مع تصاعد نفوذ "طالبان".. دلالات إعادة أميركا نشر "مارينز" في أفغانستان

السبت 29/أبريل/2017 - 08:17 م
طباعة مع تصاعد نفوذ طالبان..
 
بعد نحو ثلاث سنوات على انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، بدا أن الإدارة الأمريكية الجديدة تحاول البحث من جديد على موطئ قدم لها أفغانستان، مع تصاعد نفوذ حركة "طالبان" الأفغانية، التي تسيطر على ساحات ليست بالقليلة على من أفغانستان، نحو نصف مساحة البلاد، ما يعني وبحسب تقارير متخصصة أن احتمالية تقسيم أفغانستان إلى دولتين باتت واردة بشكل كبير.
ما يعكس مساعي الإدارة الأميركية الجديدة نحو أفغانستان، هو وصول أوائل عناصر مشاة البحرية الأميركية (المارينز) وعددهم حوالي ثلاثين، اليوم السبت إلى قاعدة عسكرية في ولاية هلمند التي تسيطر حركة طالبان على قسم منها في جنوب أفغانستان، وذلك لأول مرة منذ انسحاب القوات الأميركية منها عام 2014.
الخطوة الامريكية تزامنت مع ما نشره مركز SENLIS الدولي، الذي يركز في أبحاثة على تقديم التوصيات إلى الجهات الحكومية في مجال السياسة الخارجية والأمن ومكافحة المخدرات والتنمية، بمضاعفة عدد القوات الدولية المنتشرة حاليا في أفغانستان والبالغ عددها 80 ألفا بعد أن تبين له أن حركة طالبان تسيطر على 54 بالمائة من الأراضي الأفغانية. 

مع تصاعد نفوذ طالبان..
قائد القوات الأميركية والأطلسية في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون، شارك في حفل أقيم بمناسبة عودة قوة النخبة هذه التي يتوقع وصول 300 من عناصرها خلال الأسابيع المقبلة، وفق الحلف الأطلسي، ووصل عناصر المارينز الثلاثون خلال الأيام الماضية، بحسب ما أفاد بعضهم لوكالة فرانس برس، وسيواصلون الانتشار في وقت باشرت حركة طالبان هجومها الربيعي السنوي، متوعدة باستهداف القوات الأجنبية.
وبحسب التقارير الرسمية فإنه تم إرسال طلائع المارينز في سياق التبديل الاعتيادي للقوات الأميركية التي تنشر 8400 عنصر في أفغانستان في إطار قوات الحلف الأطلسي، بهدف دعم القوات الأفغانية في تصديها لمقاتلي "طالبان"، غير أن 2150 منهم يقومون بعمليات خاصة ضد المجموعات المتهمة بالإرهاب، وخلافاً لمهماتهم السابقة، فإن المارينز لن يقوموا مبدئياً بدور مباشر في المعارك ضد المتمردين، بل ستقتصر مهمتهم على تقديم التدريب والنصح إلى قوات الجيش والشرطة الأفغانية، وسيتولون تدريب الفرقة 215 في الجيش والفرقة 505 في الشرطة الوطنية التي ستكون في الخطوط الأمامية من المعارك.

مع تصاعد نفوذ طالبان..
كانت القوات الأميركية والبريطانية، تكبدت خسائر فادحة في ولاية هلمند المحاذية لباكستان، حيث خسرت مئات العناصر، وتعتبر ولاية هلمند أول منطقة في العالم لانتاج الأفيون الذي يؤمن لحركة طالبان القسم الأكبر من مداخيلها من خلال خوات تفرضها على المزارعين، ويسيطر المتمردون على عشرة من أقاليم الولاية الـ14 وهم يهددون مباشرة مركزها لشكر كاه. 
والوضع الأمني في أفغانستان بلغ خلال الفترة السابقة إلى مراحل متاخرة جداً، وأن مسلحي "طالبان" يسيطرون على مساحات شاسعة من البلاد من بينها عدد من مراكز الأقاليم والمناطق الحدودية، وعدد من الطرق الأساسية، وأن حركة طالبان كثفت نشاطها خلال هذا العام حيث قامت بتنفيذ أكثر من 130 عملية انتحارية. 
ويمكن القول فعلياً أن حركة طالبان هي السلطة الفعلية الحاكمة في جزء كبير من جنوب لأفغانستان، وأنه بحسب العديد من التقارير المتخصصة فإنه من الممكن أن تستعيد طالبان السيطرة على العاصمة كابول إذا ما استمر الوضع على هذا التراجع، ومن هنا ربما ياتي تفسير الخطوة الامريكية الأخيرة، انها ربما تكون بمثابة محالوة للحفاظ على العاصمة كابل.

مع تصاعد نفوذ طالبان..
كانت حركة طالبان أعلنت في 2008 عن تجهيزها لإعادة السيطرة عل كابول، وأنه في حال تمكن طالبان من ذلك الأمر ربما يكون الأمر كارثياً على الأمن العالمي، وذلك بحسب تقارير مراكز بحثية متخصصة. وعلى الرغم من خوض القوات الدولية وقوات حلف الناتو قتالا شرسا ضد مقاتلي حركة طالبان الذين ينشطون في العديد من الأقاليم الأفغانية ولا يبدو أن القوات الدولية تحقق نتائج ملموسة على الأرض. 

مع تصاعد نفوذ طالبان..
وتلجأ طالبان إلى استراتيجية الكر والفر في قتالها ضد القوات الدولية وتتفادى المواجهة المباشرة معها بل تنشط في المناطق التي لا تتمتع فيها القوات الدولية بوجود قوي، كما أن قلة عدد القوات الدولية لا يسمح لها بتحقيق سيطرة دائمة على الأرض في كافة أرجاء أفغانستان المترامية الأطراف وهو الأمر الذي تستفيد منه طالبان.
كانت حركة طالبان الأفغانية، أعلنت أمس الجمعة، إطلاق هجومها الربيعي السنوي تحت اسم "عملية منصوري"، اسم زعيمها السابق، متوعدة بأن تجعل من "القوات الأجنبية" المتمركزة في البلاد على رأس أهدافها، وتعهدت الحركة في بيان بأن "الهدف الرئيس لعملية منصوري، سيكون القوات الأجنبية وبنيتها التحتية العسكرية والاستخبارية، والقضاء على مرتزفتها". حسب ما نقلت فرانس برس.
وقتل زعيم حركة طالبان الملا منصور في مايو 2016 بضربة لطائرة أميركية من دون طيار على الأراضي الباكستانية. وكان منصور قد تسلم قيادة طالبان بعد الإعلان في يوليو 2015 عن وفاة سلفه الملا عمر، ليتولى بعدها الملا إخوان زادة محل اختر منصور. 
    

شارك