في الشهر الثامن من المعركة.. القوات العراقية تدخل أخر معاقل "داعش" بالموصل
الأحد 18/يونيو/2017 - 04:33 م
طباعة
في مساعي منها لاستعادة مدينة الموصل في أسرع وقت، بدأت القوات العراقية اليوم الأحد 18 يونيو 2017، اقتحام المدينة القديمة في الشطر الغربي من الموصل في شمال العراق، سعيا لطرد آخر عناصر تابعة للتنظيم الإرهابي "داعش" المتحصنين فيها، بعد ثلاث سنوات من حكم "الخلافة.
تعتبر المدينة القديمة هي آخر معقل تحت سيطرة تنظيم داعش الإهاربي في الموصل التي كان التنظيم يعتبرها عاصمته في العراق، حيث تعتبر الموصل القديمة المكتظة بالسكان عبارة عن أزقة ضيقة، حيث يجري القتال عادة فيها من منزل لمنزل.
كذلك تضم المدينة القديمة جامع النوري الكبير المسجد الذي شهد الظهور الوحيد لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي في يوليو 2014، حيث أعلن إقامة "الخلافة" في مناطق واسعة من سوريا والعراق.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 100 ألف مدني ما زالوا محاصرين هناك في ظروف مروعة مع نقص الغذاء والماء والدواء وتضاؤل فرص الوصول إلى مستشفيات.
ونقلت وكالة "رويترز" عن الفريق عبدالغني الأسدي، قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب التي تقود الهجوم، قوله إن "هذا آخر مسلسل" في الحملة لاستعادة الموصل.
وقالت الأمم المتحدة، يوم الجمعة، إن قناصة من "داعش" يطلقون النار على عائلات تحاول الفرار سيراً على الأقدام أو بالقوارب عبر نهر دجلة ضمن تكتيك للإبقاء على المدنيين كدروع بشرية.
وسقوط الموصل سيمثل فعليا نهاية النصف العراقي من الدولة الداعشية التي أعلنها أبو بكر البغدادي في خطبة ألقاها في جامع النوري قبل ثلاث سنوات وتضم أجزاء من العراق وسوريا.
وقال قائد عمليات قادمون يا نينوى الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله في بيان إن "قوات الجيش ومكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية، تشرع باقتحام المدينة القديمة" في غرب الموصل.
بدوره، أكد أحد قادة قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي لوكالة فرانس برس أن "الهجوم على المدينة القديمة قد بدأ.
فيما أوضح ضابط من قيادة عمليات "قادمون يا نينوى" أن "الضربات الجوية التمهيدية بدأت عند منتصف الليل تقريبا. بدأت قوات الأمن باقتحام أجزاء من البلدة القديمة فجرا.
كان يري محللون أن المدينة القديمة ستكون المرحلة الأصعب من العملية، نظرا إلى شوارعها الضيقة ومنازلها المتلاصقة التي بنيت قبل أكثر من مئة عام.
ووفق فرانس برس فإن القوات العراقية تحاول الاختراق، لكن المقاومة شرسة وداعش بنى خطوط دفاع قوية، وعقب استعادة المدينة القديمة، فيعتبر ذلك خسارة فادحة للتنظيم الإرهابي.
كانت القوات العراقية بدأت في 17 أكتوبر الماضي أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق منذ سنوات، لاستعاد السيطرة على الموصل. فاستعادت الجزء الشرقي من المدينة في يناير، وأطلقت عملية الجزء الغربي في فبراير.
وقال ممثل مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في العراق برونو جدو إن تنظيم الدولة الاسلامية يحتجز المدنيين خلال معارك خارج الموصل، ويرغمهم على التوجه إلى المدينة القديمة.
وأوضح جدو للصحافيين في جنيف أن "أكثر من مئة ألف مدني قد يكونوا محتجزين في المدينة القديمة، مضيفًا أن مقاتلي تنظيم داعش اقتادوهم معهم عندما رحلوا عن مواقع كانت تشهد معارك". وتابع أن "هؤلاء المدنيين محتجزون كدروع بشرية في المدينة القديمة، مؤكدًا على أن هؤلاء المدنيين المحرومين من المياه والغذاء والكهرباء يعيشون في "ظروف يتزايد فيها النقض والرعب، مشيرا إلى أنهم محاطون بالمعارك من كل جهة.
ومنذ انطلاق العمليات العسكرية قبل ثمانية أشهر، نزح نحو 862 ألف شخص من الموصل، عاد منهم نحو 195 ألف، معظمهم إلى مناطق شرق الموصل.
كانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن مدينة الموصل وقعت في 10 يونيو 2014 تحت سيطرة التنظيم الإرهابي "داعش"، حيث أعلن أبو بكر البغدادي إقامة دولة الخلافة من مسجد النوري غرب الموصل، ودخلت معركة الموصل الشهر الثامن، حيث انطلقت معركة تحريرها في أكتوبر 2016، وحتي الأن ما زالت القوات العراقية تواصل حربها ضد التنظيم الإرهابي.
وتمكنت القوات العراقية خلال الحملة عسكرية، من استعادة النصف الشرقي للموصل، ومن ثم بدأت فى معارك الجانب الغربي كما نجحت في استعادة أكثر من نصف مساحة الجانب الغربي لمدينة الموصل ، وسط تراجع لقدرات تنظيم داعش القتالية بسبب محاصرة المناطق الخاضعة لسيطرته من جميع الجهات واستهداف ضربات الطيران العراقي و التحالف الدولي لمقراته وتجمعاته.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية أن القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن، في 19 فبراير الماضي، انطلاق عملية تحرير الساحل الأيمن من مدينة الموصل (الجزء الغربي)، بعد أن تم تحرير الجانب الأيسر منها، مع نهاية يناير الماضي، من سيطرة "داعش".