عزة الدوري .. بين مغازلة "ترامب" والتبرأ من محرقة حلبجة

الأحد 09/أبريل/2017 - 05:50 م
طباعة عزة الدوري .. بين
 
رغم اختفائه عن الأنظار، منذ عملية الغزو الأمريكي علي العراق، أصدر الأمين العام لحزب "البعث" المحظور في العراق، عزة الدوري، خطابا جديدا بمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيس حزبه.
عزة الدوري .. بين
وقال الدوري في بيانه "إننا استقبلنا تصريحات ترامب قبل فوزه وبعد فوزه بكل إيجابية واحترام خصوصا قوله "أكبر خطأ اقترفته أمريكا في تاريخها هو غزو العراق"، مضيفًا: "مرت مناسبتان مرتان وحزينتان وهما جريمة غزو العراق واحتلاله، وجريمة محرقة حلبجة التي ذهب ضحيتها المئات من شعبنا الكردي من الرجال والنساء والأطفال دون ذنب اقترفوه"، مدينا "هذه الجريمة بشدة كائن من كان فاعلها.
وفي اعقاب اختفاء الدوري قامت القوات المسلحة الأمريكية برصد عشرة ملايين دولار لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقاله أو قتله، ووُضعت صورته على "كارت" ضمن مجموعة أوراق لعب لأهم المطلوبين من قبلها، حيث كان المطلوب السادس للقوات الأمريكية، نُسب له الإشراف على الكثير من العمليات المسلحة، كما قام بتأسيس أكبر فصيل مقاوم في العراق تحت مسمى "القيادة العليا للجهاد والتحرير"، واُنتُخب قائدًا أعلى لهذه الحركة، كما نُسبت له مجموعة من التصريحات التي تدعو قطاعات مختلفة من الشعب العراقي لمقاومة الأمريكيين.
لم يتم القبض على "الدوري"، وأعلن حزب البعث العراقي نبأ وفاته في 11 نوفمبر 2005 ولكن الحزب نفى ذلك لاحقًا. 
تقلد الدوري منصب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي - القطر العراقي بعد صدام حسين.
ووفق وكالة روسية، يقول رئيس تحرير صحيفة الصباح الجديد العراقية إسماعيل زاير "إن شخصية عزت الدوري هي شخصية كاريكاتيرية، ليس هو فقط، وإنما حزبه أيضا، والمتضررون ينظرون إلى هذه المؤسسة بحزن لما فعلته بهم من الآلام وإيذاء، وفي نهاية المطاف فإن كلام هذا الشخص لا يعتد ولا يأخذ به، كما  يقال في العرب، ما زاد حنون في الإسلام خردلة ولا النصارى لهم شأن بحنون".
وأضاف زاير: "إن حزب البعث العراقي لم ولن يكون قادرا على استخلاص أي سياسة سليمة منطقية في الواقع، وأصبح في وقته وبالا على المواطنين وعلى السياسة الدولية، لذلك نحن نعتقد أنه كلما مر الوقت تحول هذا الحزب إلى هيكل كاريكاتيري ساخر أكثر منه منظمة جدية، وكان لدى هذا الحزب فرصة في أن يصحح سياساته وأن يعبر عن مواقف وبرامج جديدة يمكن أن تمنحه فرصة في أن يعود إلى الساحة السياسية، لكن دون جدوى".
عزة الدوري .. بين
ويقول محللون، إنه ليس هناك من يثبت إن عزت الدوري المطلوب للقضاء العراقي مازال على قيد الحياة، فقط أصوات تخرج على أساس أنها تمثل عزت الدوري، وهذا ما لا يمكن إثباته، ولكن هذا النفاق مازال موجود عند أزلام النظام السابق، فبعد أن كانوا يطالبون في المقاومة وضرب المحتل الأمريكي، اليوم نسمع تناغم وخضوع حقيقي لهذه الشخصيات للولايات المتحدة ولترامب، والدوري يحاول القول إن حزب البعث العراقي مازال موجود وأنه ضد العملية السياسية والتغيير الذي حدث على يد المحتل الأمريكي، لكن كل المعطيات تشير إلى أن حزب البعث غير موجود على الساحة العراقية".
ويروا أن ترامب يحاول على ما يبدو كبح جماح الطبقة السياسية الإسلامية التي تحكم العراق منذ الاحتلال الأمريكي، ولكن لغاية اللحظة فان سياسية ترامب غير واضحة تجاه العراق، وعلى مايبدو أن ليس لدى السيد ترامب خبرة سياسية، وإنما خبرة اقتصادية، لذا قد يكون حزب البعث العراقي المحظور يتطلع إلى هذا الأمر".
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير مفصل لها عن الدوري، أنه في أواخر عام 2012، كشف القيادي في ائتلاف دولة القانون سامي العسكري- أن الدوري غادر إلى السعودية، وسُئل الدوري عما إذا كان يتوقع تغيراً للوضع العراقي بعد الانتخابات، فأكد أن الوضع "سيزداد سوءاً"، ناصحاً شعب العراق بحل وحيد "هو التوحد والالتفاف حول مقاومته الباسلة وخلف قواه الوطنية والقومية والإسلامية لكنس هذه العملية" السياسية.
وكانت الحكومة العراقية قد حملت السعودية مسئولية ما وصفته بجرائم خطيرة في العراق، وهذه أول مرة، منذ تفجر الأزمة الحالية في العراق، تتهم فيها الحكومة العراقية صراحة السعودية بالمسئولية عما تراه بغداد "دعمًا للإرهاب".
وذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية، آنذاك أن الرجل الثاني في نظام صدام حسين، عزة الدوري، هو من قاد "داعش" نحو بغداد لإسقاط الحكومة العراقية. 
ونقلت الصحيفة عن مصادر مخابراتية، أن "الدُوري" شكل تحالفًا من جنود صدام السابقين ومقاتلي داعش، مؤكدة أن الدوري خاض معارك داميةً مع الجيش العراقي.
في نفس السياق، كانت مصادر كشفت أن كلًا من تنظيم داعش بالعراق، وجيش النقشبندية الذي يقوده عزت الدوري والبغدادي اتفقوا على أن يتولى القيادة العسكرية لتنظيم داعش بالعراق ضباط سابقون، يتم ترشيحهم من قبل القيادات التابعة لعزة الدوري 
واتفقوا أيضًا على إبعاد أي قيادة غير عراقية من التنظيم وعدم السماح للمقاتلين غير العراقيين بمشاركة داعش العراق.
يُشار إلى أنَّ "النقشبندية" هي أكبر الطرق الصوفية، وتنتشر في تركيا وسورية وفلسطين وكردستان كما باقي شمال العراق.
لمعرفة المزيد عن عزة الدوري أضغط هنا 

شارك