بعد انتقاده الحرس الثوري.. الجيش الإيراني يُحدد موقفه من روحاني
الأحد 07/مايو/2017 - 09:39 م
طباعة
قبيل نحو أسبوعين من انطلاق انتخابات الرئاسة الفرنسية بدا أن المؤسسة الأقوى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الجيش، حسم موقفه من الرئيس الحالي حسن روحاني، الذي رشح نفسه لفترة رئاسية مقبلة، حيث انتقد المتحدث باسم رئاسة أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال مسعود جزائري، تصريحات أدلى بها الرئيس حسن روحاني حول البرنامج البالستي خلال المناظرة التلفزيونية مع المرشحين الخمسة الآخرين للانتخابات الرئاسية أمس الأول الجمعة.
وليس لروحاني ولاية على الجيش إذ ان الدستور الإيراني يجعل المرشد الاعلى للجمهورية الإسلامية على خامنئي هو قائد الجيش، ومن المعروف أن خامنئي يناهض تماماً سياسيات روحاني ويرى ان فيها تفريطاً في الثوابت التي بنت عليها إيران جمهوريتها، فيما يعتبر روحاني دائم الانتقاد لسياسات خامنئي المحسوب على التيار المحافظ وداعا في اكثر من موقف إلى ضرورة عدم السماح للمتطرفين في السيطرة على المشهد الإيراني.
المتحدث باسم رئاسة أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال مسعود جزائري ، قال دون ذكر روحاني، "نطلب مرة أخرى من المرشحين للانتخابات المقررة في 19 مايو ألا يتدخلوا في المسائل العسكرية والدفاعية الحساسة"، معتبرا أن "وجود قواعد بالستية تحت الأرض عنصر ردع مهم، لمواجهة الأعداء الألداء للثورة الاسلامية والشعب الإيراني".
وخلال المناظرة، اتهم روحاني، المعتدل المدعوم من الإصلاحيين، المحافظين بأنهم حاولوا تخريب الاتفاق النووي مع القوى العظمى المعقود في يوليو 2015، وفي انتقاد نادر للحرس الثوري، الذي يعد قوات النخبة في ايران، أعرب روحاني عن أسفه لأنهم عرضوا صورا لقواعد تحت الأرض لصواريخ بالستية، ولأنهم كتبوا رسائل ضد الإسرائيليين على صواريخ، فيما كان الاتفاق النووي يدخل حيز التطبيق في يناير 2016. وقال روحاني: "رأينا كيف كشفوا القواعد تحت الأرض وكتبوا شعارات على صواريخ لتخريب الاتفاق" النووي.
وتؤكد إيران أن الاتفاق المعقود في يوليو 2015 مع القوى العظمى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا) لا يحظر تجارب الصواريخ البالستية، لكنها أججت مع ذلك التوترات مع واشنطن، ويهدف الاتفاق النووي الى ضمان الطابع السلمي حصرا للبرنامج النووي الإيراني، في مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية المفروضة على طهران، ولطالما تغنى روحاني بالاتفاق النووي وقال إنه جنب إيران الكثير من الأزمات.
وأكد المرشحان المحافظان البارزان، رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، ورجل الدين إبراهيم رئيسي، أنهما سيطبقان الاتفاق اذا ما انتخبا، وقال رئيسي خلال النقاش أن "الاتفاق النووي وثيقة وطنية، ويتعين علينا جميعا أن نحترمها". وكان قاليباف أدلى بتصريح مماثل قبل أيام.
في السياق، وفي وقت مازال صدى إعلان البيت الأبيض أن أول زيارة للرئيس الأميركي دونالد ترامب خارج الولايات المتحدة ستكون للملكة العربية السعودية يتفاعل، حيث ترى تلك الأوساط أن الرئيس ترامب أطلق دفعا سياسيا كبيرا لحركته، مع الإعلان عن توجهه إلى السعودية للقاء قادتها وقادة دول مجلس التعاون الخليجي وبعض قيادات المنطقة والعالم الإسلامي، وحدد عنوانا واضحا لأهداف زيارته،على رأسها وقف التدخلات الإيرانية والاتفاق على استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب والقضاء على خطر "داعش".
وتعتقد تلك الأوساط أن القمم التي سيعقدها ترامب في الرياض ستزيد الضغوط على طهران في مختلف مناطق وجودها، في إعلان جدي عن نية الإدارة الأميركية إنهاء مقولة سيطرة طهران على 4 عواصم عربية.
وتشير هذه الأوساط إلى مغزى كلام رئيس الوفد الروسي في اجتماع أستانة، حين ألمح إلى إمكان طرح فكرة خروج ميليشيات طهران من سورية إذا أثبت تجميد العمليات العسكرية وإقامة مناطق منخفضة التصعيد قدرته على فرض الاستقرار، على الأقل في المناطق الأربع المشار إليها.
وتعتقد تلك الأوساط أخيرا بأن التهديدات التي أطلقتها جماعة الحوثيين ضد حليفهم الرئيس اليمني السابق علي صالح، تعكس التوتر الذي يعيشه الإيرانيون وجماعاتهم في المنطقة، بعد تأكدهم من جدية الالتزامات الأميركية التي أعطيت للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وشعورهم بأن صالح قد يعيد حساباته.