"نخبة داعش" ... مقاتلو القوقاز الأكثر شراسة
الأحد 30/أبريل/2017 - 01:29 م
طباعة
نشرت صحيفة "الاكسبريس" البريطانية، تقريرا حول إمكانية قيام تنظيم دولة الخلافة الدولة الإسلامية بتجنيد وحدة من المقاتلين المحترفين، والمعروفين باسم "النخبة"، وذلك على غرار مقاتلون "ساس" البريطانية و"غواصي البحرية الأمريكية".
وكشف خبراء متخصصون في شؤون الإرهاب – وذلك في أعقاب هجمات سان بطرسبرج – أن معظم الجهاديين الأكثر صلابة في الحروب قادمون من روسيا، لا سيما من منطقة شمال القوقاز، وهي منطقة متقلبة الأوضاع، حيث يرفض الجهاديون هناك حكم الحكومة الروسية؛ الأمر الذي سيستغله داعش في استقطاب المزيد من القتلة، لتشكيل جناح وحشي تابع له، خاصة بعد الهزائم التي مني بها التنظيم في الفترة الأخيرة
على مدار عقد كامل من من العنف التي شهدتها منطقة شمال القوقاز، خلال الحرب الشيشانية الثانية، والتي شنتها روسيا على الشيشان في أغسطس 1999، تم تدريب المتمردين المناهضين للروس في الشيشان على الحرب، الحرب التي أفرزت منظمة جهادية مسلحة والتي تعرف بـ"إمارة القوقاز"، والتي ظلت موجودة على الرغم من انتهاء الحرب عام 2009، خاصة بعد الفظائع التي ارتكبها الجانبان.
المتطرفون في شمال القوقاز والدول الآسيوية المحيطة بها، لديهم تدريب عسكري شرس، بينما اكتفى الآخرين بالمشاركة في التدريب للظهور في أشرطة الفيديو من باب الدعاية الممنهجة من قبل الذراع الإعلامية لتنظيم داعش.
وقال دينيس ويكر، الباحث في المركز الدولي للسياسة الخارجية، والمتخصص في السياسة الأمنية وشؤون المقاتلين الأجانب ومكافحة الإرهاب، إن تدريب مقاتلي القوقاز يعطيهم هؤلاء المقاتلين ميزة على الآخرين، قائلا: " المنتسبون لداعش من جهاديين القوقاز، وخاصة من منطقة الشمال، يشار إليهم غالبا بالمقاتلين النخبة .. وفي هذه الحالة علينا أن نضع في اعتبارنا أن داعش يمتلك ويدير قوات خاصة، مثل المتعارف عليه في الجيوش التقليدية".
"من خلال تجربة الحرب مع روسيا، والتي دامت عشر سنوات، هناك عناصر قتالية ذهبت للحرب في أفغانستان، وآخرين انضموا لداعش، خاصة مع سهولة العبور من تركيا إلى سوريا، الأمر الذي ساهم في تزايد مقاتلي النخبة على الخطوط الأمامية لتنظيم داعش، والذين يمثلون بالتأكيد مجموعة اكثر مهارة من المقاتلين الاجانب".
الأمر الذي أكده بدوره رئيس شرطة لندن السابق أحمد يايلا، وأستاذ علم الجريمة والقانون فى جامعة جورج ماسون، في تصريحات صحفية لجريدة "الاكسبريس"، وهو أن رجالا من المنطقة يندمجون وبسرعة كمقاتلين مدربين تدريبا عاليا داخل تنظيم داعش، قائلا: "أن اعضاء القوقاز يكونون بمثابة "صفوة التنظيم" لأنهم القوات الخاصة لداعش".
الأمر الذي غرد به المحلل بول كروكشانك، المتخصص في شؤون مكافحة الإرهاب، تعليقا منه عن قوى النخبة القادمة من روسيا للانضمام إلى داعش، مضيفا أن وجود مقاتلي النخبة، فى الوقت الحالى، تتسبب هذه النخبة في مشكلة اكبر بالنسبة لروسيا والشرق الاوسط، اكثر من الغرب، حيث كتب قائلا: "إن التهديدات التي لاقتها روسيا جاءت بسبب انضمام مقاتلين من القوقاز كقوات النخبة لدى تنظيم داعش"، وقال السيد يايلا إن القوات في سان بطرسبرج تعرضت "للتهديد العلني" - كما تعرضت بلدان أخرى لهجمات من خلايا متواجدة من المنطقة.