داعش بين الاستسلام أو الموت فى أزقة مدينة الموصل القديمة
الإثنين 19/يونيو/2017 - 12:51 م
طباعة
يبدو ان خيارات تنظيم داعش الدموى أصبحت محصورة بين الاستسلام أو الموت فى أزقة مدينة الموصل القديمة وذلك بعد أن واصلت القوات العراقية، تضييق الخناق على آخر الأحياء الخاضعة للتنظيم بالمدينة القديمة غرب الموصل، ملقية منشورات فيها توصيات للمواطنين ودعوات للمتطرفين بالاستسلام.
وبدأت القوات العراقية، يوم الأحد 18-6-2017م اقتحام المدينة القديمة في الشطر الغربي من الموصل في شمال العراق، سعياً لطرد آخر متطرفي التنظيم المتحصنين فيها وألقت وحدات العمليات النفسية، مساء الأحد، بالتنسيق مع القوات الجوية العراقية، ما يقارب 500 ألف منشور في سماء الموصل ويعلم المنشور المواطنين بأن القوات العراقية "تحيط بالموصل القديمة من كل مكان، وقد شرعت بالهجوم من جميع الاتجاهات" كما يدعو المنشور الموقع من قائد عمليات "قادمون يا نينوى"، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، المواطنين إلى "الابتعاد عن الظهور في الأماكن المفتوحة و استغلال أي فرصة تسنح أثناء القتال ستوفرها القوات والتوجه إليها، تفادياً لاستغلالكم كدروع بشرية".
وعلى الضفة المقابلة من نهر دجلة، تمركزت آليات هامفي قرب المسجد الكبير في شرق الموصل المواجه للمدينة القديمة، وبدأت تبث عبر مكبرات الصوت رسائل إلى المدنيين والمتطرفين وأكدوا للمدنيين المحاصرين داخل المدينة "نحن قادمون إلى المدينة القديمة، القوات الأمنية على وشك إنهاء معاناتكم. شرق الموصل وغربها سيتحدان مجدداً قريباً" أما للإرهابيين، فخيرتهم القوات الأمنية بين قرارين "الاستسلام أو الموت"، إلى جانب رسائل أخرى مختلفة وأوضح ضابط كبير في الفرقة 16 بالجيش العراقي لوكالة فرانس برس أن "هذا جزء من الحرب النفسية التي نشنها ضد داعش".
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أن أكثر من 100 ألف مدني عراقي محتجزون لدى عناصر "داعش" كدروع بشرية في الموصل القديمة التي تسعى القوات العراقية إلى استعادة السيطرة عليها وصرح ممثل مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة للاجئين العراقيين برونو جدو في مؤتمر صحفي من جنيف أن "أكثر من 100 ألف مدني ربما ما زالوا محتجزين في المدينة القديمة، وهؤلاء المدنيون محتجزون بأغلبهم بمثابة دروع بشرية كما أفاد الأسبوع الماضي شهود عيان وموظفو إغاثة يعملون في الموصل بأن عشرات المدنيين قتلوا أثناء فرارهم من داعش وكانت الأمم المتحدة حذرت في أواخر مايو 2017م من أن نحو 200 ألف مدني معرضون لخطر كبير في المراحل الأخيرة من المعارك في الموصل، إذ يخشى أن يستخدمهم التنظيم كدروع بشرية كما أعربت منظمة "سيف ذا تشيلدرن"، الأحد 18-6-2017م ، عن قلقها حيال مصير نحو 50 ألف طفل، أي ما يعادل نصف عدد المدنيين المحاصرين.
وتمثل عملية اقتحام المدينة القديمة في غرب الموصل، حيث الأزقة الضيقة والمباني المتلاصقة، تتويجاً للحملة العسكرية التي بدأتها القوات العراقية قبل ثمان أشهر لاستعادة كامل مدينة الموصل، آخر أكبر معاقل "داعش" في البلاد وكان قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد جودت، قد أعلن فى وقت سابق عن كسر الخط الدفاعي الأول والثاني للدواعش وأن قواته توغلت 150 مترا في عمق المدينة القديمة من جهة باب البيض، ودمرت مواضع القناصين والرشاشات الثقيلة و3 عجلات مفخخة، كما قتلت 15 إرهابياً، فيما تستمر وحدات الشرطة الاتحادية في تقدمها شمالاً في حي الشفاء لاستعادة مستشفى الجمهوري في المدينة القديمة
كما قال قائد عمليات "قادمون يا نينوى"، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، في بيان، إن "قوات الجيش ومكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية، تشرع باقتحام المدينة القديمة" في غرب الموصل كما أكد أحد قادة قوات مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي، لوكالة فرانس برس أن "الهجوم على المدينة القديمة قد بدأ وأن "الضربات الجوية التمهيدية بدأت عند منتصف الليل تقريباً. بدأت قوات الأمن باقتحام أجزاء من البلدة القديمة فجراً".
مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان خيارات تنظيم داعش الدموى أصبحت محصورة بين الاستسلام أو الموت فى أزقة مدينة الموصل القديمة وذلك بعد أن واصلت القوات العراقية، تضييق الخناق على آخر الأحياء الخاضعة للتنظيم بالمدينة القديمة.