سيناء.. مسلسل الإرهاب الذي لا ينتهي
السبت 25/مارس/2017 - 03:10 م
طباعة
أعلنت مصادر أمنية بشمال سيناء، أمس الجمعة 24 مارس 2017، عن مقتل ٣ عناصر تكفيرية وضبط ٢٢ مشتبهًا بهم، وتدمير عدد من البؤر الإرهابية الخاصة بالعناصر التكفيرية، خلال حملة أمنية موسعة بمناطق مكافحة الإرهاب بالمحافظة.
وقالت المصادر إن قوات الجيش والشرطة نفذت حملة أمنية موسعة بمناطق جنوب العريش والشيخ زويد ورفح، لملاحقة فلول العناصر التكفيرية والقضاء على البؤر الإجرامية والعناصر التكفيرية أسفرت عن مقتل الـ٣ عناصر تكفيرية، بجانب ضبط عدد من المشتبه بهم، الذين يجرى فحصهم عن طريق الجهات المعنية لبحث مدى تورطهم في الأحداث التي تشهدها المحافظة.
وأضافت أنه تم حرق وتدمير عدد من البؤر الإرهابية من المنازل والعشش التي تستخدمها العناصر التكفيرية كقواعد انطلاق لتنفيذ هجماتها الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة، بجانب سيارات ودراجات نارية دون لوحات معدنية خاصة بالعناصر، وشهدت مناطق المداهمات عدة انفجارات نتيجة العمليات التي تنفذها القوات بهذه المناطق. من ناحية اُخرى حطمت مجموعة من العناصر التكفيرية كاميرات المراقبة أمام عدد من المحال التجارية في شارع القاهرة بمدينة العريش، وقال عدد من الأهالي إن عناصر تكفيرية نبهت على أصحاب المحال بعدم تركيبها مرة أخرى.
وأصيب مجندان من قوات الأمن بطلقات نارية من مجهولين في حادثين منفصلين، وتم نقلهما للمستشفى للعلاج، حيث تلقت أجهزة الأمن إخطارًا بإصابة المجند بدرى محمود سليم، ٢٢ سنة، من محافظة الشرقية، بطلق ناري بالقدم اليسرى، من مجهولين، أثناء وقوفه في محل خدمته بكمين أمنى على الطريق الدائري، جنوب مدينة العريش، كما تلقت إخطارًا بإصابة المجند عبدالناصر أحمد، ٢٢ سنة، من محافظة القاهرة، بطلق ناري بالقدم اليمنى، من مجهولين، أثناء وقوفه في محل خدمته بكمين أمنى في منطقة الخروبة غرب مدينة الشيخ زويد، وتم نقل المصابين إلى مستشفى العريش العسكري لتلقى العلاج وأخطرت الجهات المعنية للتحقيق.
وذكرت التحقيقات في حادث تعرض جرار زراعي لقذيفة مجهولة المصدر واستشهاد سائقه وإصابة ٥ فنيين خلال إصلاح خط الكهرباء المغذى لمدينتي الشيخ زويد ورفح، في منطقة السبيل بمدينة العريش أن الضحية كان يستقل جرارا زراعيا ويسحب السلك الكهربائي بين برجين، وحول الجرار الفنيون الذين يقومون بتركيب السلك على الأبراج، حيث تعرض الجرار إلى قذيفة مجهولة المصدر، أسفرت عن انفجاره وتحوله إلى حطام ما أدى إلى استشهاد السائق، وإصابة ٥ فنيين بينهم ٣ إصاباتهم بالغة.
اصبح هذا السيناريو يتكرر كثيرا في سيناء، وربما بنفس تفاصيله فبالعودة الى معظم الحوادث الارهابية التي تقع في شمال سيناء نجد نفس الكلمات قذيفة مجهولة المصدر، انفجار عبوة ناسفة في مركبة عسكرية.. الخ ما يوحي بان العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الامن في سيناء ضد تنظيم الدولة "ولاية سيناء" لم يتم تغطيها استخباراتيا بالشكل الكافي، فهي عمليات غير مدروسة نقدم فيها قواتنا الامنية للإرهابيين بشكل مجاني، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان تكلفة العمليات العسكرية باتت باهظة الثمن مما يؤدي في النهاية الى استنزاف موارد الدولة وقواتها في عمليات لا تؤدي المطلوب منها وهنا لابد لقوات الأمن من اعادة حساباتها والاهتمام بالجانب الاستخباراتي قبل تنفيذ اي هجوم على هذه الخلايا الارهابية التابعة لتنظيم الدولة، حتى يتحقق لهذه العمليات الهدف منها، نعم ان هذه القوات لا تحارب جيش نظامي ولكنها منذ ما يزيد على العامين تقوم بعمليات عسكرية ومحاربة هذه الخلايا الارهابية وقد استطاعت هذه الخلايا تطوير ذاتها وتقديم اشكال جديدة لم يقابله تطوير في عمليات القوات الامنية ولهذا السبب يسقط كل يوم شهداء من قواتنا الامنية، هذا ليس نقدا موجها لقوات الامن لكنه محاولة للإضاءة الجوانب الغير مضيئة، ومن ناحية أخرى فان التهاب الوضع في سيناء تتخذه الحكومة الحالية زريعة لتعطيل او تأجيل عمليات التنمية في هذه المنطقة رغم انه من الصحيح الاسراع بعمليات التنمية وتوطين المواطنين لزيادة القدرة على مواجهة الارهاب بجانب المواجهة العسكرية. ولابد من مشاركة المجتمع المدني والمثقفين في هذه الحرب على الارهاب لإنهاء هذا المسلسل السخيف الذي مللنا منه وكلفنا الكثير من الارواح والاموال.