قيادات "القسام" ودورهم في عمليات ولاية سيناء
الثلاثاء 16/مايو/2017 - 03:44 م
طباعة

نشر موقع دعوة الحق أحد الأذرع الإعلامية لتنظيم داعش، أمس الاثنين، خبرا بوفاة الإرهابي الفلسطيني ابراهيم داوود أبو محسن، خلال اشتباكات مع قوات الجيش المصري في رفح.
وأشار التنظيم الإرهابي إلى أن أبو داوود الفلسطيني كان أحد عناصر كتائب القسام– الذراع العسكري لحماس – حيث انضم لتنظيم داعش ولاية سيناء.
الملفت للنظر أن أبو داوود ليس العنصر الجهادي الوحيد الذي ترك كتائب القسام للانضمام لداعش، فعلى الرغم من الحرب الكلامية الاعلامية بين كتائب القسام وتنظيم داعش، إلا أن هذه الحرب لم توقف تدفق عناصر كتائب القسام للانضمام لتنظيم داعش، لا سيما وأن أغلبهم توجهوا للفرع الأقرب جغرافيا إليهم وهو سيناء، وهو الأمر الذي يعكس أن اتساع الانشقاقات بين كتائب القسام وحماس من جهة، إلى جانب الانقسامات الداخلية لعناصر كتائب القسام عن قياداتها بالجناح، الانشقاقات التي بدأت تظهر على السطح بوضوح عام 2014.
انشقاقات بين القسام وقادة المكتب السياسي لحماس
كانت بداية الانشقاقات في فبراير 2014، حيث نشر موقع جريدة "العرب" الصادرة من لندن، تقريرا نقلا عن صحيفة "وورلد تريبيون" الأميركية ، رفض جناح العسكري لحركة حماس – القسام – الانصياع إلى المكتب السياسي للحركة في ما يتعلق بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، بينما يرفض هنية والسياسيون رفع السلاح في وجه إسرائيل تمسكا بالالتزام الهدنة الموقعة بين حماس وإسرائيل في ذلك الوقت.
وشهدت حماس حركة تمرد وانشقاقات من قبل قادة الجناح العسكري، رفضا لتعليمات هنية وأعضاء المكتب السياسي بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، مما دفع الجناح السياسي لحماس من تحذير عناصر القسام من استفزاز تل أبيب، وذلك لتنفيذ الهدنة المتفق عليها بينها وبين قوات الاحتلال، وأمعنت حماس في تحذيرها بنشر قوات من الأمن الداخلي على طول الحدود، وإلقاء القبض على عدد من عناصر الجهاد الإسلامي وألزمتهم بالإمضاء على التزام يمنع بموجبه استهداف إسرائيل، في الوقت الذي تزايدت فيه مخاطر إهمال الجناح العسكري لتحذيرات هنية، خاصة وأن الجناح العسكري يسيطر على قطاع غزة، ويفرض سيطرته على الأرض ويمكنه اتخاذ القرار وإطلاق الصواريخ دون الرجوع إلى القيادة السياسية سواء إسماعيل هنية بالداخل أو خالد مشعل بالخارج.
أما عن التعاون بين "كتائب القسام" وتنظيم ولاية سيناء قام المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، بنشر تقريرا مطولا في ديسمبر 2015، نقلا عن صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اتهمت فيه تل أبيب حماس بوجود علاقات وطيدة مع "ولاية سيناء" التابعة لتنظيم داعش، حيث أشارت لتسلل عناصر من كتائب القسام التابع لحركة حماس، إلى سيناء للانضمام إلى فرع التنظيم هناك.
وأشار التقرير إلى المصالح المتبادلة بين القسام وولاية سيناء، وذلك في تلقي التنظيم الإرهابي تمويلا من حماس حتى يحافظ على مخازن الأسلحة التابعة له في سيناء، علاوة على المساعدة التي يقدمها التنظيم لحماس في مساعيها الحثيثة لتهريب الأسلحة من شبه جزيرة سيناء إلى قطاع غزة، وبالمقابل تقوم حماس، وتحديدًا الجناح العسكري، بتقديم المعونة لولاية سيناء عن طريق استقبال مصابوه خلال المعارك مع الجيش المصري، حيث تقوم الحركة بعلاج جرحى هذه التنظيمات في مستشفيات القطاع، وبالمقابل تسمح هذه التنظيمات لحماس بالاحتفاظ بمخازن أسلحة في شبه الجزيرة، وتساعدها على تهريبها إلى القطاع.
انضمام خمس قيادات من القسام لولاية سيناء:
على الرغم من إنكار حماس بوجود علاقات لها مع تنظيم ولاية سيناء، إلا أنه في مارس 2016، أي بعد عام نشرت جريدة "الشرق الأوسط" تقريرا عن انضمام أبو مالك أبو شاويش وقائد سرية آخر ناشط في كتائب القسام إلى تنظيم ولاية سيناء بعد خروجهما عبر الأنفاق مع عائلتيهما إلى الأراضي المصرية بتنسيق مع مقاتلين من التنظيم.
الأمر الذي أكدته مصادر تابعة لحماس في أن محمد حسن أبو شاويش (والملقب بأبو مالك)، وهو المساعد الأيمن لقائد لواء رفح بالقسام والمسؤول عن الإمداد العسكري، ومنسق العلاقة اللوجستية مع ولاية سيناء إلى جانب أربعة أخرون منهم عبد الله ابو عازرة قائد سرية ناشط في القسام، وطارق بدوان، وقائد ميداني بارز يعد أحد مؤسسي وحدة النخبة بالقسام، وأن الخمسة وصلوا إلى سيناء بمرافقة أسرهم وأطفالهم، ليتكرر الأمر في فبراير هذا العام 2017، حيث أكدت عدد من التقارير الصحفية انضمام عدد كبير من عناصر القوات الخاصة لحركة حماس غادروا قطاع غزة للانضمام لمقاتلى تنظيم داعش بمصر، وأن هذه العناصر تابعة لكتائب عز الدين القسام، وهم من نخبة الجناح العسكري، فهم خبراء بصناعة القنابل، الأمر الذي يعكس أن الجناح العسكري أصبح يعمل بشكل منفرد عن الجناح السياسي لحركة حماس وقيادته.