انتقادات خامنئي لروحاني.. محاولة تشويش على فرص الإصلاحيين
الأحد 30/أبريل/2017 - 09:06 م
طباعة
قبيل أيامٍ من انطلاق الانتخابات الإيرانية الرئاسية، بدا أن الخلافات لاتزال مستمرة بين الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني، حيث انتقد الأول تصريحات روحاني، التي قال فيها إن سياسة الوفاق التي اتبعها مع الغرب ساهمت في تلاشي التهديد بالحرب، وذلك على الرغم من تهديدات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، فضلاً عن تصريحاته العدائية لطهران.
ويواجه روحاني منافسة من سياسيين محافظين انتقدوا سجله الاقتصادي وقالوا إن الوفاق مع الغرب والتنازلات النووية لم تؤت ثمارها الاقتصادية بعد.
وتصاعد التلاسن من قبل الزعيم الاعلى الإيراني، يعكس استمرار تصاعد التوتر في طهران قبل الانتخابات الرئاسية في مايو، حيث قال روحاني في تصريحات له أمس إنه لابد من عدم السماح للمعسكر المتشدد من الوصول إلى السلطة، محذراً الإيرانيين من أنهم قد يواجهون نظاما سلطويا بشكل أكبر إذا اختاروا بدلا منه منافسا محافظا في انتخابات مايو.
وفي عام 2015 أيد روحاني، البراجماتي الذي أدى انتخابه في 2013 إلى انفراجة دبلوماسية في العلاقات مع الغرب، اتفاقا تاريخيا وافقت طهران بموجبه على كبح أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الدولية عليها، لكن خلال الشهور القليلة الماضية تصاعدت المواجهة بين روحاني الذي يسعى للفوز بفترة رئاسية ثانية وحلفاء خامنئي الذين يعارضون لاتفاق النووي قبل الانتخابات التي تحل يوم 19 مايو.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن خامنئي قوله اليوم الأحد "البعض يقول منذ أن تولينا المنصب تلاشى شبح الحرب. هذا ليس صحيحا"، وتابع "حضور الشعب في المشهد السياسي هو الذي أبعد شبح الحرب عن البلاد"، وقال روحاني اليوم الأحد "الاتفاق النووي كان انجازا وطنيا. علينا أن نستفيد من مزاياه. لكن البعض بدأ معركة بشأنه"، وأضاف روحاني خلال افتتاح مصفاة في مدينة بندر عباس بجنوب البلاد أن المشروع الذي يحقق الاكتفاء الذاتي في الإنتاج النفطي كان نتاج الاتفاق و"التفاعل مع العالم".
وحث روحاني الناخبين أمس السبت على منع عودة "التطرف" إلى إيران وقال إن البلاد قد تواجه مزيدا من الحكم الشمولي إذا ما فاز منافس محافظ في الانتخابات، ومن بين منافسي روحاني المرشح إبراهيم رئيسي رجل الدين الذي يتمتع بنفوذ وله خبرة على مدى عقود في السلطة القضائية الإيرانية المتشددة ورئيس بلدية طهران المحافظ محمد باقر قليباف القيادي السابق في الحرس الثوري.
ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن روحاني قوله أمام حشد في مدينة يزد أمس "لن ندعهم يعيدون مناخ (هيمنة) الأمن والشرطة إلى البلد"، وأضاف "الإيرانيون سيثبتون للعالم في الانتخابات المقررة في 19 مايو أن عهد العنف والتطرف والضغوط في بلدنا ولى وأن إيران تسلك طريق العقل".
والمرشد الاعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أية الله خامنئ، هو الحاكم الفعلي لللبلاد حيث أنه هو القائد الأعلى للجيش، وقائد قوات الحرس الثوري، وله النفوذ القوي في مجلس الخبراء الإيراني، بينما يتمتع الرئيس الإيراني أيما كان اسمه بصلاحيات محدودة، وكلما كان الرئيس الإيراني معبراً عن التيار الإصلاحي كلما إزادا الخلاف والضغينة بينه وبين المرجعية الروحية لإيران حيث انها دائماً ما تكون محافظة ومتشددة.
وكان يطمع روحاني في أن يتم اختيار خليفة لخامنئي حيث يعاني من أوضاع صحية متدهورة وكا يتحالف صراحة مع رجل الدين الشيعي الإصلاحي رافسنجاني وكان يحشد لدعم ترشح رافسنجاني كخليفة للمرشد الأعلى الإيراني، إلا أن التطورات لم تأتي على هوى روحاني، حيث داهم الموت رافسنجاني، كما أنه يبدو ان خامنئي مستمراً في منصبه.