مشاركة "الحشد الشعبي " في معركة تلعفر.. يضع المدينة السنية على حافة الإنتهاكات الشيعية

الإثنين 31/يوليو/2017 - 03:21 م
طباعة مشاركة الحشد الشعبي
 
 يبدو ان مشاركة "الحشد الشعبي " في معركة تلعفر سيضع المدينة السنية على حافة الإنتهاكات الشيعية  خاصة وان العراق تسوده حاليا  حالة من الخوف والقلق  من سكان مدينة تلعفر العراقية من مشاركة مليشيات الحشد الشعبي الشيعية في الهجوم على المدينة، خشية من قيام الحشد بانتهاكات وجرائم ضد المدنيين على غرار ما فعل في معركة الموصل.
مشاركة الحشد الشعبي
وقال رئيس حكومة بغداد حيدر العبادي في كلمة ألقاها حلال احتفالية "برلمان الشباب" ببغداد إن "الحشد الشعبي" سيشارك في الحملة العسكرية المرتقبة لاستعادة السيطرة على قضاء تلعفر غرب الموصل من قبضة تنظيم الدولة، و إن حكومته وضعت خطة عسكرية لشن هجوم على "داعش" في قضاء تلعفر و أن الحملة ستنطلق بمشاركة جميع فصائل القوات المسلحة العراقية إضافة إلى "الحشد الشعبي". 
قوات الحشد  التى تضم متطوعين وفصائل شيعية تتلقى دعما من ايران، ولعبت دورا كبيرا في استعادة السيطرة على مدن ومناطق واسعة من تنظيم "داعش "   بدأت بالفعل فى الهجوم على القضاء الذى  يضم غالبية من التركمان الشيعة  ويقع على محور حيوي لتنظيم "داعش "، حيث يربط الرقة، معقله في سوريا، بالموصل التي تشن القوات العراقية عملية عسكرية لاستعادتها وقد استعادت قوات الحشد عددا من القرى ومساحة شاسعة من الاراضي خلال اليوم الاول من المعارك، وتحاصر بعض القرى، بينما اقتحمت اخرى ووفقا لاعلام الحشد، بلغت الفصائل "قرية امريني" التي تبعد 45 كيلومترا عن مركز قضاء تلعفر.
من جهة اخرى، اعلنت العمليات المشتركة هبوط اول طائرة من طراز "سي 130" للنقل في قاعدة القيارة التي تمت استعادت السيطرة عليها في  وقت سابق والتقدم تجاه تلعفر قد يهدد بمعارك في محيط موقع الحضر الاثري الذي تصنفه "الاونيسكو" على لائحة التراث العالمي وقد دمره تنظيم "داعش " بعد سيطرته على الموصل ووتشكل مشاركة الحشد في معركة الموصل محور تجاذبات سياسية، لان الغالبية العظمى من سكان الموصل من السنة  حيث يعارض سياسيون من الاكراد والعرب السنة مشاركة الحشد كذلك، اكدت تركيا التي تنشر قوات في بعشيقة معارضتها لها، في وقت تفضل الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي الداعم لعملية استعادة الموصل عدم مشاركته في العمليات.
مشاركة الحشد الشعبي
 وتحظى فصائل الحشد التي اوقفت تمدد  داعش في الموصل منتصف 2014، بشعبية واسعة ودعم من الاطراف الشيعية في البلاد لكنها متهمة بارتكاب انتهاكات في مجال حقوق الانسان اثناء العمليات العسكرية التي خاضتها، تراوح بين القتل والخطف وتدمير ممتلكات ففي تلعفر التي سيطر عليها المتطرفون منتصف 2014 خليط متنوع، لكنها ذات غالبية تركمانية شيعية  والمحور الغربي حيث تقع البلدة هو الجهة الوحيدة التي لم تصل اليها القوات العراقية التي تتقدم بثبات من الشمال والشرق والجنوب في اتجاه مدينة الموصل.
ويتواصل القتال لليوم الثاني في المحور الغربي، في وقت اعلنت قوات الشرطة الاتحادية استعادتها ناحية الشورة التي استمرت محاصرتها مدة اسبوع قبل اقتحامها. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت ان "قطعات الشرطة والرد السريع تشرع في عمليات تمشيط منطقة الشورة وتطهيرها من الالغام والافخاخ " ويقول التحالف الدولي، الذي يدعم قوات الشرطة الاتحادية والبشمركة من خلال الضربات الجوية او التدريب او من خلال المستشارين منذ عامين، ان القوات العراقية ستتوقف مدة يومين في الهجوم الذي بدأ قبل اسبوعين وتعمل قوات مكافحة الارهاب على تثبيت دفاعاتها في بلدة برطلة المسيحية، وتنشط في افراغ الشاحنات من صناديق الاسلحة من اجل اعادة ترتيب مخازن عتادها وقد فر اكثر من 17 الف شخص من منازلهم تجاه المناطق التي تسيطر عليها الحكومة منذ بدء العمليات العسكرية، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة. ومن المتوقع ان يرتفع العدد مع اقتراب القوات العراقية من محيط المدينة.
وتقول الامم المتحدة ان لديها تقارير مؤكدة تشير الى ان تنظيم " داعش " ينفذ عمليات اعدام جماعي في المدينة، وقد احتجز عشرات آلاف المدنيين كدروع بشرية وكان المفوض الاعلى لحقوق الانسان التابع للامم المتحدة زيد بن رعد الحسين قال قبل يومين ان مكتبه تلقى تقارير عن احتجاز مدنيين قرب مواقع تمركز الجهاديين في الموصل، ربما لاستخدامهم دروعا بشرية امام تقدم القوات العراقية. وتابع في بيان: "هناك خطر جسيم ان يستخدم مقاتلو "داعش" مثل هؤلاء الاشخاص الضعفاء دروعا بشرية، وكذلك قتلهم بدلا من رؤيتهم يتحررون".
مشاركة الحشد الشعبي
وقضاء تلعفر، ويحمل مركزه الاسم نفسه، يقع على بعد 65 كلم من مدينة الموصل،  وهو عبارة عن  جبهة بطول نحو 60 كلم، وعرض نحو 40 كلم، وتتألف من مدينة تلعفر وبلدتي العياضية والمحلبية فضلا عن 47 قرى متناثرة بمنطقة بعضها صحراوي مكشوف وأخرى تقع بين تلال صخرية متوسطة الارتفاعات.
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان مشاركة "الحشد الشعبي " في معركة تلعفر سيضع المدينة السنية على حافة الإنتهاكات الشيعية  مجددا  خاصة وان العراق تسوده حاليا  حالة من الخوف والقلق  من سكان مدينة تلعفر العراقية ، خشية من قيام الحشد بانتهاكات وجرائم ضد المدنيين على غرار ما فعل في معركة الموصل.

شارك