بطريرك الكلدان في زيارة للقاهرة ..بلا ضجيج اعلامي

الثلاثاء 16/مايو/2017 - 12:20 م
طباعة بطريرك الكلدان في
 
في هدوء وبلا ضجيج اعلامي ولا اهتمام مستحق يقوم البطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية بالعراق حاليا بزيارة للقاهرة وذلك للمشاركة في احتفالات دينية متعلقة بمرور 100 عام علي ظهورت مريم العذراء سيدة الوردية المقدسة في مدينة فاطيما بالبرتغال  وايضا ليطمئن علي الجالية العراقية بمصر وقد تراس البطريرك ساكوصلاة  قداس إلهي وذلك في بازيليك العذراء سيدة فاطيما بمنطقة مصر الجديدة 
وشارك في القداس سفير الفاتيكان المطران برونو موزارو، ومطران السريان الكاثوليك يوسف حنوش، ومطران الأرمن الكاثوليك كريكور أغوسطينوس كوسا، ومطران الروم الكاثوليك جورج بكر، والأنبا أنطونيوس عزيز من الكنيسة القبطية الكاثوليكية، ومطران الموارنة جورج شيحان، ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات.
كذلك حضره من القيادات السياسية كل من المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير علاء يوسف، حيث نقل إلى البطريرك ساكو تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعدد من سفراء الدول كالبرتغال والعراق والإكوادور وهنغاريا وصربيا ووفد من السفارة الإيطالية، والعديد من قيادات المجتمع المدني وأعضاء مجلس الشعب.كما ذكر ذلك مركز الاعلام الكاثوليكي – ابونا - واعلام البطريركية الكلدانية
في بداية القداس، رحب الخورأسقف فيليب نجم، المدبر البطريركي للكلدان في مصر، بالسادة الحضور، خاصًا بالذكر غبطة البطريرك ساكو على محبته الأبوية الكبيرة، وترأسه الإحتفال الإلهي، شاكرًا على تشجيعه المستمر، وحرصه بالتواجد بين رعيته الكلدانية الصغيرة وشعب الكنيسة في مصر. كما تطرق إلى دور الرعية على الأصعدة الروحية والمجتمعية على تراب أرض مصر الغالي.
وألقى البطريرك ساكو كلمة شكر فيها محبة الحضور من قيادات سياسية ومدنية، لافتًا إلى أهمية مصر في المنطقة العربية كقوة اعتدال أمام موجات التطرف والإرهاب والصراعات، ولما تمثله كنيسة مصر من ثقل مسيحي في الشرق الأوسط. ولفت إلى زيارة البابا فرنسيس إلى مدينة فاطيما بالبرتغال، تهدف إلى الصلاة من أجل السلام والاستقرار والأخوة والعدالة والأمل في عالم أفضل.
وقال: "حدثت ظهورات العذراء حينما كان العالم في زمن الحرب العالمية الأولى، ونحن اليوم لا نزال في صراعات وحروب وخطابات حقد وانتقام وعداوة. تدعونا رسالة العذراء للتوبة والاهتداء والمحبة والمغفرة، وماتزال رسالتها ملحة لأيامنا الحاضرة: التوبة والاهتداء. التوبة عن التطرف والعنف والأنانية والكراهية والتمييز، والاهتداء إلى الاحترام المتبادل وتقوية العلاقات الأخوية وبناء الثقة وإشاعة ثقافة السلام العادل والمواطنة والحرية والكرامة وإعلاء قيم الإنسانية والدينية السامية".
وختم البطريرك الكلداني ساكو قائلاً: "ظهوراتها هي دعوة إلى الناس للصلاة والتقرب من الله تعالى أكثر وأكثر، ومن بعضنا البعض، هي حل أمثل للخروج من هذا النفق المظلم الذي تسير فيه منطقتنا العربية. نرفع صلاتنا من أجل مصر، ومن أجل الكنيسة في مصر، ومن أجل السلام والاستقرار في العراق وسورية وجميع بلدان المنطقة، بشفاعة أمنا العذراء سيدة الوردية في فاطيما".
وفي نفس السياق بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لظهورات القديسة مريم، عذراء فاطيما في البرتغال (1917-2017)، احتفلت رعية مار يوسف للسريان الكاثوليك في المنصور بمهرجان احتفالي خاص بهذه المناسبة تضمن تلاوة السبحة الوردية، وقراءة التأمل اليومي وطلبة أمّنا القديسة مريم العذراء. 
وتمثل قمة الاحتفال بتطواف بشخص العذراء القديسة على أنغام فرقة موسيقى أكاديمية الشرطة العراقية، كما ارتدين بعض النسوة والشابات الزي الشعبي القره قوشي، وحمل طلاب وطالبات مركز الناصرة للتعليم المسيحي في الرعية الأعلام العراقية وأغصان الزيتون.
وحُمِل شخص عذراء فاطيما من قبل عدد من فتيات الرعية الكريمات وبخدمة أعضاء المجلس الراعوي وحضور عدد كبير من الأخوة تقدمهم الشيخ خالد الأسدي والشيخ ريان الكلداني والدكتور حكمت جبو الوزير المفوض في وزارة الخارجية، والسيدان وليم وردا وعادل من منظمة حمورابي لحقوق الإنسان، والمحامي علي والإعلامي باسم الشمري.
وفي نهاية المهرجان تقاسم الجميع العشاء الشعبي القره قوشي "كركر دبجبجوكي".
وكانت البطريركية الكلدانية في العراق، ودائرة العلاقات مع المنظمات غير الحكومية في هيئة النزاهة قد نظمت  مؤتمرًا تحت شعار ’النزاهة جوهر الأديان والمنبر الديني‘، بحضور ممثلين عن رئاسة الجمهورية، والبرلمان ونواب ورجال دين مسيحيين ومسلمين، وعدد كبير من الحضور.
افتتح المؤتمر بالنشيد الوطني العراقي الذي أدته جوقة كنيستي مار يوسف وسلطانة الوردية، بعده كانت كلمة راعي المؤتمر البطريرك لويس روفائيل ساكو، وتلاه كلمة لرئيس هيئة النزاهة الدكتور حسن الياسري، ثم عقبته كلمة رئيس ديوان الوقف السني، ووكيل رئيس ديوان الوقف الشيعي، وقدمت المتكلمين الإعلامية البارعة آن خالد.
وقال البطريرك ساكو في كلمته: "في ظل حالة الصراعات والتطرف والإرهاب وتردي القيم وانتشار الفساد واختلاس المال العام، الذي وصل إليه العراق، أجد أن للمرجعيات الدينية دورًا فريدًا لا يمكن تعويضه في الحفاظ على الثوابت الوطنية والأخلاقية والكرامة الإنسانية وإعلاء القيم الأساسية والدينية والوطنية وإشاعة ثقافة السلام والتسامح، وتعزيز قوة القانون والنزاهة واحترام المال العام، لترسيخ التعايش المتناغم والإسهام في بناء مجتمع أكثر عدالة وإنسانية وتعاونًا".
وشدد على ضرورة مبادرة الجهات المختصة لإدخال إصلاحات شاملة إلى المنظومات التربوية والخطاب الديني والمؤسسات الإعلامية لتوعية الناس وتنشئة ضمائرهم على الحس السليم والحسن والقبح، واحترام القانون وقدسية المال العام وعدم اختلاسه وهدره. وقال: "ينبغي بناء النسيج الاجتماعي والإنساني والاقتصادي على أساس المصالحة، وطي الخلافات وفتح صفحة جديدة والسعي للقضاء على الفساد والبطالة والجهل والأمية والتمكن من إدارة الاتفاق المجتمعي وتلبية متطلبات حياة المواطنين الذين نجدهم في حالة إحباط ويأس من مستقبل البلد"، مشددًا على أهمية التربية الدينية والوطنية والتعليم والإعلام في توعية الناس بمصيرهم ومستقبلهم.
وتابع: "يجب النظر بشكل استثنائي إلى هذه التحديات العظمى في كافة الأوجه، ليس تشريعيًا فقط، وإنما ممارسةً للمصلحة العامة وليس للمنافع الذاتية والفئوية، فنتغلب على الشر والفساد ونهزم داعش وكل الأغراب الذين ينشدون الموت ويمجدونه ويقاومون الحياة. إنها مسؤولية كبيرة وفرصة رائعة لتعلم العبر وتصحيح الأخطاء. لا ننسَ أن لنا أهم حضارة وتراث. ثقتُنا كبيرة بوعي شعبنا، بكافة أطيافه للعمل يدًا بيد وكعائلة واحدة من أجل أن نعيش المواطنة الواحدة بسلام وفرح، ونعزز العلاقات الأخوية الطيبة، أما العلاقة مع الخالق فهي شخصية؛ فالدين لله والوطن للجميع، وعلينا أن نخدم بضمير إيماني وإنساني ووطني صالح. فنعيش مثلما الله يريد ومثلما كلنا يتمنى".
ثم كانت الجلسة الرسمية التي ترأستها السيدة هناء عمانوئيل القس، وتكلم فيها حول المحاور الثلاثة: تعزيز العيش المشترك، والمواطنة الصالحة، ومفهوم المال العام في الخطاب الديني: كل من المطران جان سليمان والمطران شليمون وردوني والأب ألبير هشام، وثلاثة أشخاص من ديوان الوقف الشيعي والوقف السني، ثم فتح الباب أمام الأسئلة. وبين الجلسات رتلت الجوقة: يا إله الخير، وترتيلة للسلام. وختم اللقاء بقراءة التوصيات.

شارك