هل ننتظر تكفير داعش للحرب عليهم؟
السبت 15/أبريل/2017 - 02:23 م
طباعة
من وقت لأخر ترتفع الأصوات المطالبة للأزهر وهو أكبر مؤسسة دينية سنية في العالم بتكفير تنظيم الدولة في العراق والشام "داعش" وكأن اعلان كهذا حينما يطلقه الأزهر سيكون كلمة السر في اختفائها وتلبية لهذا الطلب
أكد الدكتور علي محمد الأزهري، أستاذ الفلسفة، وعضو هيئة تدريس الأزهر، أن الدواعش كفار ويجب قتالهم، وفقا لما نقله ابن تيمية عن بعض المذاهب الفقهية.
وتابع الأزهري، في كتابه "داعش في ميزان الإسلام"، إن ابن تيمية ينقل رأيًا بتكفير الدواعش ووجوب قتالهم، فقال "فإن الأئمة متفقون على ذم الخوارج وتضليلهم وإنما تنازعوا في تكفيرهم، على قولين مشهورين في مذهب "مالك" و"أحمد" وفي مذهب "الشافعي" أيضًا نزاع في كفرهم، ولهذا كان فيهم وجهان في مذهب "أحمد" وغيره على الطريقة الأولى: أحدهما أنهم بغاة، والثاني أنهم كفار كالمرتدين يجوز قتلهم ابتداءً وقتل أسيرهم واتباع مدبرهم ومن قدر عليه منهم استتيب كالمرتد فإن تاب وإلا قُتل.
وشدد عضو هيئة التدريس بالأزهر، على أن شيخ السلفية قال في مجموع الفتاوي بأن المسلمون أجمعوا على وجوب قتال الخوارج إذا فارقوا جماعة المسلمين كما قاتلهم علي -رضي الله عنه.
الاشكالية هنا ان الدكتور المحترم استند الى فتوى من فتاوى ابن تيمية هذا الذي أسس لعنف داعش وارهابها هي وأمثالها من فتوى التترس وغيرها وهو أيضا صاحب الفتاوى المتعددة للعمليات الانتحارية التي يقوم بها الأفراد بتفجير انفسهم فيما يطلقون عليه العدو بغض النظر عن ايمانه وكفره الذي لا يعلمه بالقطع الا الله، فتاوى ابن تيمية التي تحرم بناء الكنائس وتدعوا لهدمها، كما تدعوا للتضييق على النصارى حسب قوله في الطرقات، فهل يؤسس دكتور الأزهر ان يكون ابن تيمية مرجعيتنا في التعامل مع الأخر؟ والاشكالية الثانية في خطاب فضيلة الدكتور انه وضع داعش موضع الخوارج وشتان الفارق فيما بينهما ما يؤكد ان فضيلة الدكتور ليس لدسه دراية كاملة بمرحلة تاريخية مهمة من مراحل التاريخ الاسلامي والتي تأسس على أثرها الفرق والمذاهب. هذا بخلاف قراءة الواقع من خلال نظرة ماضوية هي نفسها آلية هذه الجماعات الارهابية فدكتور الأزهر يفعل ما تفعله داعش وأخواتها وهو نفي التاريخ والاجتماع بعودتنا الى لحظة ماضوية والحكم علينا بها بغض النظر عن السياقات الاجتماعية والسياسية والفكرية وحالة التطور التي وصلنا لها، وكأنه يعيدنا لركوب الخيل والابل لان الأوائل انتصروا بها ونشر الاسلام على صهواتها، هل هذا هو الخطاب التجديدي الذي يتبناه الأزهر؟