نائب الفاتيكان في مقديشو يشرح اسباب تغلغل داعش في الصومال
الثلاثاء 30/مايو/2017 - 01:56 م
طباعة
حول تغلغل تنظيم (داعش) في الصومال قال النائب الفاتيكاني في مقديشو المطران جورجو بِرتين، إن الخصومات العشائرية وصراع القبائل والأسباب الاقتصادية من فقر وبطالة تسهل تغلغل داعش فكر وعمل في الصومال وذلك تعليقًا منه على أول هجوم انتحاري في الصومال، الذي وقع الأسبوع الماضي في مدينة بوصاصو (شمال)، وتسبب بمقتل 5 أشخاص.
وأضاف المونسنيور جورجو بِرتين، في تصريحات لوكالة أنباء فيدس الفاتيكانية، أنه ’مما قيل لي، يبدو أن تنظيم (داعش)، يدفع مبالغ أفضل في ظل الوضع المتأزم في الصومال‘، لذا فـ’من السهل العثور على أتباع‘، في البلاد.
وأردف ’علينا أن نضع في اعتبارنا أيضًا أن ضمن حركة الشباب الصومالية هناك نزاعات داخلية ترتبط بالقضايا العشائرية‘، ولا ’يدهشني أن ينخرط بعض أتباع الحركة في صفوف تنظيم داعش، سواء أكان ذلك لعدم اتفاقه مع النهج الذي تتّبعه قيادته، أم لأسباب عشائرية، أو عوامل جذب اقتصادية أيضًا‘، مبينًا أن ’الحديث عن حضور التنظيم بالصومال، يدور منذ سنة تقريبًا‘، وفي العادة ’في منطقة بونتلاند، حيث تقع بوصاصو‘.
وذكر المطران بِرتين، وهو أسقف جيبوتي أيضًا ويعيش في الصومال منذ 33 عامًا، أنه ’ربما كان من السهل تمركز تنظيم داعش في منطقة كهذه (بونتلاند)، المفتوحة على حركة عمليات تهريب مختلفة‘، وحيث ’كان هناك انتعاش للقرصنة الصومالية في الأشهر الأخيرة‘. وخلص إلى القول ’من المحتمل أن يكون هناك ارتباط بين تنظيم داعش في البلاد واستئناف الهجمات من قبل القراصنة الصوماليين، لكن لا يمكن الجزم بهذا الموضوع‘، وربما ’دفع الجفاف المنتشر في القرن الأفريقي بالبعض إلى استئناف أعمال القرصنة‘.
وقالت دراسة لمرصد الافتاء إن تنظيم داعش الإرهابي يواجه مأزق البقاء في الصومال بسبب « ُشح» الموارد المالية، فضلا عن مطاردة جماعة «الشباب» الصومالية الموالية للقاعدة لأتباع داعش.
وأضافت الدراسة، أن داعش فشل في تثبيت موطئ قدم له في الصومال التي سعى بشدة إلى إقامة دولته المزعومة بها؛ نظرا لموقعها الاستراتيجي وأهميتها في تأكيد وجوده في قارة أفريقيا، وتثبيت صراعه وتنافسه مع القاعدة في شرقي القارة وشمالها.ويبدو ان التنظيم لجا الي ضخ اموال لكسب موالين وأن أنظار داعش اتجهت إلى الصومال في ظل تصاعد وتيرة الانشقاقات الداخلية في جماعة الشباب؛ ما أدى إلى تآكل دور جماعة الشباب وتراجعها وفقدانها السيطرة على كثير من نفوذها السياسي والاجتماعي بعد تحرير الجيش الصومالي معظم المناطق التي تسيطر عليها.
أوضحت الدراسة أنه مع ظهور داعش نشب خلاف داخل الجماعة بين مؤيد لمبايعة داعش ومعارض لذلك، الأمر الذي انتهى بظهور بعض الخلايا التي انشقت عن الجماعة وبايعت «داعش» كان أبرزها جماعة «جاهبا إيست أفريكا».
ولذلك لم تتوان جماعة الشباب لحظة عن إطلاق وعيد قاس لمن يعلن ولاءه لداعش أو حتى يبدي تعاطفه معه، وهو الوعيد الذي تمثل في تنفيذ عمليات إعدام ميدانية وهجمات ضد العناصر المبايعة لداعش.
ويرى مراقبون، أنه بعد القضاء على المحاكم الصومالية أصبحت «جماعة الشباب» أقوى الفصائل المسلحة في الصومال، ويقدر عدد عناصرها ما بين 3 آلاف إلى 7 آلاف مقاتل، ويتبع عناصر الجماعة أساليب مشابهة لأساليب تنظيم القاعدة، من حيث الاستهداف عبر العبوات الناسفة على الطرق، أو السيارات المفخخة، هجمات انتحارية، والقصف المدفعي.
وأكدت الدراسة التي أعدها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن الصراع بين تنظيمي «داعش والقاعدة» اشتد حول كسب الولاءات .
مشيرة إلى أن جماعة «الشباب الصومالية» تتمتع بنفوذ واسع يمكنها من أن تقوض جهود تنظيم داعش لبسط سيطرته على القرن الأفريقي؛ ما يجعل تلك المناطق خالصة للجماعة التي تشهد هي الأخرى تراجعا أمام النفوذ العسكري الحكومي في الفترة الأخيرة.
مضيفة أنه في ظل الهزائم المتلاحقة التي تضرب تنظيم داعش في العراق وسوريا وليبيا، يواجه فرعه في الصومال تحديات كبيرة في التمويل وشح الموارد المالية؛ مما يعود بالسلب على مستقبل التنظيم في الصومال.