حملة لإعمار مدينة "بغديدا " بعد تحريرها من أنياب داعش

الأربعاء 03/مايو/2017 - 03:34 م
طباعة حملة لإعمار مدينة
 
احتلت عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش- مدينة بغديدا السريانية المسيحية التي كان عدد سكانها خمسون ألف نسمة، وباقي مدن سهل نينوى علي مدار يومي  6-7 اغسطس  2014 بعد إستشهاد ثلاثة من أبناء المدينة بنيران الإرهابيين، وتحرَّرت المدينة في منتصف الشهر العاشر 2017، وتعاني المدينة من تدمير كبير في البنى التحتية وإحراق الكنائس والأديرة وسرقتها وكذلك المؤسسات المدنية والخدمية.وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على تحريرها  من التنظيم إنطلقت حملة إعمار بغديدا بإحتفالية خاصة، شارك فيها أكثر من ألف شخص من أبناء المدينة وبحضور رجال الدين يتقدّمهم سيادة المطران مار يوحنا بطرس موشي راعي أبرشية الموصل وكركوك واقليم كوردستان للسريان الكاثوليك، وحضور الأب الراهب يعقوب باباوي وعدد من الآباء الكهنة والأخوات الراهبات، وعدد من المسؤولين الحكوميين لقضاء الحمدانية، وممثلوا الوحدات العسكرية الحكومية ومنها قوَّات شعبنا.
إنطلقت الحملة بافتتاح صليب بغديدي (صليب العودة) الشامخ في مدخلها من جهة أربيل. وبعد مراسيم الافتتاح، تم تدشين "مرحلة الاعمار" لتعمير الخراب الذي طال بغديدا وبلدات سهل نينوى اثر احتلالها من قبل تنظيم الدولة الاسلامية المتمثّل بعناصر وعصابات "داعش" الارهابية.
بدأت الإحتفالية بكلمة ألقاها الأب يونان حنو، معاون أبرشية  الموصل وكركوك واقليم كوردستان للسريان الكاثوليك، ثمَّ قدم مسؤول منظمة (S0S) الفرنسية كلمة المنظمة المساهمة في مهمة الاعمار (وهي أول منظمة تشترك فعليا في مهمة الاعمار). بعدها ألقى سيادة راعي الابرشية كلمة المناسبة، ثمَّ اقيمت الصلاة التي حوت على قراءات كتابية وروحية ، قرأ سيادة راعي الابرشية المطران مار يوحنا بطرس موشي نص من الانجيل المقدس، بعدها توالت الصلاة وألقيت عدد من الكلمات الأخرى ومنها:
 "كلمة غبط البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية القاها نيابة عنه الاب يونان حنو، كلمة لجنة الاعمار القاءها الاب جورج جحولا مسؤول لجنة الاعمار، كلمة الاب الربان يعقوب باباوي "ممثل سيادة المطران مار نيقوديموس داؤد متي"، كلمة قوات حماية سهل نينوى (NPU)، كلمة فريق نصب الصليب، والعديد من الكلمات الأخرى من ممثلي المؤسسات الدينية والعسكرية والإجتماعية والمدنية.
جميع الكلمات ركَزت على أهمية إعادة أبناء المدينة بأسرع وقت ممكن، وتوفير الإحتياجات الضرورية لبداية جديدة في مناطقهم التاريخية بعد القضاء على الإرهاب والشر.
بعد الاحتفالية، أقيمت مسيرة من مدخل المدينة، الحي المقابل لمبنى دار مار بولس للخدمات الكنسية، حيث وضع سيادة راعي الابرشية أول حجرة في مهمة الاعمار في احد بيوت الحي المقابل لدار مار بولس وذلك بحسب اختيار منظمة (SOS) المتبرعة وفق لما خططته لعملها، اذ سيشمل الاعمار في المرحلة الاولى اعمار البيوت في الحي المقايل لدار مار بولس وبحدود "20" دارًا كمرحلة أولى وتتبعها مراحل أخرى، فيما عبَّر أهل المدينة المدينة عن فرحهم من خلال "دبكة" على أصوات الطبل والزرنة.
وعن حملة الإعمار عبَّر أبناء بغديدا عن فرحهم، مؤكّدين على تشبًّثهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وفي ذات الوقت عبَّروا على أهمية الإسراع بتعمير دور أهل المدينة، لأن كل يوم يمرُّ يؤدي إلى خسارة عدد من أبناء المدينة من خلال هجرتهم إلى دول الجوار للتسجيل في منظمات الهجرة العالمية، لترك العراق نهائيًا.
الحدير بالذكر أن نسبة الأضرار في دور المواطنين في بغديدا كبيرة جدًا، إذ أن الدور المهدَّمة تتجاوز 2% وهي أكثر من مائة دار، أما نسبة البيوت المحروقة فتتجاوز 36% وباقي البيوت فقد سرقت ونهبت من عناصر التنظيم الإرهابي "داعش" ومن والاهم من عناصر القرى المحيطة بالمدينة فيما سلبت عدد من المعدات الكهربائية والمنزلية من عدد من ما تبقى من  البيوت بعد التحرير من قبل مجهولين

شارك