مجددا.. الطائفة الإسماعيلية تحت "مقصلة" داعش فى مدينة السلمية السورية
الخميس 18/مايو/2017 - 01:34 م
طباعة
عاد تنظيم داعش مجددا للهجوم على معقل الطائفة الإسماعيلية فى مدينة السلمية السورية حيث شن اليوم الخميس 18-5-2017م هجوماً مفاجئاً على مدينة السلمية ذات الغالبية الإسماعيلية في ريف حماة الشرقي وأفاد ناشطون أن تنظيم "الدولة" شن صباحا هجوماً مباغتاً على قريتي "المبعوجة وعقارب الصافي" في ريف السلمية الشمالي الشرقي بمحافظة حماة وترافق الهجوم بقصف مدفعي وصاروخي طال الأبنية السكنية في قرى "المبعوجة وعقارب الصافي والصبورة" إلى جانب مدينة السلمية، الأمر الذي أدى إلى سقوط عدد من الشهداء في صفوف المدنيين.
"شبكة أخبار السلمية وريفها" الموالية على موقع "فيس بوك" أكدت مقتل 14 شخصاً في حصيلة أولية لهجوم تنظيم "الدولة"، بينهم نساء وأطفال، في حين قالت صفحة "سلمية البلد" أن التنظيم ارتكب مجزرة بحق مدنيي "عقارب" قبيل انسحابه من القرية، حيث قاموا بذبح عائلة "يحيى شبيب" بالكامل و4 أطفال من عائلة عثمان، إلى جانب وجود عشرات المفقودين الذين يعتقد بأنه تم اختطافهم من قبل التنظيم قبل انسحابه.
في هذه الأثناء، تشهد القرى الواقعة شرق مدينة السلمية، حركة نزوح للمدنيين نتيجة الاشتباكات الدائرة بين تنظيم داعش و قوات النظام السورى ويعد هذا الهجوم الأعنف خلال عام 2017م ، الذي ينفذه تنظيم الدولة على هذه مدينة السلمية، حيث انطلق التنظيم من بلدة عقيربات التي تعتبر معقله الرئيسي في ريف حماة الشرقي ويتخوف ناشطون من محاولات لنظام الأسد بتسهيل دخول تنظيم "الدولة" إلى مدينة السلمية ذات الغالبية الإسماعيلية، بهدف المتاجرة بها على المستوى الدولي، كما حدث في مدينتي معلولا ومحردة المسيحيتين، عبر إظهار تنظيم الدولة بأنه يقوم بقتل وتشريد الأقليات الدينية والعرقية في سوريا، على غرار ما حدث في جبل سنجار، وما تعرضت له الطائفة الإيزيدية من قتل وتهجير على أيدي عناصر التنظيم.
وتقع مدينة السلمية على بعد 30 كيلومتراً إلى الشرق من حماة وسط سوريا، ويبلغ عدد سكانها حوالي 200 ألف نسمة، إلّا أن هذا الرقم ازداد إلى الضعف بعد أن عاد عددٌ كبير من أبناء المدينة إليها جراء المعارك التي اجتاحت مناطق دمشق وحلب تحديداً وتعتبر السلميّة تاريخياً موطن الطائفة الإسماعيلية في سوريا، وهذه الطائفة تشكل 65 بالمئة من نسبة السكان هناك، بينما تبلغ نسبة السنة حوالي 25 بالمئة، مع وجود أعدادٍ من البدو وأقلية علوية لا تزيد عن 3 بالمئة استوطنت منطقةً "ضهر المغر" المرتفعة على أطراف المدينة مع وصول عائلة الأسد للسلطة في سوريا وشهدت السلمية حراكاً ثورياً مع انطلاقة الثورة السورية، وشهدت العديد من أحيائها تظاهرات مطالبة بإسقاط النظام السورى .
وعلى الجانب الاخر لازالت داعش تعزز من موقفها حول المدينة من خلال سيطرتها على غرب المدينة ضمن مثلث يقع بين مدن الرستن وتلبيسة وعز الدين، والتنسّيق مع قرية الكرين الموالية له لتنسيق هجمات في ريف سلمية الغربي بالإضافة الى سيطرته على مناطق واسعة شرق سلمية تمتد حتى الرقة، تبدأ من منطقتي شاعر وعقيربات اللتين يقوم التنظيم انطلاقاً منهما بعمليات على خط الإمداد العسكري للنظام (إثرية، الصبورة، السعن، الشيخ هلال) وهو خط عسكري يصل بين أماكن سيطرة النظام في المنطقة الجنوبية من سورية والمنطقة الشمالية كما يعمل "داعش" على استمالة القرى البدوية في ريف سلمية من أجل الاعتماد عليها كمنطلق لعملياته، من خلال اتباع أسلوب النظام بالعزف على الوتر الطائفي.
ويعتمد تنظيم داعش أيضاً على بعض الكتائب العسكرية المعارضة الموجودة في المنطقة التي يبدو أنها بايعته في السر، كلواء العقاب الإسلامي الذي يتخذ من منطقة "قصر ابن وردان" شرق مدينة السلمية مركزاً له والذى سيطر على منطقة جبل سنجار في ريف إدلب الشرقي القريب من مدينة "سَلَمية"، بعدما انضم إليه خلال الأيام القليلة الماضية حوالي 300 عنصر من ريف حماة الشرقي، ليصبح تعداده حوالي 500 عنصر، بقيادة صدام خليفة الملقّب بـ"أبي إسلام"، والذي يتحدر من عشيرة "موالي الخليفة" من مدينة حماة.
مما سبق نستطيع التأكيد على انه سيواجه النظام السوري ازمة كبيرة بترك "سَلَمية" لـ"داعش" ما لم يفتح النظام خط إمداد آخر، وهو ما يعمل عليه النظام من خلال جبهة مورك في ريف حماة الشمالي، الذي استمات في استعادة السيطرة عليها تمهيداً لفك الحصار عن معسكري وادي الضيف والحامدية، مستغلاً تشتّت المعارضة في المنطقة والاقتتال الداخلي بين فصائلها وبذلك يتبع الاسد سياسة إخافة الطائفة الإسماعيلية من القوى المتطرفة وتحويل الثورة إلى مقارنة بينه و"داعش" وبذلك تكون "سَلَمية" بوضعها بين مطرقة النظام وسندان تنظيم «داعش»، حلقة جديدة من حلقات تفكك شبكة تحالفات النظام بسبب نظرته الطائفية والتهديد المستمر لأهلها بالتنظيم الدموي فهل ستكون "سَلَمية" الحلقة الثانية بعد "السويداء" في مسلسل سقوط تحالفات الأسد هذا ما ستجيب عليه الأيام القادمة