الصين تحظر إطلاق أسماء دينية إسلامية على المواليد الجدد
الثلاثاء 25/أبريل/2017 - 03:42 م
طباعة
قامت السلطات الصينية بإصدار وثيقة تحظر فيها إطلاق أسماء إسلامية على الأطفال فى أكبر مقاطعة إسلامية فى البلاد، وذلك فى اطار حملة مناهضة ضد "التطرف"، والتي يرى فيها المراقبون إنها تقيد الحقوق الأساسية.
ووفقا لما ذكرته إذاعة آسيا الحرة، فإن الوثيقة والتي تحمل عنوانها "قواعد التسمية للأقليات الإثنية" من حظر الأسماء التي يستخدمها الآباء المسلمون في جميع أنحاء العالم، بما فيها من ألقاب مثل الإمام والحج والإسلام والقرآن وصدّام والمدينة المنورة والإسلام.
ويتم تطبيق الوثيقة على مقاطعة شينجيانغ ذات الاغلبية المسلمة، حيث يفرض الحزب الشيوعى قيودا أكثر تشددا على الدين، بدعوى أنه معركة ضد "التطرف" وسط انتفاضة انفصالية قام بها متمردون أويغور.
وقال مسؤول بالشرطة فى العاصمة الإقليمية أورومتشى أن السلطات فى هوكو ستمنع تسجيل الآباء لأطفالهم ممن يحملون اسما "دينيا"، وستحرمهم من نظام الرعاية الصحية والتعليم، الذى اعدته الحكومة الامريكية وساعدت سياستها الخارجية، مضيفا لن يسمح بإعطاء أسماء ذات طابع ديني أو تحمل أيدلوجية دينية مثل الجهاد أو أسماء كهذه، فالشيء الأكثر أهمية لنا هو دلالات الاسم، حيث يجب ألا تكون ذات دلالات للحرب المقدسة أو الانفصالية.
من ناحية أخرى يطالب المسلمون من جماعة يويغور العرقية، وهي جماعة ذات الأغلبية فى شينجيانغ، "بالالتزام بسياسة الحزب"، وتجنب أى شئ تراه السلطات على إنه "تشجيع للإرهاب والأفعال الشريرة.
وكانت محافظة هوتان قد نشرت قائمة توضيحية بالأسماء المحظورة في عام 2015، ولكن تم الآن نشرها في جميع أنحاء شينجيانغ التي تضم ما يقدر بنحو 10 ملايين مسلم.
من جانبها وصفت هيومن رايتس ووتش الحظر الأخير بالحظر "السافر"، وأنه يأتي ضمن مجموعة من اللوائح الجديدة "التي تقيد الحرية الدينية بدعاوى مكافحة "التطرف".
وقالت صوفى ريتشاردسون، مديرة مكتب هيومن رايتس وواتش بالصين، أن هذه السياسات تعد انتهاكا صارخا للحق فى حرية الاعتقاد والتعبير، مشيرة إلى أن ارتفاع الحوادث العنيفة والتوترات الإثنية التي شهدتها شينجيانغ في السنوات الأخيرة، ناجمة عن سياسات الحكومة القمعية والعقوبات التي لا أقل ما توصف بها بأنها "قاسية".
يأتي حظر الأسماء الدينية ضمن حزمة إجراءات وقوانين فرضتها السلطات فى شينجيانغ مثل حظر ارتداء اللحية "الشاذة" أو البرقع فى الأماكن العامة وفرض عقوبات على رفض مشاهدة البرامج التليفزيونية أو الإذاعية الحكومية، ليشمل الآن حظر إطلاق تسمية الأطفال بأسماء دينية.
من جانبها بررت وسائل الاعلام الصينية المحلية، والتي تسيطر عليها الدولة، أسباب إصدار الوثيقة قائلة: "يجب على الآباء استخدام السلوك الأخلاقي الجيد للتأثير على أطفالهم وتثقيفهم لاتباع العلم ومتابعة الثقافة ودعم الوحدة العرقية ورفض ومعارضة التطرف".
في الوقت الذي تتزايد فيه العقوبات أيضا على المسؤولين المتساهلين في تطبيق القوانين الجديدة، فعلى سبيل المثال تلقى موظف حكومي في يناير الماضي تحذيرا من السلطات المحلية بسبب انتقاده السياسات الحكومية في رسائل بعثها إلى زوجته، بينما تم فصل موظفة حكومية في مارس الماضي.
بينما رصدت هيومن رايتس ووتش إنه تم توبيخ 97 مسؤولا آخرين في محافظة هوتان في وقت سابق من هذا الشهر أبريل، بمن فيهم شخص تم تخفيض رتبته بسبب "عدم تدخينه أمام الشخصيات الدينية، ولم يظهر موقف سياسي "حازم".
وكانت السلطات المحلية الصينية قد قامت بوقف عدد من المواطنين ممن يرتدون الحجاب فى مناطق متفرقة بمدينة شينجيانغ، أو ممن يطلقون اللحى الطويلة في الحافلات الداخلية.
وكان مئات الأشخاص قد لقوا مصرعهم بسبب الصراع الدائر بين الانفصاليين والحكومة الصينية فى منطقة شينجيانغ، والتي تخضع للحكم الذاتي وتقع على الحدود الشمالية الغربية للصين.
وأرجعت جماعات حقوقية سبب العنف إلى أنه رد فعل على السياسات الصينية القمعية، بينما ترجع بكين سبب الاضطرابات التى يشنها المسلحون الإسلاميون إلى كونها تنظيمات إرهابية مسلحة، بينما يقول المتمردون أنه كفاح مسلح ضد السلطات الصينية التي احتلت المنطقة المنطقة بشكل غير قانونى منذ عام 1949.
وقد جرت احتجاجات سلمية الى جانب التفجيرات والهجمات العنيفة الاخرى على قوات الامن الصينية والمؤسسات.
وتنكر الحكومة بشدة ارتكاب اى انتهاكات فى شينجيانغ وتصر على حماية الحقوق القانونية والثقافية والدينية للايغور وهى جماعة عرقية تركية.