استعادة المدينة القديمة بالموصل.. هل تنتهي "دولة الخلافة" في العراق؟

الإثنين 19/يونيو/2017 - 05:48 م
طباعة استعادة المدينة القديمة
 
بعد مرور أكثر من 8 أشهر علي معركة تحرير الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، نجحت القوات العراقية في استعادة أخر معاقل التنظيم وهي المدينة القديمة من الموصل، والتي قد تكون نهاية دولة الخلاقة في العراق.
استعادة المدينة القديمة
وفجر التنظيم الإرهابي اليوم الأحد 19 يونيو 2017، لكن نحو 20 سيارة مفخخة لعرقلة التقدم العراقي، حيث تسعى القوات الحكومية العراقية إلى انهاء "بلاد الرافدين" من مشروع "دولة الخلافة" الذي أعلنه زعيم داعش المعروف بأبوبكر البغدادي، وذلك من خلال استكمال استعادة مركز مدينة الموصل، المعقل الأبرز للتنظيم في العراق، ومقر قيادته.
تعتبر المدينة القديمة هي آخر معقل تحت سيطرة تنظيم داعش الإهاربي في الموصل التي كان التنظيم يعتبرها عاصمته في العراق، حيث تعتبر الموصل القديمة المكتظة بالسكان عبارة عن أزقة ضيقة، حيث يجري القتال عادة فيها من منزل لمنزل.
كذلك تضم المدينة القديمة جامع النوري الكبير المسجد الذي شهد الظهور الوحيد لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي في يوليو 2014، حيث أعلن إقامة "الخلافة" في مناطق واسعة من سوريا والعراق.
ويري مراقبون أن معركة الموصل القديمة هي آخر المعارك الكبيرة التي يخوضها تنظيم داعش في العراق، بعدما خسر الحواضر الكبرى التي كان يسيطر عليها، مثل الرمادي وهيت والفلوجة وتكريت.
كانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن الأمم المتحدة قالت إن نحو 100 ألف مدني ما زالوا محاصرين هناك في ظروف مروعة مع نقص الغذاء والماء والدواء وتضاؤل فرص الوصول إلى مستشفيات.
ونقلت وكالة "رويترز" عن الفريق عبدالغني الأسدي، قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب التي تقود الهجوم، قوله إن "هذا آخر مسلسل" في الحملة لاستعادة الموصل.
وقالت لجنة الإنقاذ الدولية سيكون هذا وقتا مروعا لنحو مئة ألف شخص مازالوا عالقين في مدينة الموصل القديمة، يواجهون الآن خطر أن يحاصرهم القتال الضاري المتوقع أن يجري في الشوارع.
يري مراقبون أن خسارة داعش للمدينة القديمة سيكون بذلك فقد سيطرته الكامله في العراق، ولن يتبق تحت سيطرته سوى مناطق ريفية أو نائية متفرقة في كركوك ونينوى والأنبار.
القيادة العسكرية المسؤولة عن معركة الموصل، قالت إنها تحاول إقناع من تبقى من عناصر تنظيم داعش في الموصل القديمة بإلقاء السلاح وتسليم أنفسهم.
ويقول الفريق الركن عبدالغني الأسدي، قائد قوات مكافحة الإرهاب، إنه تم تقسيم المدينة القديمة في أيمن الموصل إلى أربعة محاور لاستعادتها من سيطرة تنظيم داعش.
ونجحت القوات العراقية أمس الأحد في كسر الطوق الدفاعي الذي يستخدمه داعش لعرقلة التقدم، في منطقة واحدة على الأقل، إذ تمكنت من التوغل داخل منطقة حي الفاروق في المدينة القديمة، بعد مناورة نفذتها فرقة العمليات الخاصة الثانية في جهاز مكافحة الإرهاب.
وقال وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، في بيان له، إن القوات الأمنية باشرت باقتحام المدينة القديمة من عدة محاور، وهي من الكورنيش إلى منطقة قضيب ألبان عرضا، ومن الجسر الخامس إلى جنوب المنطقة القديمة طولا.
استعادة المدينة القديمة
وكانت الشرطة الاتحادية توغلت، السبت، في عمق الجانب الأيمن للموصل، حيث سيطرت على شارع في حي الشفاء وطوقت مستشفى الجمهوري.
وتضم المدينة القديمة المنارة الحدباء وجامع النوري الكبير الذي أعلن منه زعيم تنظيم داعش، أبوبكر البغدادي، خلافته المزعومة.
ويقول ضباط سابقون في الجيش العراقي، إن تنظيم داعش يسعى لكسب الوقت فحسب عبر تفجير السيارات المفخخة بهذه الكثافة، إذ بات مدركا لحقيقة هزيمته في مركز الموصل.
ويقول الخبير العسكري العراقي، علي الربيعي، إن معركة الموصل القديمة صعبة وشاقة على القوات العراقية”، مشيرا إلى أن التنظيم سيحاول استخدام سكان المنطقة رهائن.
وأضاف إن داعش يركز على السيارات المفخخة للدفاع عن الموصل القديمة، وهو تكتيك، حتى إذا انخفضت فاعليته، سيبقى مؤثرا إذا كان الهدف منه عرقلة تقدم القوات المحررة وكسب الوقت.
وتابع أن التقديرات تشير إلى أن تنظيم داعش أعد نحو 80 عجلة مفخخة للدفاع عن الموصل القديمة، مشيرا إلى أن القوات العراقية ترد على هذا التكتيك، بتكتيك آخر، هو تقطيع الأوصال، لذلك تلتف على العديد من المناطق التي يسطير عليها داعش، وتتجاوز مناطق أخرى، لتجنب التعرض لخسائر كبيرة.
كانت القوات العراقية بدأت في 17 أكتوبر الماضي أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق منذ سنوات، لاستعاد السيطرة على الموصل. فاستعادت الجزء الشرقي من المدينة في يناير، وأطلقت عملية الجزء الغربي في فبراير.
كانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن مدينة الموصل وقعت في 10 يونيو 2014 تحت سيطرة التنظيم الإرهابي "داعش"، حيث أعلن أبو بكر البغدادي إقامة دولة الخلافة من مسجد النوري غرب الموصل، ودخلت معركة الموصل الشهر الثامن، حيث انطلقت معركة تحريرها في أكتوبر 2016، وحتي الأن ما زالت القوات العراقية تواصل حربها ضد التنظيم الإرهابي.
وتمكنت القوات العراقية خلال الحملة عسكرية، من استعادة النصف الشرقي للموصل، ومن ثم بدأت  فى معارك الجانب الغربي كما نجحت في استعادة أكثر من نصف مساحة الجانب الغربي لمدينة  الموصل ، وسط تراجع لقدرات تنظيم داعش القتالية بسبب محاصرة المناطق الخاضعة لسيطرته من جميع الجهات واستهداف ضربات الطيران العراقي و  التحالف الدولي لمقراته وتجمعاته.

شارك