بعد فقد سيطرته في سوريا والعراق.. "داعش" يعزز وجوده في ليبيا
الإثنين 31/يوليو/2017 - 04:21 م
طباعة
بعد أن فقد التنظيم الإرهابي "داعش" سيطرته لبعض المدن في سوريا والعراق، بدأ يعزز تواجده في في ليبيا، مستغلا حالة الفوضي والانقسام التي تشهدها البلاد.
نجحت القوات العراقية علي مدار المرحلة الماضية في استعادة أكبر المدن العراقية التي سقطت تحت قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، ما أدي إلي تكبد الأخير خسائر فادحة جعلته يبحث عن مكان أخر لبسط نفوذه واستعادة قوته فيه.
ويري خبراء أمريكيون أن تراجع تنظيم داعش في سوريا والعراق وخسارته مناطق سيطرته هناك يجعله يركز اهتمامه من جديد على ليبيا، باعتبارها نقطة مركزية لانبعاثه، مستغلاً الفوضى المسيطِرة على البلاد.
وينشط التنظيم الإرهابي "داعش" في ليبيا منذ عام 2013، أي قبل بسط سيطرته على الأراضي العراقية، في أعقاب سقوط معمر القذافي والفوضي التي سادت في البلاد وقتها وحتي الآن.
وكانت مخيمات مسلحي "داعش" متمركزة شرق البلاد، على الحدود مع مصر، إلا أن الإرهابيين يتجمعون الآن قرب الحدود مع تونس.
قناة فوكس نيوز الأمريكية ذكرت أن مسلحي هذا التظيم يفضلون البقاء في المناطق الريفية ومدينة صبراتة الواقعة غربي العاصمة طرابلس، غير بعيد عن الحدود التونسية.
ويرجح في هذا الشأن جوزف فيلون، الخبير في الحركات الإسلامية المتطرفة والباحث في مجلس الدفاع البريطاني، أن مسلحي "داعش" سيحاولون شن حرب عصابات وتنفيذ عمليات إرهابية في المنشآت النفطية والموانئ الليبية، ما سيثير الرعب بين السكان المدنيين ويجبرهم على الفرار إلى الدول المجاورة وأوروبا.
ووفق التقرير فإن التنظيم يعيد تنظيم صفوفه وتجنيد مقاتلين في المناطق الريفية جنوب الطريق الساحلي الرئيسي الرابط بين الشرق والغرب، وفي غرب مدينة صبراتة، القريبة من الحدود التونسية
المحلل الأمني روبرت بيلتون قال في التقرير إن غالبية القوة القتالية للتنظيم تأتي من تونس، ولهذا فإن صبراتة هي مركز نامٍ لعناصر (داعش)، مضيفًا أن داعش في ليبيا يمكن أن يتجدد بشكل سريع.
وتوقع بيلتون نجاة التنظيم من الخسائر المتتالية التي يتكبدها في سورية والعراق، وقال: داعش تنظيم عابر للحدود، يأتي مع تمويل ومتدربين وحملات إعلامية قوية. فهو يستقطب المجموعات التي ترغب في إعادة تعريف نفسها، عن طريق استغلال مظلة المنظمة الدولية وتوحيد الشعارات والرسائل وحتى المقاطع المصوَّرة والتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي.
في هذا السياق، أفاد المكتب الصحفي للقيادة الأفريقية للقوات المسلحة الأمريكية بأن الحديث يدور عن 500 مسلح فقط، من جانبه قال الناطق باسم القوات المسلحة الليبية، العقيد أحمد المسماري، إن داعش أنشأ حاليًّا معسكرات تبعد 25 ميلاً شرق مدينة بني وليد وأيضًا جنوب مدينة سرت الساحلية، مضيفًا أن عدد "الدواعش" يبلغ أكثر من ذلك بعشرة أضعاف، على الأقل.
وذكر أن أعداد داعش تتراوح بين خمسة إلى سبعة آلاف مقاتل من جنسيات مختلفة، قائلا: ظهر داعش للمرة الأولى في ليبيا في نهاية العام 2013 قبل توسعه في العراق، وخرج من مسلحين تابعين لجماعة الإخوان المسلمين ومنشقين عن (القاعدة) في مدينة درنة قرب الحدود المصرية.
الناطق باسم القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) إذ توماس والدهوسر، قال لفوكس نيوز إن التقديرات الأخيرة لقوة داعش في ليبيا تشير إلى وجود 500 مقاتل.
ولا يزال التنظيم الإرهابي "داعش" يمثل تهديدًا ليس فقط بالنسبة إلى ليبيا، لكن أيضًا بالنسبة لجيرانها وأوروبا والولايات المتحدة، فالفراغ الأمني والسياسي سمح للتنظيم بالانتشار والتوغل في البلاد.
وسبق أن أكد الناطق باسم قوات البنيان المرصوص، محمد الغصري، إنهم رصدوا تحركات لعناصر من التنظيم جنوب مدينة سرت، حيث يحاول (داعش) إعادة التمركز واختراق صفوف القوات الليبية في الجنوب.
ويعتبر تواجد داعش في ليبيا تهديدا للمصالح الغربية عن طريق شن حرب عصابات ضد المنشآت النفطية والموانئ، وعن طريق تنفيذ عمليات إرهابية لإطلاق موجات هائلة من المهاجرين لزعزعة استقرار جيران ليبيا وأوروبا، وفق خبراء.