بودار انفراجة في الأزمة الليبية.. الإمارات تنجح في "لم شمل" حفتر والسراج

الخميس 04/مايو/2017 - 05:35 م
طباعة  بودار انفراجة في
 
في ضوء اللقاء الذي جمع رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، والمشير خليفة حفتر قائد القوات الموالية للسلطة الموازية في الشرق، أعربت أبوظبي عن تفاؤلها بإمكانية تحقيق تقدم على طريق حل الأزمة الليبية.
 بودار انفراجة في
وكان دعا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، كل من حفتر والسراج إلى الإمارات، حيث يأمل الليبيون وعدة دول غربية وعربية على هذا اللقاء أن يكون خطوة نحو إنهاء الأزمة العاصفة بليبيا منذ إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وتضغط قوى إقليمية وغربية على الطرفين لمناقشة إعادة تفعيل الاتفاق الذي جرى بوساطة من الأمم المتحدة وأدى إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي يقودها السراج.
وهذه المرة الثانية التي يلتقي فيها المسؤولان بعد اجتماع في يناير 2016 إثر تعيين السراج رئيسا لحكومة الوفاق الوطني، وكان يفترض أن يلتقي السراج وحفتر في القاهرة منتصف فبراير الماضي بمبادرة مصرية للتفاوض بشأن تعديلات على الاتفاق السياسي، لكن حفتر رفض اللقاء ليبرر ذلك فيما بعد بأن المسائل السياسية ليست من اختصاصاته كقائد عسكري.
ودعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان أمس الأربعاء، البناء على اللقاء النادر الذي انعقد في ابوظبي، مطالبة بالاسراع في تعيين مبعوث دولي جديد الى ليبيا.
واعتبرت وزارة الخارجية في الحكومة الليبية المؤقتة اللقاء خطوة جادة لإعادة الثقة ووضع أسس وفاق وطني حقيقي، بعد إدخال تعديلات على الاتفاق السياسي الليبي تكرس مشاركة مؤسسات وقوى فاعلة، مشيرة إلى أن هذا اللقاء يمكن أن يحقق إعادة الاستقرار السياسي واستتباب الأمن في ربوع البلاد.
وقالت الوزارة في بيان "تابعنا وكافة أحرار ليبيا اللقاء الذي عقد بين المشير خليفة حفتر وفايز السراج الذي يشكل لبنة هامة في سبيل ايجاد مخرج حقيقي يقود بلادنا من الازمة التي طال أمدها ودفع الشعب الليبي ضريبة قاسية لحالة الشتات والصراع التي مررنا بها"، مضيفة أنه اللقاء يعتبر ردا قويا لحملة التشكيك المغرضة التي تعرضت لها القيادة العامة الجيش الوطني الليبي في مواقفها الوطنية الشريفة من بعض القوي الظلامية".
ولعبت القاهرة دورًا مهما في في ترتيب هذا اللقاء، حيث وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي أبو ظبي لدعم هذا التوافق.
 ووفق معلومات حصلت عليها بوابة الحركات الإسلامية، فقد توافق حفتر والسراج، علي:-
 1-العمل المشترك على فرض هدنة وتوقف كامل عن المواجهات العسكرية المسلحة.
2- الالتزام ببيان القاهرة وانتخاب مجلس الدولة بحضور المنتخبين يوم 7من شهر يوليو عام2012م .
3- إعادة انتخاب رئيس مجلس النواب بحضور جميع الاعضاء.. في مقره الرسمي.
4- إعادة تنظيم وتوحيد الجيش الليبي ليكون جيشا واحدا ينتشر في جميع انحاء ليبيا تحت قيادة عسكرية واحدة ويكون المشير ركن خليفة حفتر قائدا عاما ووزيرا للدفاع.
5- تشكيل حكومة مدنية وطنية توافقية يرأسها السراج.

 بودار انفراجة في
وأكدت وزارة الخارجية الاماراتية أن الاجتماع يعد خطوة هامة على طريق إحراز تقدم في العملية السياسية وخطوة إيجابية تدعو إلى التفاؤل نحو ضمان حل سياسي"، معربة عن املها بأن يكون الاجتماع "بمثابة الخطوة الأولى من ضمن مجموعة من الخطوات التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار".
وكان يفترض أن يلتقيا في القاهرة منتصف فبراير بمبادرة مصرية للتفاوض بشأن تعديلات على اتفاق سياسي ابرم في ديسمبر 2015 برعاية الامم المتحدة وتم بموجبه تشكيل حكومة الوفاق.
وشددت الوزارة الإماراتية على أن الاتفاق السياسي "يمثل أفضل إطار للتوصل إلى مخرج من المأزق الحالي"، لكنها اعربت في الوقت ذاته عن تاييدها للجهود "الرامية إلى تعديل الاتفاق والتي تهدف إلى معالجة المخاوف المشروعة لبعض الأطراف".
كما طالبت باستبدال رئيس بعثة الامم المتحدة مارتن كوبلر "في أسرع وقت" لضمان مواصلة الأمم المتحدة في كونها داعما قويا للجهود الرامية إلى معالجة الأزمة.
ومنذ تولي حكومة الوفاق مهامها في طرابلس في مارس 2016 لم تنجح في بسط سلطتها على كامل البلاد.
وأشارت تقرير نشر على موقع "قناة 218" الليبية الخاصة والتي تبث من الأردن، وكانت أول وسيلة اعلام تنشر صورة تجمع حفتر بالسراج، إنّ: "ما بدا "مستحيلا" في الانطباعات الليبية بعد "إخفاق" عقد لقاءٍ على ضفاف نهر النيل المصري قبل نحو شهرين، استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة "كسره" عبر جهود دبلوماسية قادها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهي دبلوماسية ظلت صامتة حتى لحظة دخول فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي، وقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، قبل أن تأتي الصورة التي انفردت بها قناة (218) من داخل اللقاء، لتؤكد تحقق "المستحيل الليبي"، قبل أن تُفْشِل أبراج أبوظبي العالية محاولات مد الرقبة ل"التلصص" على ما دار في لقاء مغلق جمع السراج وحفتر، بعد لقاء أولي لم تتسرب منه سوى "صورة يتيمة".
ويقول التحليل إنّه ما إن دخل السراج وحفتر إلى "لقاء مغلق" ليكونا وجها لوجه للمرة الأولى منذ أكثر من عام، حتى انتقلت الماكينة الدبلوماسية الإماراتية من التحضير الإيجابي إلى المُواكبة بانتظار الدخان الليبي الأبيض.
يشار إلى أنّ حفتر يسيطر على فصائل شرق ليبيا التي رفضت حكومة الوفاق الوطني، ما أسهم في عدم قدرتها على توسيع سلطتها في طرابلس وخارجها، وتدعم فصائل أخرى مسلحة في الغرب حكومة الوفاق الوطني.

شارك