خراب كنائس الموصل وعودة كريستينا بعد 3سنوات مع داعش

الإثنين 12/يونيو/2017 - 02:09 م
طباعة خراب كنائس الموصل
 
خراب كبير في كنائس الموصل وعودة طفلة بعد ان خطفها داعش ب3 سنوات هما اكثر حادثين يتحدث عنهما العراق الان فحول خراب الكنائس تفقد البطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو الجانب الشرقي من مدينة الموصل، حيث وقف على آثار الدمار التي لحق بها في ظل سيطرة تنظيم ما يسمى بـ’داعش‘ على المنطقة قبل تحريرها من قبل القوات العراقية.
وزار الوفد المرافق كنيسة الروح القدس الكلدانية، ودير مار كوركيس للرهبان الكلدان، ودير النصر لراهبات قلب يسوع الأقدس، وكنيسة مار أفرام للسريان الأرثوذكس، وكنيسة البشارة للسريان الكاثوليك، وكنيسة مار بولس للكلدان ومطرنية الكلدان، وكنيسة الشهداء للكنيسة الشرقية القديمة وبيت راهبات بنات مريم.
وأشارت البطريركية الكلدانية في بيان لها عن الزيارة إلى أن ’الخراب في الكنائس كبير، ويعبر عن عدوانية تنظيم داعش وكراهيته وحقده ضد الكنائس، ووحشيته لتدمير آثارهم وازالتها. فحيطان الكنائس جردت من المرمر، والأرضية من الكاشي، والأبواب قلعت والشبابيك كسرت، والكهربائيات سرقت، وما تبقى هي جدران أو سقوف مفتوحة. أمر مؤلم حقًا‘.
وقال البطريرك ساكو ’من دون عودة المسيحيين تفقد المدينة لونها وأصالتها. أقولها بصدق: المسيحيون هم أهل البلد وإنني مستعد لتوفير كل ما بإمكاني لتسهيل عودتهم وتوفير الحماية لهم‘، مؤكًدا على أهمية تواجد المسؤولين الحكوميين والإداريين في مراكزهم في الموصل وتلكيف والحمدانية حتى يتابعوا العمل ومعاملات الناس وتطمئنهم.
كما نبه غبطته عن موضوع بيوت المسيحيين وأملاكهم، والحفاظ عليها من عبث المافيات، مؤكدًا أن ثمة عائلات مسيحية ستعود والكنيسة سوف تهتم بها وترعاهم. وأضاف ’على العراقيين أن يتعلموا الدرس المؤلم من هذه المحنة- الماساة، ويغيروا عقليتهم وثقافتهم، ويحبوا بعضهم ويرسخوا قواعد العيش معًا بسلام‘.
وفي سياق متصل نشرت  وكالة رويترز قصة طفلة مسيحية عراقبة عادت الي اهلها بعد خطفها ب3 سنوات حيث عادت طفلة مسيحية عراقية تبلغ من العمر ستة أعوام إلى حضن عائلتها مرة أخرى لتردد مجددا كلمة "ماما" و "بابا" التي حرمت منها منذ أن خطفها تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف إعلاميًا باسم داعش، ‬‬‬قبل ثلاثة أعوام.
وقالت والدتها عايده نوح "أسعد يوم في حياتي هو اليوم الذي عادت فيه كريستينا إلينا مرة أخرى".
وكانت الهالات السوداء حول أعين الأم دليلا واضحا على الليالي التي قضتها دون نوم منذ آب 2014 عندما خطف المتشددون كريستينا منها بعد بضعة أسابيع من اجتياحهم بلدة قرة قوش التي تبعد 15 كيلومترا جنوب شرقي الموصل.
وقالت الأم "ظلت ثلاثة أعوام مع الإرهابيين. بالطبع نسيت من والدتها ومن والدها .. نسيت أننا عائلتها لكنها ستدرك ذلك مجددا".
وكان تنظيم الدولة الإسلامية خطف الآلاف من الرجال والنساء والأطفال من الأقليات في العراق خاصة من اليزيديين. والمسيحيون الذين لم يهربوا أو لم يتمكنوا من الهرب آنذاك تلقوا إنذارا يطالبهم بدفع جزية أو التحول إلى الإسلام أو مواجهة الموت بحد السيف.
وأجبرت العائلات المسيحية التي ظلت في قرة قوش على ترك منازلها في 22 آب 2014. وأخذ المتشددون كريستينا من الحافلة الصغيرة التي كانت تقودهم إلى أطراف منطقة خاضعة للدولة الإسلامية بعد تهديد عايدة التي قاومتهم باستماتة.
وتكللت جهود العائلة باقتفاء أثرها من خلال أصدقاء عرب بالنجاح يوم الجمعة عندما تلقت العائلة اتصالا بالعثور على كريستينا في حي التنك وهو من الأحياء الفقيرة بالموصل.
وبعد ثمانية أشهر من الهجوم المدعوم من الولايات المتحدة لاستعادة الموصل عادت المدينة بأسرها إلى قبضة قوات الحكومة العراقية باستثناء جيب على الضفة الغربية من نهر دجلة.
وقال خضر توما والد كريستينا وهو كفيف البصر ويضع نظارة سوداء على عينيه "ذهبنا إلى مكان قذر في حي التنك.. وأخذنا الطفلة" وكان محاطا بعائلته التي التأم شملها بعودة الصغيرة كريستينا.
وكان أخوتها وهم شقيقان وشقيقتان قد هربوا إلى منطقة كردية قبل وصول المتشددين.
وقالت كريستينا وهي تلهو بلعبة بلاستيكية في منزل متنقل للنازحين في حي عنكاوا وهو حي مسيحي بمدينة اربيل شرقي الموصل "أنا مع ماما وبابا".
وقال الوالدان إنهما يأملان حاليا في الرحيل من هذا المكان لنسيان المحنة التي تعرضا لها.
وفي الوقت نفسه تواجه العائلة قائمة انتظار طويلة في المنطقة المكتظة التي يعيشون بها لأن منزلهم في قرة قوش تعرض للدمار الكامل تقريبا في القتال الذي دار لطرد المتشددين.

شارك