بعد اتهامه بارتكاب مجازر الموصل.. "التحالف الدولي" يكشف حقيقة الأمر

الأحد 26/مارس/2017 - 06:43 م
طباعة بعد اتهامه بارتكاب
 
ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أمس السبت 25 مارس 2017، أنه في الوقت الذي تقوم فيه القوات العراقية بمشاركة التحالف الدولي بمعركة تحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، اتهم التحالف الدولي بقيادة أمريكا بمجازر جماعية للسكان المدنيين في المدينة جراء الغارات التي يقوم بها علي مواقع التنظيم، حيث أعلن التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة أنه فتح تحقيقا في التقارير التي تحدثت عن مجازر جماعية للسكان المدنيين في الموصل جراء غارات له الأسبوع الماضي.

بعد اتهامه بارتكاب
في هذا السياق، اعترف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش أمس بالقصف الذي خلف عشرات القتلى من المدنيين في الموصل، لكنه كشف عن أن العملية تمت بطلب من القوات العراقية.
وقال التحالف في بيان له إنه بعد الاستعراض الأوّلي لبيانات الضربات (…) ضربت قوات التحالف مقاتلين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية ومعدّاتهم بناء على طلب من القوات العراقية في 17 مارس في غرب الموصل في الموقع الذي قيل إن ضحايا مدنيين سقطوا.
وكان مسؤولون عراقيون أعلنوا السبت سقوط عشرات المدنيين في الجانب الغربي للموصل إثر ضربات جوية نفذت خلال الأيام الماضية في إطار عملية استعادة المدينة من الجهاديين.
وأشار بيان التحالف إلى احتمال سقوط 220 قتيلا بشكل غير متعمد خلال ضربات جوية لقوات التحالف منذ بداية مارس، لكنه أكد أن باقي الحوادث لا تزال قيد التحقيق.
ووفق وكالة رويترز فقد عاش أحد أحياء الموصل الجديدة الخميس مجزرة مروعة، لم تتكشف كل تفاصيلها بعد، فأكثر من 250 جثة انتشلت من تحت الأنقاض والركام، معظمها لنساء وأطفال، إثر ما قيل إنها ضربة جوية للتحالف الدولي استهدفت 3 منازل، ما دفع مجلس قضاء الموصل أمس الجمعة، إلى المطالبة بإعلان مدينة الموصل منطقة منكوبة، وفتح تحقيق بالمجازر التي ارتكبت فيها، مؤكداً أن ما تعيشه المدينة مأساة حقيقية.
ويتوقع مراقبون في الشأن العراقي أن تستمر العمليات العسكرية في الموصل، ولو بشكل مؤقت بالرغم من الخسائر المرتفعة في صفوف المدنيين، لافتين إلى أن خطة القصف المكثف امتداد لاستراتيجية أميركية عراقية تم إقرارها لتسريع استعادة الموصل، وهي الاستراتيجية التي كانت صحيفة “العرب” قد سبقت إلى الكشف عنها في عدد سابق.
وكان المقدّم عبدالأمير المحمداوي المتحدث باسم قوات الرد السريع المشاركة في معركة الموصل قال الجمعة، إن العمليات العسكرية ستتوقّف مؤقتا قبل أن تُستأنف باعتماد أساليب جديدة تناسب أكثر القتال في الأحياء المأهولة.
لكن قيادة العمليات المشتركة في العراق، أعلنت السبت أن “العمليات العسكرية في الجانب الأيمن من الموصل لم تتوقف وأنّ العمليات حاليا تدخل في مسار جديد”.
بعد اتهامه بارتكاب
ويتخوف محللون من وجود دوافع سياسية وراء اللّجوء إلى الكثافة النارية لاستعادة أحياء الجانب الغربي من الموصل، بهدف اختصار وقت المعركة وتحقيق انتصار سريع على داعش مطلوب من قبل الحكومة العراقية التي تواجه ضغوطا اقتصادية واجتماعية وأمنية كبيرة، وأيضا من الولايات المتّحدة التي وعدت إدارتُها الجديدة بهزيمة التنظيم والقضاء عليه.
وتدخل خطة الحسم في الموصل في سياق خطة أمريكية أوسع تستهدف هزم التنظيم في الرقة السورية، لكن المتحدث باسم الجيش الروسي إيغور كوناشنكوف اعتبر السبت أن إعلان محاصرة الرقة، والبدء الوشيك لمعركة استعادتها لا صلة له بالواقع.
ووفق بوابة الحركات الإسلامية، في 17 أكتوبر الماضي بدأت القوات العراقية عملية "قادمون يا نينوى" مدعوما بقوات "الحشد الشعبي" و"الحشد العشائري" و"البيشمركة" وطيران التحالف الدولي، بهدف تحرير الموصل من سيطرة تنظيم "داعش".
وفي أعقاب استعادتها الجانب الشرقي من مدينة الموصل، بدأت القوات العراقية في في 19 فبراير 2017 عمليات اقتحام الجانب الغربي للمدينة، الذي يمثل المعقل الرئيس للتنظيم، وذلك وسط أنباء عن خسائر بشرية فادحة بين السكان المحليين.وكشفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن ما يقارب 400 ألف عراقي لا يزالون محاصرين في غرب مدينة الموصل.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن نحو 255 ألف شخص نزحوا عن الموصل والمناطق المحيطة بها منذ أكتوبر وبينهم أكثر من مئة ألف شخص منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة بغرب المدينة في 19 فبراير.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، يري محللون أن معركة الجانب الغربي للموصل كانت من أصعب المعارك التي خاضتها القوات العراقية منذ انطلاق المعركة في أكتوبر الماضي، حيث أن الكثافة السكانية أكبر بكثير من الجانب الشرقي، وهذا كلف القوات العراقية مجهود أكبر للحفاظ علي سلامة أهالي المدينة.

شارك