بعد اتهامها بشكل مبدأي.. لماذا أقبلت "جبهة النصرة" على جريمة كفريا والفوعة؟

السبت 15/أبريل/2017 - 08:42 م
طباعة بعد اتهامها بشكل
 
فيما يعكس مدى عدم أخلاقية الحرب الدائرة في سورية منذ نحو 6 سنوات دون أي مؤشرات لحلول قريبة تلوح في الأفق، فبعد أيام من من أحداث خان شيخون التي زعمت خلاله الولايات المتحدة ان قوات الأسد شنت فيه طلعات جوية استخدمت فيها غازات سامة، ضد عناصر المعارضة ما ادى إلى وفاة نحو 100 معارض، انفجرت سيارة مفخخة في قافلة من الحافلات تقل نازحين من بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للحكومة السورية (عناصر شيعية) كانوا في طريقهم إلى مدينة حلب. 
وتفيد تقارير إعلامية حكومية بأن الحادث أسفر عن مقتل 39 شخصا على الأقل، كما أدى إلى تهشم نوافذ الحافلات واشتعال النيران في السيارات وتناثر الجثث في المكان، وكانت عشرات الحافلات تنتظر عند نقطة تفتيش تابعة للمعارضة المسلحة عندما وقع التفجير، وتشير تقارير إلى أن القوات الروسية تحركت لحماية مسلحي المعارضة الذين تم إجلاؤهم من عمليات انتقامية.

بعد اتهامها بشكل
وأشار نشطاء سوريون إلى ان جبهة النصرة هي أشد المتهمين بالوقوف وراء الحادث الإرهابي، وانها تخشى تفريغ تلك المناطق التي تتواجد فيها من المدنيين فتصبح بذلك بين فكي الرحا قوات الجيش السوري من جهة، وقوات المعارضة المسلحة التي تزعم أنها تحارب هي الآخرى الإرهاب، لذلك ووفق تقارير اولية فإن "جبهة النصر" هي المتورطة في العملية بشكل مباشر.
وكان سيتم إجلاء 30 ألف شخص من بلدتين تسيطر عليهما المعارضة المسلحة وبلدتين تحت سيطرة الحكومة، ووفقا لوكالة فرانس برس فإن نحو خمسة آلاف من الموالين للقوات الحكومية و2200 من مسلحي المعارضة ما زالوا عالقين، الأمر الذي وصفته تقارير صحافية إنه تهجير على أساس طائفي، وأول أشكال التهجير الدمجرافي في سورية.
وفي الشهر الماضي وصفت الأمم المتحدة الوضع في بلدتي كفريا والفوعا المواليتين للحكومة وفي بلدتي مضايا والزبداني اللذين تسيطر عليهما المعارضة المسلحة بأنه "كارثي"، وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 64 ألف مدني "محاصرون في دائرة من العنف اليومي والحرمان".
ووردت تقارير عن أن القنبلة انفجرت نحو الساعة 15:30 بالتوقيت المحلي (12:30 بتوقيت غرنيتش) في نقطة التفتيش التي كان من المعتزم أن يتم عندها التبادل بين الجانبين، وقالت وسائل إعلامية حكومية إن عدد القتلى 39 شخصا بينما نقل موقع حلب24 الاخباري عن موقعه قوله إن 60 شخصا قتلوا، وأظهرت صور من موقع التفجير جثثا ملقاة على الأرض أمام حافلات متفحمة.

بعد اتهامها بشكل
وتشير تقارير صحافية إلى أن هذا النوع من التبادل جرى من قبل ولكن على نطاق أضيق، وأنه توجد شكوك عما إذا كانت العملية ستجري، ام لا لكنها نجحت بفعل الرعاية الروسية، وقالت وكالة فرانس برس إن الهلال الأحمر الروسي كان يوزع الطعام والماء على الذين تم إجلاؤهم، ومن بينهم 3700 مدني، وقال المرصد، ومقره بريطانيا، إن تأجيل تنفيذ الاتفاق ناجم عن أن مسلحي المعارضة في الزبداني، إحدى البلدات التي شملها الاتفاق، لم يحصلوا على الإذن بخروج آمن حتى الآن.
ويعد الاتفاق واحدا من عدة اتفاقات جرت في الشهور الأخيرة استعادت بموجبها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد سيطرتها على المناطق التي تحاصرها قواته والقوات الموالية له منذ أمد طويل.
وكان الآلاف من أهالي ومسلحي بلدات كفريا والفوعا (في ريف إدلب) ومضايا والزبداني (في ريف دمشق) خرجوا إلى إدلب وحلب بموجب اتفاق "المدن الأربع"، الذي تم التوصل إليه بين السلطات السورية والفصائل المسلحة، وينص الاتفاق على دخول حافلات كفريا والفوعة إلى حلب وحافلات الزبداني إلى إدلب في وقت متزامن.
وأفاد نشطاء سوريون في وقت سابق بأن فصائل المعارضة المسلحة تعرقل استكمال تنفيذ اتفاق البلدات الأربع، إذ لا تزال حافلات الخارجين من الفوعة وكفريا ومضايا، متوقفة عند الأطراف الغربية لمدينة حلب، حيث تنتظر قافلة مضايا بدء تحركها نحو محافظة إدلب، فيما تنتظر قافلة الفوعة وكفريا دخولها إلى مدينة حلب. 
كانت الدفعة الاولى من سكان بلدتي “كفريا والفوعة” المواليتين للنظام بريف ادلب، بدأت بالاستعداد للخروج من المدينة في وقت سابق، بموجب الشروط التي فرضتها إيران على الهدنة الموقعة بين موسكو وقوات المعارضة لإخراج المدنيين من حلب.
وبات من المزمع خروج عدد موازٍ تقريباً لعدد النازحين (المهجّرين) من حلب، من بلدتي “الفوعة وكفريا” ولكن ليس باتجاه حلب كما أشيع، وإنما باتجاه منطقة “البارودية” في مدينة حماة، حيث من المزمع أن تتوجه قوافل الذين تم إجلاؤهم من البلدتين المذكورتين إلى منطقة “أبراج البارودية” بمدينة حماة وهي أبراج تابعة للنظام السوري في المدينة.

بعد اتهامها بشكل
يذكر أن قراراً صدر عن وزارة الإسكان والتعمير في حكومة النظام، بتحويل تلك الإبراج إلى شقق صغيرة لإيواء نازحي ريف حماة الشمالي الفارين من العمليات العسكرية فيها، وذلك بتاريخ الخامس عشر من شهر أكتوبر 2016، قبل أن تضع إيران يدها على تلك الأبراج قبل أشهر، وتمنحها لسكان الفوعة وكفريا الآن.

شارك