اتفاقات "المصالح" .. توافق "براجماتى" بين القوى المتناحرة ام "تاجيج " جديد للصراع السورى
الأربعاء 29/مارس/2017 - 10:41 ص
طباعة
شكل الاتفاق النهائي بين "جيش الفتح" المؤلف من تحالف للقوى الجهادية المسلحة فى سوريا والميلشيات الشيعية التابعة لإيران حول الفوعة والزبداني فى سوريا توافق براجماتى لصراع "المصالح" الذى ربما يكون بداية لمزيد من التناحر فى سوريا او بداية لتوافقات اخرى جديدة داخل الساحة السورية .
الاتفاق الذى توصل اليه "جيش الفتح" العامل في إدلب، يوم الثلاثاء 29-3-2017م مع الجانب الإيراني قضي بإخلاء سكان بلدتي كفريا والفوعة، المواليتين بريف إدلب ومدينتي الزبداني ومضايا المحاصرتين في ريف دمشق كما نصت بنود الاتفاق، ايضا على وقف إطلاق النار لمدة ٩ أشهر، ويدخل حيز التنفيذ في منتصف ليلة (الثلاثاء – الأربعاء) في كل بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين ومدن وبلدات "تفتناز وبنش وطعوم وإدلب وبروما وزردنا وشلخ ومعرة مصرين ورام حمدان في محافظة إدلب، إلى جانب مدينة الزبداني وبلدتي مضايا وبقين بريف دمشق الشمالي الغربي، وأحياء جنوب دمشق، وتحديداً (يلدا ببيلا بيت سحم) التي تسيطر عليها فصائل الجيش السوري الحر.
ويقضي الاتفاق بإخلاء كامل لسكان بلدتي الفوعة كفريا بمدة زمنية قدرها٦٠ يوماً على مرحلتين في مقابل إخراج أهالي الزبداني و مضايا باتجاه الشمال السوري، ولا سيما نحو إدلب أو جرابلس بريف حلب الشمالي، على أن تبدأ عملية الإخلاء في الرابع من أبريل 2017م مع إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المذكورة، على أن يتم إطلاق سراح ١٥٠٠ أسير من سجون النظام، وذلك في المرحلة الثانية من الاتفاق وقد تم التأكيد على هذة البنود بعد لقاءات بين ممثلين الجانب الإيراني مع ممثلين عن "هيئة تحرير الشام" أحد أكبر فصائل "جيش الفتح" و حركة "أحرار الشام" ، في العاصمة القطرية الدوحة من جانبها أكدت وكالة أنباء "تابناك" الإيرانية، وجود مفاوضات سرية بين "هيئة تحرير الشام" وممثلين عن إيران، في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف البحث في مصير بلدتي كفريا والفوعة الواقعتين في ريف إدلب الشمالي، مشيرة إلى أن "زيد العطار" المعروف بـ "حسام الشافعي" القيادي في "هيئة تحرير الشام "شارك في المفاوضات هذا ولم تعلق السلطات الرسمية الإيرانية على هذه الأنباء لنفي أو تأكيد صحة هذه المعلومات.
يشار أن اتفاق "الزبداني ـ الفوعة وكفريا" والذي تم التوصل إليه نهاية عام 2015 بين جيش الفتح وإيران، بإشراف الأمم المتحدة، يشمل في مرحلته الأولى وقفاً لإطلاق النار في المناطق الثلاث ومن ثم إدخال مساعدات إنسانية، وخروج الثوار وعائلاتهم من الزبداني إلى مطار بيروت للانتقال إلى تركيا، مقابل خروج شبيحة من بلدتي "الفوعة وكفريا" إلى معبر باب الهوى التركي لنقلهم إلى لبنان ويشمل الاتفاق تثبيت وقف إطلاق النار في بلدات "مضايا وبقين ووادي بردى وسرغايا" في ريف دمشق، وفي ريف إدلب "الفوعة، وكفريا، وبنش، وتفتناز، وطعوم، ومعرة مصرين، ومدينة إدلب، ورام حمدان وزردانة وشلخ".
وجاء هذا الاتفاق بعد قيام ميليشيا "حزب الله" اللبنانية بمحاصر مدينة الزبداني وبلدة مضايا منذ أكثر من عام، حيث عاني أهالي المنطقة من أوضاع معيشية صعبة بسبب فقدان المواد الغذائية فيها، وخاصةً الطحين وحليب الأطفال، إضافةً إلى المواد الطبية، حيث تم توثيق عشر إصابات بمرض "التهاب السحايا الفيروسي"، كما صعدت من قصفها على مدينتي مضايا وبقين شمال غرب دمشق بعشرات القذائف المدفعية، ما تسبب بوقوع العديد من الإصابات في صفوف المدنيين بأكثر من 25 قذيفة مدفعية و20 قذيفة هاون، إضافة إلى قنص عناصر "حزب الله" أي مدني يتحرك في الشوارع. كما استهدفت الميليشيات المسجد الشمالي في مدينة مضايا بعدة قذائف مدفعية من حاجز قلعة التل، ما تسبب بدمار أجزاء منه.
وتعاني بلدة مضايا في ريف دمشق الغربي من حصار خانق من قبل ميليشيا "حزب الله" والتي تمنع إدخال أي من المواد الغذائية والمحروقات للشهر الثالث على التوالي، بالتزامن مع استهداف قناصتها لأي شخص يتحرك داخل البلدة وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت فى بداية عام 2017م تدمير النظام السورى لآخر نقطة طبية في مدينة مضايا وخروجها عن الخدمة وبحسب التقرير شنت قوات الأسد والميليشيات الشيعية الموالية له أبرزها ميليشيا حزب الله، حملة عسكرية على مضايا استخدمت فيها البراميل المتفجرة وقذائف الهاون وصواريخ أرض - أرض التي أطلقتها الحواجز العسكرية المحيطة بالبلدة، أبرزها: "حاجز قلعة التل، وحاجز قلعة الكرسي، وحاجز الحرش" وقد تسببت هذه الحملة بحسب التقرير بدمار كبير في البنية التحتية للمدينة وكانت المناطق المستهدفة عبارة عن مناطق مدنية ولا وجودَ فيها لأية مراكز عسكرية أو مخازن أسلحة تابعة لفصائل الثوار أثناء الهجوم أو حتى قبله في حين حاصر "جيش الفتح" بلدتي الفوعة وكفريا شمال إدلب، والتي تضم ميليشيات عسكرية تابعة لإيران.
مما سبق نستطيع التأكيد على ان الاتفاق النهائي بين "جيش الفتح" المؤلف من تحالف للقوى الجهادية المسلحة فى سوريا والميلشيات الشيعية التابعة لإيران حول الفوعة والزبداني فى سوريا ماهو الا توافق براجماتى لصراع "المصالح" الذى ربما يكون بداية لمزيد من التناحر فى سوريا او بداية لتوافقات اخرى جديدة داخل الساحة السورية .