الأب "جاك هاميل".. شهيد الإرهاب بفرنسا علي خطوات القداسة
الثلاثاء 18/أبريل/2017 - 04:19 م
طباعة
الشهداء لايموتون بل يكتبون بدمهم تاريخ جديد وفي سياق تكريم القس الفرنسي جاك هاميل الذى قتل في صلاة القداس عن عمر يناهز ال80 افتتحت أبرشية روان الفرنسية طلبًا رسميًا لتطويب الأب جاك هاميل شهيدًا، بعدما ذبح في 26 يوليو من العام الماضي من قبل إرهابيين فرنسيين من أصول مغربية خلال احتفاله بالقداس الصباحي بكنيسته الواقعة شمال غرب البلاد.
وكان البابا فرنسيس قد احتفل بقداس عن راحة نفس الكاهن، واصفًا إياه بالشهيد، سابقًا بذلك الإجراءات الرسمية لإعلان ذلك. وقال في عظته: "قتل الأب جاك هاميل فيما كان يحتفل بذبيحة صليب المسيح. لقد كان رجلاً صالحًا ومتواضعًا، رجل أخوّة يسعى على الدوام على إحلال السلام وقد قتل كالمجرمين، هذا هو خط الاضطهاد الشيطاني".
وأضاف: "وسط الصعوبة التي عاشها وإذ كان يشعر بما ستؤول إليه هذه المأساة لم يفقد هذا الرجل الصالح والمتواضع وضوح الرؤية والمعرفة فأدان ولفظ اسم القاتل بوضوح بالقول: تباعد عني أيها الشيطان. لقد بذل حياته من أجلنا. بذل حياته لكي لا ينكر يسوع. أعطى حياته في تضحية يسوع على المذبح، ومن هذا المذبح أدان مُضطهده قائلاً: تباعد عني أيها الشيطان".
وختم قداسته بالقول: "إنه مثال للشجاعة، ومثال لبذل الذات وبناء الأخوة بين البشر. فليساعدنا مثاله جميعًا لكي نسير قدمًا بلا خوف. كما وعلينا أن نصلي من أجله ونطلب منه هو الذي يقيم الآن في السماء لأنه شهيد والشهداء هم طوباويون، أن يعطينا التواضع والأخوة والسلام ولاسيما الشجاعة لنقول الحقيقة بأن القتل باسم الله هو أمر شيطاني".
وكانت راهبة تدعي دانييل شاهدة على الهجوم الذي شنّه إرهابيان على كنيسة في بلدة سانت إتيان دو روفري في منطقة النورماندي حيث احتجزا رهائن وذبحا كاهناً. وبعد بضع ساعات من الإدلاء بإفادتها أمام المحققين، تحدّثت لقناة "فرانس 2" عن "الخوف" الذي شعرت به. تقول الأخت دانيال: "عندما رأيتهما يدخلان، قلت في نفسي انتهى الأمر". وتروي كيف توجّها نحو الأب جاك هامل الذي كان لا يزال مرتدياً ثوب القداس عند أسفل المذبح، وأرغماه على الركوع وعدم الحراك. تضيف: "عندما رأينا السكين في اليد اليمنى، عرفنا أن شيئاً ما سيحدث. كان الأب هامل قد انتهى للتو من الاحتفال بالقداس، وقد أخذا مكانه على المذبح وراحا يتكلمان باللغة العربية، لم أفهم جيداً ما قالاه، لكنهما قالا كلاماً معناه أنتم المسيحيين تقومون بإلغائنا". تتابع الأخت دانيال وقد بدت عليها علامات التأثر: "الهجوم على جاك بهذه الطريقة تصرّف جبان". ورداً على سؤال إذا حاول مقاومتهما، أجابت الأخت دانيال: "حاول أن يقاومهما، لكن عمره 86 عاماً. لقد أدرك ما سيحدث".
لم تشهد الأخت دانييل على مقتل الأب هامل، فقد تمكّنت من الفرار قبل أن يقوم المهاجمان بذبحه. تروي: "خرجت راكضة من الكنيسة وأوقفت أول سيارة كانت تمر في المكان. وقد اتصل سائقها على الفور بالشرطة من هاتفه
وكانت بلدية إيرمون الواقعة شمال باريس قد كرمت الأب جاك هاميل، الكاهن الفرنسي الذي قُتل بوحشيّة على يد ارهابيي داعش بتسميّة ساحة باسمه.
وحضرت مختلف الجماعات الدينيّة في البلدة وعائلة الكاهن حفل تكريس الساحة في ٢٢ يناير. وصرّح رئيس بلدية إيرمون ان الساحة لم تكن تحمل اسماً من قبل وهي تقع مقابل مركز رعيّة البابا يوحنا بولس الثاني الذي ينظم لقاءات كاثوليكيّة ومسكونيّة.
وقال بورتيلي ان القرار بتسميّة الساحة على شرف هاميل قد خضع للتصويت منذ شهرَين وبأن الجميع صوّت لصالح هذا القرار.
وكان هاميل قد قُتل في ٢٦ يوليو ٢٠١٦ وهو يحتفل بالذبيحة الإلهيّة بعد ان اقتحم مسلحان كنيسة سانت اتيان دو روفري في النورماندي وأخذا الكاهن وأربعة أشخاص آخرين رهائن. ذبحا الكاهن قبل ان تقتلهما الشرطة رمياً بالرصاص.
وكرّم رئيس بلدية إيرمون الكاهن خلال احتفال تكريس الساحة واصفاً إياه بـ”شهيد الإيمان” واعتبره “مثال للحوار بين الديانات والجماعات في رعيته في ضواحي روان، انضم الى كلّ ضحايا التعصب الأبرياء في بلدنا والعالم.”