خبير ألماني: مكافحة التطرف يتطلب خطابا بديلا عبر الانترنت
الإثنين 10/يوليو/2017 - 04:06 م
طباعة
يؤكد خبراء ألمان أن الدعاة السلفيين يفضلون الانترنت لنشر أفكارهم ولاستقطاب أتباع جدد دويتشه فيله عربية حاورت خبيراً في المجال لمعرفة الأسباب والفئة المستهدفة، وسبل مواجهة التطرف في العالم الافتراضي.
يعمل رومان فريدريش كخبير متخصص في مكافحة التطرف الديني واليميني. ومنذ بضع سنوات يراقب الخطاب المتطرف في الانترنت ويحاول مع مساعدين اجتماعيين معرفة الأسباب وراء ارتفاع عدد المتطرفين في ألمانيا عبر الانترنت.
ماهي أسباب نجاح الكثير من المتطرفين في استقطاب الشباب عبر الانترنت؟
اللغة الألمانية تلعب دوراً كبيراً في ذلك. فبينما يختار الأئمة في غالبية المساجد اللغة العربية أو التركية في مواعظهم وخطبهم يختار السلفيون في الانترنت اللغة الألمانية. ونحن نعلم أن الجيل الثالث من المسلمين لا يفهمون هذه اللغات بشكل جيد. وعندما نلقي نظرة في الانترنت نجد أن الدعاة السلفيين الأكثر شهرة وتأثيراً يخاطبون المتلقين باللغة الألمانية. وهذا بالمناسبة يشكل أحد عوامل استقطاب السلفيين لغالبية الألمان الذين اعتنقوا الإسلام.
لكن هل اللغة وحدها هي العامل الحاسم أم هناك عوامل أخرى؟
طبعاً مضمون الخطاب الموجه للمتلقين يؤثر أيضاً في الاستقطاب. فالدعاة السلفيون يركزون على التأثير في عواطف ومشاعر الشباب. الفيديوهات تكون مدتها غالبا قصيرة والتعليقات تكون مختصرة لكن كلماتها تُختار بدقة. وهم يتبعون ذلك الأسلوب لأنهم مقتنعون بأن التأثير في مشاعر الشباب هو الطريق الأكثر فعالية للتأثير في عقولهم في وقت لاحق. وبعد النجاح في كسب ودهم يتم التركيز على نقل أيديولوجيتهم المتطرفة للشباب بعد ان تم إعدادهم نفسيا.
ماهي طبيعة الشباب الذي يحاول السلفيون التأثير عليه واستقطابه؟
يتعلق الأمر في الغالب بشباب متذمر ومنعدم الآفاق، الشباب العاطل عن العمل أو الشباب الذي يدمن استهلاك المخدرات، إضافة إلى صنف آخر من الشباب الذي يعاني من مشاكل عائلية. وهي كلها حالات يكون فيها الشاب في حالة ضعف وفي حاجة إلى مساعدة. والسلفيون يستغلون ذلك لأنهم يقدمون أنفسهم كبديل لحل تلك المشاكل.
كيف يمكن في نظرك حماية الشباب حتى لا يكونوا عرضة للمتطرفين وخطابهم في الإنترنت؟
يجب انتاج خطاب مضاد للخطاب المتطرف في الانترنيت أيضا. لحدود الآن الخطاب الذي يريد محاربة التطرف ينحصر داخل أسوار الجامعات والمؤسسات وهو خطاب نظري محظ. وهذا لن يجدي نفعا لأن الخطاب السلفي نشيط أكثر في العالم الافتراضي. وهنا يجب الاستعانة بأناس يفهمون مشاكل الشباب ولديهم القدرة على التواصل معهم بلغة يفهمونها وعبر الإنترنت.
هل يمكن أن تلعب المساجد ومختلف التنظيمات الإسلامية في ألمانيا دورا في ذلك؟
أحذر شخصيا من الاعتماد على التنظيمات الإسلامية في محاربة التطرف. فكل تنظيم ديني له توجهاته التي تختلف عن التنظيمات الأخرى. ولن يكون هناك إجماع حول المضامين وحول طريقة التعامل. ولهذا أفضل شخصيا أن يقوم بهذه المهمة مؤسسات غير دينية تستعين بالخبراء في المجال.
وهنا يجب أيضا انتاج فيديوهات في الانترنت تدعو للتسامح وتكشف خطورة الخطاب المتطرف وتقديم بدائل جديدة للشباب الذين يمرون من أزمات ويبحثون عن حلول في الانترنت.
حوار لدويتشه فيله