وثائق جديدة تكشف تسلل عناصر "داعش" إلي أوروبا
السبت 29/أبريل/2017 - 05:25 م
طباعة
كشفت وثيقة جديدة تسلل قيادات وعناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي إلى أوروبا، حيث نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية وثائق استخباراتية إيطالية تشير إلي أن عناصر "داعش" تسللت إلى أوروبا، عن طريق ليبيا، عبر برنامج صحي تشرف عليه حكومة الوفاق الوطني الليبية تحت قيادة، فايز السراج.
وتشهد ليبيا منذ سقوط معمر القذافي حالة من الفوضي العارمة التي استغلتها الجماعات الإرهابية لتهريب الأسلحة وكذلك تسلل عناصر داعش إلي الأراضي الليبية لاتخاذ بعد مدنها معاقلا أساسية للتنظيم الإرهابي، الذي استطاع السيطرة علي عدة مدن ليبية منذ دخوله إلي البلاد في 2015.
وتنقسم ليبيا إلي حكومتين وبرلمانين وجيشين في ظل النزاعات المستمرة علي السلطة، فمن جهة هناك حكومة طبرق المدعومة من الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وحكومة طرابلس المدعومة من قوات الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج المدعوم أمميا أيضا.
وأشار التقرير الاستخباراتي إلى وجود "شبكة معقدة" من العناصر، التي أدت إلى تسلل عناصر داعش إلى أوروبا متنكرين ضمن جرحى ليبيين.
الوثيقة لفتت إلى أن الشبكة المعقدة تضم أفراد من داعش، وعناصر أخرى كانت تنتمي إلى جماعات إرهابية أخرى بخلاف "داعش".
وأوضحت الوثيقة، التي نشرتها "الغارديان" أن عمليات التسلل، بدأت منذ عام 2015، وجميعهم تنكروا في صورة جرحى من الجنود الليبيين.
ودخلت معظم عناصر وقيادات داعش إلى أوروبا، بعدما تقدمت للمستشفيات بجوازات سفر ووثائق مزورة، وتكفلت المستشفيات والمركز الطبية، التي تشرف عليها حكومة الوفاق الوطني بإرسالهم للخارج إلى العلاج.
ويقوم المشروع الذي تشرف عليه حكومة السراج، على تأهيل ورعاية الليبيين المصابين خلال الحرب، وبالأخص المشاركين في المعارك إلى صف حكومة الوفاق الوطني، حيث تم دعم المشروع الصحي هذا من الغرب، وتكفلت بعد المراكز الطبية والمستشفيات الغربية برعاية عدد من الجنود الليبين، ويركز البرنامج الصحي على علاج الجنود التابعين والموالين للحكومة، في القارة الأوروبية.
وأشارت الوثيقة الاستخباراتية إلى أنه لم تكتشف حتى الآن الاستخبارات الإيطالية عدد مقاتلي داعش الذي تسللوا بتلك الطريقة.
أفادت الوثيقة أن عناصر داعش المتسللة استعانت بعدد من المسؤولين الليبيين الفاسدين وبعض الشبكات الإجرامية.
كما أن "داعش" استغلت أيضا سيطرتها على مكاتب الجوازات في سرت، منذ عام 2016، وتمكنت من سرقة نحو 2000 وثيقة وجوازات سفر.
وأوضحت الوثائق أن مدينة "مصراتة"، تعد المركز الرئيسي لعمليات تهريب عناصر داعش إلى أوروبا.
وأشارت إلى أن مصراتة لا تعد مركزا لتسلل عناصر داعش فقط، بل هي موقع لتهريب كثير من الناس من ليبيا إلى أي بلد آخر.
ذكرت الجارديان أن مصراتة أيضا موقعا رئيسيا لعمليات الإتجار في جوازات السفر المزورة والهويات المزيفة للتغطية على الهويات الحقيقية لمقاتلي داعش وغيرها من التنظيمات المحظورة.
الوثيقة أوضحت أن معظم العناصر التي تتسلل إلى أوروبا تتجه إلى 4 دول رئيسية، وهي: تركيا، ورومانيا، وصربيا، والبوسنة، فيما تسعى عناصر "داعش" بعد تسللهم إلى تلك الدول إلى الانتقال سريعا إلى "فرنسا، وألمانيا، وسويسرا".
معظم العمليات الإرهابية الأخيرة، التي تمت في أوروبا، كانت سبب عناصر تابعة لتنظيم "داعش" قادمين من ليبيا، وليس كما كان في السابق لعناصر قادمين من سوريا، وفق ما جاء في الوثيقة.
واختتمت قائلة "كان لدى مهام برلين مثلا، علاقات مع عناصر من ليبيا، وحتى قائد هجمات باريس، عبد الحميد أبا عود، كان له علاقات بعملاء من داعش قادمين من ليبيا، كل تلك الخيوط لا تؤدي إلى لحقيقة واحدة أن داعش تسللت إلى أوروبا عن طريق ليبيا".
للمزيد عن الوثائق أضغط هنا