مسيحيو العراق بين خطابات الكراهية والصراعات السياسية

الثلاثاء 09/مايو/2017 - 01:29 م
طباعة مسيحيو العراق بين
 
يعاني مسيحيو العراق  من انتشار خطابات تحمل  كراهية وتميز ضدهم من ناحية ومن ناحية اخري خطابات سياسية تزيد الصراع  من هنا أصدر البطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو بيانًا حول الخطاب التحريضيّ ضد المسيحيين.
وجاء نص البيان: ’من المؤلم جدًا أن يطلع علينا بين فينة وأخرى، خطيب جامع أو عالم دين بكلام تحريضي أو فلم يبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يخص المسيحيين واليهود والصابئة يصفهم بالكفار، كما يروج تنظيم داعش، والقاعدة كأساس التعامل معهم: اعتناق الإسلام، دفع الجزية أو القتل‘، مؤكدًا أن ’هذه الخطابات والعقليات لا تخدم الإسلام، إنما ترفع الجدران بين البشر وتقسمهم وترسخ الإسلاموفوبيا، وتفكك اللحمة الوطنية وتقويض السلام وتنتهك الحريات وحقوق الإنسان‘.
وأضاف: ’نحن المسيحيون نؤمن بالله واحد خالق السماء والأرض ونرفض كائنًا من كان أن يكفرنا، وعملًا بتعليم المسيح، إننا نحب الجميع ونعمل من أجل التلاقي في الحق والمحبة والتحاور تمجيدا لله وللخير العام، ونصلي من اجل استنارة القلوب المغلقة والمتحجرة‘، داعيًا ’المرجعيات الدينية الحكيمة إلى تبني نهج الاعتدال والانفتاح ومنع كذا خطابات تروج للكراهية والتمييز، كما ندعو الحكومة الموقرة الى فرض القانون والعمل على احترام عقيدة كل أنسان عملا بشرعة حقوق الإنسان‘.
وختم البطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو بيانه بالتأكيد على ’أن المسيحيين جزء أصيل من النسيج الوطني العراقي، وأن العديد من المسلمين الحاليين تعود جذورهم إلى المسيحية التي كان يعتنقها الغالبية الساحقة في العراق أيام قدوم المحاربين العرب المسلمين‘.
وحول الصراع السياسي قال  البطريرك الكلداني روفائيل لويس ساكو أن "السبيل السليم والممكن حاليًا للمسيحيين، في الوضع المعقد، هو العودة إلى بلداتهم وبيوتهم ومسكنهم بعد إعمارها وتأهيلها من حيث البنى التحتية كالماء والكهرباء والشوارع، وتوفير الخدمات الصحية والتربوية".
وطالب "الحكومة العراقية والمجتمع الدولي، وخصوصًا الولايات المتحدة، بتعويض المسيحيين عما خسروه وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، وإسناد إدارة هذه البلدات إلى أبنائها المحليين، وإيجاد مراقبين محايدين لمراقبة الأوضاع الأمنية حتى يشعروا بعد كل ما عانوه أنهم حقًا متساوون مع مواطنيهم الآخرين، وليسوا كفارًا ولا مواطنين من درجة ثانية. وبعد عودة الاستقرار إلى ربوع البلد، يمكن المطالبة بإحداث وحدات إدارية جديدة لهم وللمكونات الأخرى".
وأضاف البطريرك ساكو ’على المسيحيين أن يكونوا مسيحيين بكل معنى الكلمة خصوصًا في هذه المرحلة الحرجة. عليهم أن يكونوا حكماء ويتحدوا ويتماسكوا ويبتعدوا عن الصراعات السياسية الدائرة حولهم وألا يضعوا أنفسهم في خندق ضد آخرين، وألا يقدموا مطالب تعجيزية. عليهم أن يكونوا شجعانًا وأن يبادروا مع مواطنيهم لبناء دولة حديثة ديمقراطية مدنية، تحترم الدستور والقانون، وتضمن للجميع المواطنة الكاملة والعيش الكريم بسلام ووئام.
تابع: "كما على المسلمين بكافة أطيافهم أن يعترفوا بالوجود المسيحي الوطني التاريخي والحضاري وأن يحموه بكل الطرق". وختم البطريرك الكلداني بالتعبير عن ’أمله ودعائه في مرحلة ما بعد داعش ألا تحصل صراعات جديدة ودماء وولادة داعش جديد أكثر شراسة‘.

شارك