العاهل الأردني يقدم رؤية العرب لمستقبل السلام في المنطقة
الثلاثاء 04/أبريل/2017 - 02:22 م
طباعة
نشرت وكالة الاسوشيتيد برس تقريرا مطولا عن أهداف زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والمقرر أن تبدأ غدا الأربعاء، حيث يعتزم العاهل الأردني التوصل إلى اتفاق عربي حول السلام في منطقة الشرق الأوسط خلال لقاءه مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، الاتفاق الذي نتج عن القمة العربية الأخيرة والتي عقدت في العاصمة الأردنية الأسبوع الماضي، والذي يقضي بالاعتراف باسرائيل مقابل اقامة دولة فلسطينية، الخطة العربية والتي تم إحياؤها مرة أخرى تعكس الحرص العربي إلى جانب حرص الإدارة الأمريكية الديدة بقيادة ترامب على التوصل إلى اتفاق واستئناف المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة.
وكان القادة العرب جددوا خلال القمة السنوية لاجتماع جامعة الدول العربية، والتي عقدت الاسبوع الماضي قدموا إلى إسرائيل عام 2002، وذلك باعترافهم بالدولة الإسرائيلية مقابل إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وقد عمدت إسرائيل، من بين أمور أخرى، إلى أن تعترض، على الانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967، وسعت دون جدوى إلى إعادة التفاوض بشأن الاقتراح الأولي.
ووصف أيمن صفدي وزير الخارجية الاردني، محاولة الملك عبد الله في التوصل مع الإدارة الأمريكية إلى اتفاق بين إسرائيل والعالم العربي والإسلامي بـ"المصالحة التاريخية بين اسرائيل والعالم العربي بأسره".
يصاحب العرض المقدم من المللك عبد الله تحذيرا بأنه في حال الفشل ستتفاقم الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، كما سيقوض مساعي أهداف إدارة ترامب لاحتواء إيران، وهزيمة متطرفي تنظيم "داعش" الإرهابي.
من جانبه قال جونسون جرينبلات، المبعوث الدولي للرئيس الأمريكي أن الملك عبد الله يعكس اهتماما خاصا، ومصلحة شخصية في التوصل إلى اتفاق إسرائيلي - فلسطيني.
في الوقت الذي لم تفصح فيه الإدارة الأمريكية لم عن نوع الاتفاق الذي تسعى إليه، ولكنها تستبعد أيضا المقترحات البديلة المطروحة منها حل الدولتين والذي يلقى دعما عالميا، وقبولا من الرؤساء الامريكيين السابقين.
ويسعى المبعوث الأمريكي لترامب في الحصول على التزام من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، لوقف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية التي دمرتها الحرب، وأيضا لتخفيف القيود الاقتصادية المفروضة على الفلسطينيين، وهي خطوة أميركية تقليدية عند محاولة استئناف المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية.
وكان المسؤولون الفلسطينيون قد أثنوا على مساعي المبعوث الأمريكي، الذين قالوا انه كان منفتحا بشكل مدهش على مخاوفهم خلال "جولة الاستماع" الأخيرة فى المنطقة.
وكان الرئيس ترامب قد أعرب في وقت مبكر، تأييده القوي لإسرائيل، مما أثار حفيظة العالم العربي، كما تعالت هتافات المتشددين.
وقد حاولت الادارة منذ ذلك الحين عمل توازن فى بعض القضايا، كما أرجأت وعدها بنقل السفارة الامريكية فى إسرائيل إلى القدس المتنازع عليها، الأمر الذي حذر مه الملك عبد الله الثاني، حليف الولايات المتحدة في المنطقة، في أن مثل هذه الخطوة ستؤجج التطرف.
ويرى البعض أن الأحداث الأخيرة يمكن أن تخلق بابا جديدا لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، على الرغم من وجود تكهنات بعدم وجود خطة واضحة لدى البيت الأبيض لمنطقة الشرق الأوسط.
وقال محللون أن اهتمام ترامب الشخصي بالاتفاق يتناقض مع نهج الرئيس السابق باراك أوباما، وأن العلاقات الودية للرئيس الحالي مع نتنياهو يمكن أن تعطيه نفوذا أكبر مع إسرائيل.
وويؤكد اجتماع البيت الابيض مع الملك عبد الله الثاني ثقة الجانب الأمريكي في الأردن كوسيط في الشرق الاوسط ويزيد من مكانته كمحكم للتوافق العربي.
وقال مسؤول حكومي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس أن الأردن تسعى إلى تعهد أميركي قوي بمحاولة واشنطن لإحياء جهود السلام، وإقناع إسرائيل بالمشاركة في محادثات ذات مصداقية حول إقامة دولة فلسطينية.
يذكر أنه لم تجر أي محادثات جدية بين إسرائيل وفلسطين منذ انتخابات نتانياهو عام 2009. ولم يتراجع نتنياهو رسميا عن مبدأ الحل القائم على وجود دولتين، لكنه لم يذكره في الآونة الأخيرة، في ظل معارضة معظم أعضاء حكومته للفكرة.
ووفقا لما تناقلته وسائل الإعلام فإن نتانياهو قال لوزراء حكومته الاسبوع الماضى أنه من المهم بالنسبة لإسرائيل أن تظهر حسن نيتها، وألا تبدو أمام الإدارة الأمريكية على أنها عقبة في سبيل أي أمريكية؛ على الرغم من أن المحادثات مع الولايات المتحدة حول تباطؤ بناء المستوطنات لم تؤد إلى نتائج، في الوقت الذي وافقت فيه إسرائيل الأسبوع الماضي على بناء مستوطنة جديدة.
وقال مبعوث نتانياهو مايكل اورين الذي التقى مؤخرا مع غرينبلات ان اسرائيل تريد من الدول العربية ان تتخذ خطوات ملموسة "لاظهار انها لا تتحدث فقط عن السلام بل انها تعني ذلك فعلا".
وقد أعرب مايكل أورين مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي عن تطلع بلاده أن يشمل الاتفاق "التطبيع" مع بقية الدول العربية.
الاجتماع المقرر عقده غدا يتضمن مناقشة سبل مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على الأراضي في العراق وسوريا المجاورة، خاصة بعدما تعرضت الأردن في العامين الماضيين لسلسلة من الهجمات الإرهابية مما يعكس بأن التنظيم يشكل تهديدا داخليا وخارجيا للأردن الموالي للغرب.
يذكر أن الأردن يعد جزءا من التحالف العسكري الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش خلال العامين الماضيين، حيث استضاف مدربين عسكريين غربيين، والقيام بضربات جوية ضد أهداف الدولة الإسلامية من على أرضه، وكان مسؤول كبير في البيت الأبيض وصف الأسبوع الماضي الاردن بانه شريك "حاسم" اميركي في مكافحة المتطرفين.