وقوع المزيد من القتال على المدى الطويل، ولكن ربما لن يحصل ذلك قبل أن يوفر الرئيس الروسي حلاً قصير الأمد يمكنه من خلاله الإدعاء بأنه حقق انتصار آخر سريع وسهل، ويمكنه أن يلهي به جمهوره المحلي بينما يستحوذ على دور حاسم في بلد يتحلى بأهمية استراتيجية على البحر الأبيض المتوسط، ولذلك، من المهم متابعة تحرّكاته في ليبيا في الأسابيع المقبلة.