مابين الفرار من الموصل والاحتفال بالعيد ..."الالام القيامة"
الثلاثاء 18/أبريل/2017 - 11:31 ص
طباعة
الوضع في العراق محير ويثير الفزع والامل في نفس الوقت فقد اعلنت الامم المتحدة فرار نحو نصف مليون شخص من ديارهم في الموصل منذ بدء العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على المدينة العراقية من قبضة تنظيم داعش.
وقالت ليز غراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق إن أسوأ الاحتمالات التي وضعت، عند بدء القتال، كان فرار ما يصل إلى مليون مدني. وأضافت أن العدد وصل إلى أكثر من 493 ألف شخص، تركوا كل شيء تقريبا وراءهم.
وتقدر الأمم المتحدة أن نحو خمسمئة ألف شخص مازالوا في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، بما في ذلك 400 ألف في المدينة القديمة المكتظة بالسكان.
ويعمل الشركاء في المجال الإنساني على مدار الساعة لتوسيع مواقع الطوارئ والمخيمات لإيواء مئات الآلاف الذين قد يفرون من المدينة خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
وقالت غراندي إن حوالي مليوني شخص قد تلقوا المساعدات المنقذة للحياة منذ بدء القتال، مضيفة أن المنظمات على الخطوط الأمامية توفر الغذاء والماء والمأوى وإمدادات الطوارئ والمساعدة الطبية بالإضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي.
وذكرت أن المساعدات تصل إلى الأسر التي فرت وتلك التي ظلت في الموصل. وأكدت غراندي أن الوكالات الإنسانية تفعل كل ما بوسعها، ولكن المعركة طويلة في حين أن العملية التي تستهدف المدينة القديمة لم تبدأ بعد.
وذكرت المسؤولة الدولية أن المعركة في غربي الموصل أكثر شدة عن العملية التي جرت في الشرق. وأضافت أن هناك الكثير من الإصابات بالجروح، والمنازل المدمرة فيما يتناقص مخزون الغذاء بشكل متسارع وتتعرض الأسر لمخاطر كثيرة بسبب عدم توفر مياه الشرب.
وقالت غراندي إن المدنيين في الموصل يواجهون مخاطر مروعة، إذ يتعرضون لإطلاق النار والقصف، في ظل نفاد الإمدادات وشح الأدوية وانقطاع المياه. وشددت على عدم وجود ما هو أهم من حماية المدنيين. ووفق القانون الإنساني الدولي تـُلزم جميع أطراف الصراع بفعل كل ما يمكن لحماية المدنيين وضمان توفر المساعدات التي يحتاجونها، والحد من الأضرار التي تلحق بالبنية الأساسية.
وفي سياق متصل احتشد مئات المسيحيين العراقيين، في كنيسة لحقت بها أضرار على يد تنظيم الدولة الإسلامية شمالي الموصل للاحتفال بعيد القيامة للمرة الأولى منذ 2014.
قال كرياكوس إشو (75 عامًا) الذي جاء بصحبة أبنائه وأحفاده وعددهم 12 إلى كنيسة مار جرجس الكاثوليكية الكلدانية في تل أسقف "إن شاء الله عيد قيامة المسيح ستكون مناسبة لعودة المسيحيين وقيامتهم في العراق".
ولم تشهد تل أسقف نفس قدر الدمار الذي شهدته مدن مسيحية أخرى اجتاحتها الدولة الإسلامية قبل ثلاث سنوات في سهول نينوى. وطردت قوات البشمركة الكردية متشددي التنظيم من تل أسقف بعد أسبوع واحد من سقوطها في يد الدولة الإسلامية في أغسطس آب 2014. ويوم الأحد وقفت قواتهم لحراسة الكنيسة.
ومرت نسمة عليلة على مبنى الكنيسة الأبيض فيما أنشد الكورال ترانيم بالكلدانية وهي لغة قريبة من الآرامية التي تحدث بها السيد المسيح. وانتهى القداس بتوزيع جماعة "إنقاذ مسيحيي الشرق"، وهي جماعة فرنسية خيرية، مشروبات وبيض ملون في الساحة الداخلية للكنيسة.
واستهدفت الدولة الإسلامية كل من هم ليسوا مسلمين سنة الذين عاشوا تحت حكمها وفرضت عقوبات قاسية على السنة الذين رفضوا الالتزام بتفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية. وحددت الدولة الإسلامية ثلاثة خيارات لمسيحيي المنطقة وهي دفع الجزية أو التحول للإسلام أو القتل بالسيف ففر أغلبهم لكردستان العراق عبر نهر الزاب إلى الشرق.