بعد 250 يوماً من الدماء .. "ساعات" تفصل "الموصل" عن "الحرية" من قبضة داعش الدموية
الأربعاء 28/يونيو/2017 - 10:33 ص
طباعة
بعد مرور 250 يوماً من الدماء المتواصلة بين تنظيم داعش والقوات العراقية التى بدأت معركتها لتحرير الموصل فى 17أكتوبر 2016م يبدو أنه لم يتبقى سوي ساعات قليلة تفصل "الموصل" عن "الحرية" من قبضة داعش الدموية بعد أن تقدمت القوات العراقية صوب ضفة النهر في الموصل القديمة أخر معاقل التنظيم بالمدينة حيث أعلنت القوات المسلحة العراقية انتزاع السيطرة على حي المشاهدة بالموصل القديمة من داعش.
هذا وتقدمت القوات العراقية، أمس الثلاثاء 27-6-2017م ، نحو ضفة النهر بمدينة الموصل القديمة الهدف الرئيسي لها في حملتها المستمرة منذ ثمانية أشهر لاستعادة المدينة التي أعلنها تنظيم داعش عاصمة له، فيما قال رئيس الوزراء العراقي إنه يتوقع الانتصار قريبا جدا وتقاتل القوات العراقية حاليا نحو 350 مسلحاً منتشرين وسط المدنيين في المدينة القديمة وقالت القوات إن الشرطة الاتحادية طردت عناصر تنظيم داعش من جامع الزيواني ولم تتبق سوى أيام قليلة للقضاء تماما على المسلحين بالمدينة القديمة.
وقال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، عبر موقعه مساء الاثنين 26-6-2017م "الوقت قريب جدا لإعلان النصر النهائي على عصابات داعش الإرهابية" وأبلغ اللواء عبدالوهاب الساعدي من قوات مكافحة الإرهاب مراسل رويترز بالقرب من خط القتال في قلب المدينة القديمة أن العملية مستمرة لتحرير باقي أجزاء المدينة القديمة وقال الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية للتلفزيون الحكومي العراقي إن القوات العراقية أمامها نحو 600 متر فقط للوصول إلى شارع الكورنيش المحاذي للضفة الغربية لنهر دجلة وأن قواته ستصل إلى شارع الكورنيش في غضون أيام قليلة وستحسم المعركة و أن الشرطة الاتحادية طردت المسلحين من جامع الزيواني في جنوب غربي المدينة القديمة.
وسبق ذلك إعلان الجيش العراقى يوم الأحد 25 يونيو 2017م عن سيطرته على حي الفاروق بالموصل القديمة حيث كشف عن انتزاع السيطرة على حي الفاروق في الجانب الشمالي الغربي من مدينة الموصل القديمة من قبضة تنظيم داعش وهو الحى الذى يقع قبالة جامع النوري التاريخي الذي دمره المتطرفون الأسبوع الماضي ومازال تنظيم داعش يسيطر على موقع الجامع وكانت القوات العراقية قد صدت، يوم الأحد25 يونيو 2017م ، هجوماً كبيراً لتنظيم داعش خارج مدينة الموصل القديمة واستعادت السيطرة على ثلثي المدينة القديمة في غرب الموصل، بعد أسبوع من بدء هجوم ضد مواقع تنظيم داعش في المدينة.
وكان المقدم سلام العبيدي يتحدث من داخل المدينة القديمة المدمرة، على بعد نحو 50 متراً مما تبقى من منارة الحدباء التاريخية التي فجرها تنظيم داعش قبل أربعة أيام وقال القائد في قوات مكافحة الإرهاب العراقية إنه "تم تحرير 65 إلى 70 % من المدينة القديمة، ما زال هناك أقل من كيلومتر مربع للتحرير". وقدر العبيدي تواجد "مئات الدواعش" فقط في المدينة القديمة حاليا.
ويمكن في داخل المدينة القديمة رؤية القاعدة المربعة لمنارة الحدباء التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر، وكانت من أبرز رموز الموصل وواحدة من المعالم الأكثر تميزا في العراق وخسرت المنارة برجها الحلزوني المائل، بعدما أقدم تنظيم داعش على تفخيخها وتفجيرها في 21 يونيو 2017م وفي الوقت نفسه، فجر التنظيم مسجد النوري القريب، الذي شهد الظهور العلني الوحيد لزعيمه أبو بكر البغدادي في يوليو 2014م وتبدو الشوارع الضيقة للبلدة القديمة، ذات الطابع التراثي والممتدة على مساحة نحو 3 كيلومترات مربعة على الضفة الغربية لنهر دجلة في الموصل، مغطاة بالأنقاض.
والمعارك التي تدور حاليا في الموصل القديمة من الأكثر عنفا خلال 3 سنوات من الحرب ضد تنظيم داعش، وأحدثت تلك المعارك دمارا واسع النطاق، ولا تزال بعض المباني قائمة لكنها لم تنج من آثار المعارك وأظهر مقاتلو التنظيم المتطرف، الذين ليس لديهم خيار سوى القتال حتى الموت في الموصل القديمة، وهم يبدون مقاومة شرسة في الدفاع عن آخر مواقعهم باستخدام المفخخات وقذائف الهاون والانتحاريين والقناصة ويحتجز هؤلاء أيضا ما يقدر بأكثر من مئة ألف مدني كدروع بشرية داخل المدينة.
مما سبق نستطيع اتلتاكيد على انه وبعد مرور 250 يوماً من الدماء المتواصلة بين تنظيم داعش والقوات العراقية التى بدأت معركتها لتحرير الموصل فى 17أكتوبر 2016م يبدو أنه لم يتبقى سوي ساعات قليلة تفصل "الموصل" عن "الحرية" من قبضة داعش الدموية .